الثلاثاء، 26 يناير 2021

الحرب الصربية– البلغارية وضم الروميللي الشرقية إلي بلغاريا عام1885-1888

الحرب الصربية– البلغارية وضم الروميللي الشرقية إلي بلغاريا عام1885-1888

 

المدرس المساعد

ساهرة حسين محمود

جامعة البصرة / كلية الآداب

تحتل قضية مصير الدولة العثمانية وممتلكاتها، التي يطلق عليها في التاريخ السياسي مصطلح (المسألة الشرقية)، مكاناً بارزا في الدبلوماسية الأوربية خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر للميلاد، وباختصار، تشمل المسألة الشرقية جميع المشكلات التي ارتبطت بانهيار الدولة العثمانية داخليا وثورات الشعوب المحكومة منها. وأخيرا المصالح المتشابكة والمتضاربة للدول الأوربية في الإمبراطورية العثمانية وتدخل هذه الدول في عملية الانهيار العثماني.

إن موضوع الحرب الصربية-البلغارية وضم الروميلي الشرقية إلي بلغاريا من المواضيع المهمة في التاريخ السياسي للمسألة الشرقية، كونه يسلط الضوء علي الدبلوماسية الأوروبية خلال القرنين السابقين، فضلا عن تميز تلك المرحلة بتشابك العلاقات الأوروبية وتعقدها مع ازدياد جهود روسيا في السيطرة علي ممتلكات الدولة العثمانية.


The Serbian - Bulgarian war and Annexation of East

Rumelia to Bulgaria during (1885-1888)

Lecturer. Sahera Husain Mahmood

University of Basrah / College of Arts

The eastern issue occupies a great place in the European diplomacy during the eighteenth and nineteenth century. Briefly, it includes all the problems that are associated with the internal collapse of the Ottoman Empire and the conflicting interests of the European countries and their interference in the collapse of the Ottoman Empire.

One of the most important topics in the political history of the eastern issue is the Serbian-Bulgarian war and the attempt to annex the eastern Romelli to Bulgaria. In the past two centuries, this topic sheds light on the European diplomacy. Besides, that period is characterized by the complexity of European relations due to Russia's efforts to control the Ottoman Empire.


المقدمة:

بلغاريا (Bulgaria)

الموقع والحدود

هي دولة بلقانية-أوروبية تقع في الجهة الجنوبية الشرقية من قارة أوربا، وتمتد حدودها إلي جنوب مجري نهر الدانوب (River Danube)، تحدها من الشمال رومانيا (Rumania)، ومن جهة الشرق يحدها البحر الأسود (Black Sea)، ومن الجهة الجنوب تحدها اليونان (Greece)، وفي الجنوب الشرقي تركيا (Turkey)، ويحدها من جهة الغرب يوغسلافيا (Yugoslavia) السابقة (1).

وتضم بلغاريا حاليا أجزاء من مقدونيا (Macedonia) التأريخية، ونتيجة لموقعها المتميز هذا في البلقان، كان هذا الأمر من "أسباب توتر العلاقات مع الدول المجاورة لها في القديم، بسبب المطالبات الإقليمية الخارجية بها" (2).

وتبلغ مساحة بلغاريا نحو (110.994) كم2 (3)، أي ما يقارب نحو (43.855) ألف ميل مربع، ويشمل ذلك الأنهار التي تقع علي حدودها، والتي تبلغ مساحتها نحو (267) كم2 (4).

أنتهت المفاوضات في مؤتمر برلين لعام 1878 م، إلي قرارات إعادة رسم خريطة البلقان من جديد، التي كانت ضد مصالح الدولة العثمانية، بحيث سعت كل دولة إلي سلخ جزء من أراضيها، فنالت بريطانيا العظمي قبرص، فيما استولت فرنسا علي تونس، كما تقلصت بلغاريا وسلخ منها الروميللي الشرقية، الذي أصبح تحت الحكم العثماني، في حين وضعت البوسنة والهرسك تحت إدارة مملكة النمسا – المجر، ولكن ظلتا تابعتان للسيادة العثمانية، وبصورة عامة خسرت الدولة العثمانية في هذا المؤتمر العديد من ولاياتها الأوروبية (5).

عقب الموافقة علي الدستور البلغاري في عام 1879 م، وانتخاب الأمير ألكسندر باتنبرغ (Alexander of Battenberg) (1879-1886 م) (*)، لحكم الإمارة البلغارية، كانت الإدارة الداخلية لولاية الروميللي الشرقية (EasternRoumelia) (**)، قد تحددت من قبل لجنة دولية، تنفيذا للمادة الثانية عشرة من قرارات مؤتمر برلين، وقد أصدرت اللجنة الدولية نظاما أساسيا، أحتوي علي (495) مادة. ولكن لم يكن قابلا للتطبيق علي أرض الواقع، ذلك لأن كل دولة من الدول الكبرى أعدت قسما من هذا النظام، فالبريطانيون وضعوا قوانين الانتخاب والإيطاليون البنود المالية والنمساويون تولوا قضايا التشريع والفرنسيون وضعوا نظامهم الإداري وتعاونت روسيا في تنظيم القوات العسكرية، ولم يكن أي من هذه الدول قد أخذت في الاعتبار حاجات الناس وعاداتهم التي هي من أسس التنظيم والتشريع في كل البلدان (6).

وبما أن الإمارة تقرر أن تبقي تحت سيادة السلطان العثماني، ويتم تعيين حاكمها من قبله علي أن يأخذ رأي الدول الأوروبية في هذا الاختيار في حالة التوافق، يصدر الفرمان ويشترط أن يكون مسيحيا ويدفع جزية سنوية للدولة العثمانية، وهكذا صدر الفرمان الأول بتعيين آليكو باشا (Aleko Pasha) في عام 1879م، حاكما ووزعت المناصب الرئيسة بين الدول الكبرى، فعين ألماني للشؤون المالية وبريطاني للشرطة وفرنسي للقوات العسكرية، التي كان معظم الضباط فيها هم من روسيا، وتقرر تأليف مجلس نيابي محلي يتكون من (56) عضوا، يجري انتخاب ستة وثلاثين منهم ويعين الحاكم عشرة أعضاء وعشرة أخري أعضاء طبيعيون بحكم مناصبهم الدينية والقضائية والمالية، وتكون مهمة المجلس الرئيسة هي تدارس المسائل المالية والقضايا الإدارية والتي يجب أن تحضي بموافقة السلطان عليها حتي تكون نافذة (7).

كانت أبرز المشاكل في هذه الولاية هي أراضي المسلمين التي أجبرت الحرب علي المغادرة (8)، فوضع المسيحيون يدهم عليها، وقد عولجت هذه المشكلة بطريقة لا إنسانية، إذ هدد الملاك الأصليون بالانتقام منهم، وفرض علي أراضي لم يعبأ منهم بالتهديد دفع ضريبة 10% من قيمتها، وهذا الأمر أدي بهم إلي بيع الأراضي، وفضلا عن ذلك بيعت أراضي العثمانيين ودورهم إلي الفلاحين المحليين، "وحولت الأراضي من نظام الملكيات الكبيرة إلي ملكيات زراعية صغيرة متماثلة، ما كان عليه الحال في الإمارة البلغارية في الشمال".

كانت القضية الأخرى المهمة هي الشعور القومي بضرورة الوحدة بين ولاية الروميللي الشرقية وإمارة بلغاريا، وقد كانت المشاعر الشعبية مؤيدة لهذا التوجه بتشجيع من الروس، بل وقام بعض هؤلاء المسؤولين الروس بتزويد الأهالي سرا بالسلاح، وأنشأت منتديات رياضية في الظاهر، في حين كانت مراكز للتدريب العسكري، وفضلا عن ذلك أصر القيصر الروسي ألكسندر الثالث (Alexander III) (1881-1894 م) (***)، علي عدم تمديد ولاية آليكو باشا، الذي كانت له علاقة جيدة مع أمير بلغاريا، فعزل في عام 1884 م، فأختير للولاية جفريل باشا كروستيفتش(Gavril Pasha E. Krustevich)، الذي قبلت به روسيا لكونه ضعيف الشخصية لتسهل قيادته، إن الحماسة الوطنية للوحدة الوطنية كانت كبيرة جدا- وكما سبقت الإشارة- بدأت تتحرك بشكل أسرع في عام 1884 م، وقد وضعت أمير بلغاريا بموقف صعب بين تأييدها أو أن ينسحب من السلطة، وفي عام 1885 م، إزداد النشاط الثوري الوحدوي، وفي ليلة السابع عشر علي الثامن عشر من شهر أيلول بدأت الحركة، إذ أعلن القادة السياسيون وبدعم القوات العسكرية عزل الوالي جفريل وإدارته. وإعلان الاتحاد مع الإمارة البلغارية، ودعيت الدولة المستحدثة بـ "اتحاد بلغاريا والروميللي الشرقية" (9).

إن الوالي جفريل باشا، لم يقاوم العزل بل رضي بالأمر الواقع وهكذا أخرج من مدينة فيليبو بوليس (Philippopolis)، عاصمة الولاية، وأقتيد إلي خارجها (10). وهكذا قامت الحركة البلغارية بانتفاضة في مدينة بلوفدين (Plovdiv City) من أجل الوحدة الوطنية مع القوات الروميللية، وكان الأمير ألكسندر باتبنرغ متترددا في اتخاذ أي إجراء لتعجيل الأحداث (11).

إلا أن ستيفان ستامبولوف (Stefan Stamboloff) (1887-1894 م) (***)، المتحدث باسم البرلمان (السوبرانجه) (Sobranje)، أرسل تقريرا إلي الأمير أخبره فيه "بأنه يقف علي مفترق طرق في مسيرته، حيث قال له، أن الطريق الأول يقود إلي فيليبوبوليس (عاصمة الروميللي الشرقية)، والطريق الأخر يؤدي إلي نهر الدانوب والعودة إلي دار مشتات (Dar Mstadt)"، فأختار الأمير الطريق الأول، وأعلن موافقته رسميا في مدينة ترنوفو (Tarnovo City) (*****)، ودخل مدينتهم منتصرا، في اليوم الحادي والعشرين من شهر أيلول من عام 1885 م؛ وأعلن في اليوم الثاني والعشرين من الشهر نفسه إتحاد المقاطعتين معا، وأتخذ لقب (أمير بلغاريا الشمالية والجنوبية) (12).

تسبب توحيد جزئي بلغاريا بالطريقة التي مر ذكرها بأزمة دبلوماسية دولية، وذلك لأنها أحدثت خرقا فيما تم إقراره بمؤتمر برلين عام 1878 م، وأثارت الخشية في أن يكون ذلك مقدمة لمطالبة كل من اليونان والصرب بأراض تضم إلي كل منهما تعويضا عن الأراضي التي لم تتم الموافقة الدولية علي ضمها إليهما، في مؤتمر برلين (13).

من ناحية أخري وضعت انتفاضة بلوفدين روسيا في موقف صعب، إذ أن السياسة الروسية التقليدية كانت تري في الموقف الذي تم إتخاذه عداء شخصيا للقيصر، لذا قام ألكسندر الثالث باستدعاء جميع الضباط الروس الموجودين في الجيش البلغاري، مما أحدث فجوة في العلاقات بين روسيا وبلغاريا. وكان وزير الخارجية الروسية ينظر للحدث من زاوية تأثيره في العلاقات الدولية، إذ قد تستغل مملكة النمسا-المجر الفرصة وتضم ولايتي البوسنة والهرسك وكذلك اليونان والصرب، إذ ربما يتدخلان بأراضي مقدونيا (14).

ولهذا دعا إلي مؤتمر لسفراء الدول الكبرى-بريطانيا العظمي روسيا، ألمانيا، فرنسا، مملكة النمسا-المجر وإيطاليا- عقد في شهر تشرين الثاني عام 1885 م، في إسطنبول؛ وعلي نموذج ما حصل في مؤتمر فينا عام 1815 م، من إعادة القديم إلي قدمه، اقترح الروس إعادة الأوضاع لسابق عهدها قبل الاتحاد البلغاري، ووافقت مملكة النمسا-المجر وألمانيا علي ذلك ولكن رئيس وزراء بريطانيا العظمي اللورد روبرت آرثر سيسيل ماركيز سالزبوري (Lord Robert Arther Cecil Marquis Salisbury) (1878-1886 م)، (******)

اختلف معهم هذه المرة في ذلك، إذ أيد الاتحاد، وهذه كانت سياسة تخالف ما كانت تراه بلاد سابقا، ولقد قدر أن هذه الوحدة أو الاتحاد الذي تعارضه روسيا سيخلق حاجزا يقطع الطريق علي روسيا فلا تستطيع الوصول إلي إسطنبول، وبذلك سيكون هناك سلام في شبه جزيرة البلقان (15).

أما الدولة العثمانية فكانت تفكر باستخدام القوة العسكرية لإلغاء الاتحاد، واستعادة سيادتها علي الروميللي الشرقية، ورغم أن روسيا كانت غاضبة علي ما حصل، ولكنها لم تؤيد الموقف العثماني (16)، وهكذا لم يتم التوصل إلي أي اتفاق بين الدول الكبرى، فبدأ الروس، منذ خريف عام 1885 م، يشعرون بأنهم يفقدون السيطرة علي بلغاريا، وأن البلغار لا يريدونها أن تكون مهيمنة علي بلادهم (17)، والملاحظ أن مملكة النمسا-المجر التي أيدت الاقتراح الروسي-السالف الذكر- إلا أنها استمرت في انتهاج سياسة تشجع الحركات القومية في شبه جزيرة البلقان (18).

تطورت الأمور لصالح بلغاريا نتيجة لإجراء غير موفق أقدم عليه ملك الصرب ميلان (King Milan)، الذي "رأي أن الوحدة قد تضر بالتوازن السياسي بين حكومات البلقان، وتعطي لبلغاريا ميزة في الصراع الذي قد ينشأ حول مقدونيا" (19).

فأعلن الحرب علي بلغاريا بتحريض من الدبلوماسية النمساوية-المجرية، في اليوم الرابع عشر من شهر تشرين الثاني عام 1885 م (20)، وفي واقعة سلفنيكا (Slivnica) أو سليفينيتزا (Slivnitza) (*******)، الواقعة علي التلال المنخفضة والتي تبعد نحو أربعين كيلومتر عن العاصمة صوفيا (Capital Sofia)، التي استمرت ثلاثة أيام-من اليوم السابع عشر حتي اليوم التاسع عشر من شهر تشرين الثاني من عام 1885 م-تمكن خلالها الجيش البلغاري من الحاق الهزيمة بالقوات الصربية (21)، فأرسلت الدول الأوروبية مذكرة إلي حكومة الصرب، في اليوم الرابع والعشرين من الشهر نفسه، لوقف القتال وعقد الهدنة مع بلغاريا (22)؛ فوافق الصرب لكن الأمير ألكسندر باتنبرغ استمر في محاربة القوات الصربية حتي وصل مدينة بيروت (Pirot City) في اليوم السابع والعشرين من شهر تشرين الثاني من العام نفسه، وواصل تقدمه إلي مدينة نيش ((Nish city (********)، عندئذ وجهت مملكة النمسا – المجر أنذارا نهائيا في اليوم الثامن والعشرين من الشهر نفسه إليه بعدم التقدم، وإلا سيواجه قواتها العسكرية، فأوقف القتال وعقد الهدنة (23). إذ تمكن الجيش البلغاري الذي كان أكثر استعدادا، من هزيمة الجيش الصربي في هذه الحرب القصيرة المدي، وبالتالي توجيه ضربة قاسية لروسيا وقيصرها ألكسندر الثالث، وأدي أخيرا إلى توتر العلاقة مع أمير بلغاريا (24).

حسمت معركة سليفينيتزا المسألة إذ تم، في اليوم الثالث من شهر آذار عام 1886 م، التوقيع علي-معاهدة السلام-معاهدة بوخارست (The Treaty of Bucharest)، التي أعادة الوضع بين بلغاريا وصربيا إلي عهده السابق، إلا أن المسألة الأهم هي مسألة اعتراف الدولة العثمانية بتوحيد بلغاريا (25)، لذا قام وزير خارجية بلغاريا ستامبولوف بمباحثات مع حكومة الدولة العثمانية، بشأن قضية التوحيد، فتم في اليوم الرابع والعشرين من شهر آذار عام 1886 م، التوقيع علي اتفاق بين الجانبين، تقرر فيه "أن يعهد إلي أمير بلغاريا ألكسندر بحكومة الروميللي الشرقية، طالما بقيت السلطة بيد الحكام الحاليين. و" يعدل الدور المناط بالدولة العثمانية وفقا لأحكام المادة الخامسة عشر من معاهدة برلين، وتعترف بلغاريا بالسيادة العثمانية عليها وعلي الروميللي الشرقية، ويدفع الإقليمان الجزية السنوية للدولة العثمانية" (26)، لقد أدرك السلطان عبد الحميد الثاني "تحت تأثير القائم بأعمال السفارة البريطانية في إسطنبول السير وليم وايت (William White) "أن بلغاريا القوية والمستقلة يمكن أن تكون الحاجز الأكثر قوة ضد الأطماع الروسية في الدولة العثمانية (27). وقد صدق الاتفاق في مؤتمر القوي الكبرى (مؤتمر السفراء) الذي عقد في إسطنبول، في اليوم الخامس من شهر نيسان عام 1886 م؛ والذي اتخذت فيه بريطانيا العظمي زمام المبادرة لحث السلطان العثماني، للاعتراف رسميا بوحدة البلغاريتين، وأن يكون أمير بلغاريا حاكما عاما علي الروميللي الشرقية لمدة خمسة أعوام (*********)، واتخذت من مدينة فيليبه (Felipe City) (**********)، عاصمة للروميللي الشرقية (28)، وكان الاعتقاد أن هذه الوحدة تستمر، وربما تكون وحدة دائمية (29).

وبموجب المؤتمر المذكور تم إجراء بعض التعديلات البسيطة حول الحدود العثمانية –البلغارية، والتي بقيت علي هذه الحال حتي عام 1912 م؛ إذ بلغت مساحتها نحو 96.000 كيلومتر مربع، وعدد سكانها أكثر من ثلاثة ملايين نسمة؛ فكانت تعد أكبر منطقة في شبه الجزيرة البلقانية (30). وبعد مرور أشهر قليلة، قام مجموعة من المتآمرين المؤيدين للروس (***********)، ضد أمير بلغاريا ألكسندر باتنبرغ في الصباح الباكر، من يوم الحادي والعشرين من شهر آب عام 1886 م، بدخول القصر في العاصمة صوفيا، وتحت تهديد السلاح، أضطر الأمير بالتنازل عن العرش ومغادرة البلاد (31).

وبعد الانقلاب المفاجئ، الفت حكومة جديدة برئاسة كليمنت (Clement) المؤيدة إلي روسيا، ولكن بعد أيام قليلة سقطت بفعل ثورة جديدة، قادها أستيفان ستامبولوف، ألفت وزارة أخري مؤقتة برئاسته، لحين اختيار الأمير الجديد، وأول عمل لهذه الحكومة هو الدعوة لإعادة أميرهم المختطف، في اليوم التاسع والعشرين من شهر آب عام 1886 م، وفي اليوم الثالث من شهر أيلول من العام نفسه، تم إعادته للعرش وسط حماس شعبه، وكان بين المستقبلين قنصل روسيا، فظن الأمير أن هذا دليل علي رضا القيصر فأرسل له برقية جاء فيها "حيث أن روسيا أعطتني تاج العرش فأنا علي استعداد تام لإعادته لأصحابه".

فرد عليه القيصر بخشونة واعتبرت برقية الأمير تخاذلا، فأرغمه ستامبلوف والوطنيون البلغاريون علي التنازل عن الحكم (32). في اليوم التاسع من شهر أيلول، أعلن للشعب تنازله عن العرش وغادر البلاد للأبد (************) (33).

وقبل مغادرة الأمير ألكسندر قام بتعيين مجلس ثلاثي للوصاية علي العرش برئاسة ستامبلوف، لاختيار أمير البلاد (*************). فاجتمع المجلس، في اليوم الحادي والثلاثين من شهر تشرين الأول عام 1886 م، وتم اختيار الأمير فلاديمير (Prince Waldemar) من الدنمارك، في اليوم الحادي عشر من شهر تشرين الثاني من العام نفسه، إلا أنه بسبب ضغط الأسرة الحاكمة التي كان يضغط عليها القيصر، رفض العرش، وفي شهر تموز عام 1887 م، تم انتخاب الأمير فرديناند دي ساكس-كوبورغ-غوثا (Coburg Saxe-Coburg-Gotha Ferdinand De of) (1887-1908 م)، أبن الأميرة كليمنيتن (Clementine) ابنه الملك لويس فيليب (Louis Philippe). فقبل الأمير فرديناند العرش وهو أمير ألماني. وتولي حكم بلغاريا في اليوم الرابع عشر من شهر آب عام 1887 م (34)، وفي اليوم الثامن عشر من شهر آب من العام نفسه، زار مدينة فيليبوبوليس عاصمة الروميللي الشرقية، وشكل الوزارة الجديدة برئاسة ستامبولوف أشد أعداء روسيا (35). الذي "اشتهر بلقب بسمارك بلغاريا" (36).

لقد كان لأحداث بلغاريا بداية لما أصطلح علي تسميته ب "الأزمة البلغارية" التي استمرت من عام 1885 م حتى عام 1887 م، إلى أن توترت العلاقة بين روسيا ومملكة النمسا- المجر، والذي تعذر معه إستمرار عصبة الأباطرة الثلاثة (Three Emperors The League of the) (**************)؛ فتم عقد معاهدة بينهما، في اليوم الثامن عشر من شهر حزيران عام 1887 م، والتي نصت على "أن تلتزم كل منهما الحياد الودي تجاه الآخر عند قيام الحرب بين هذه الدولة ودولة ثالثة" (37).

لم يحصل الأمير الجديد علي إعتراف الدول الكبرى، وأستمر المحال كذلك لتسع سنوات وهو أمر كان يقلقه، لأنه لا يمنحه شرعية دولية، وكان السلطان عبد الحميد الثاني (Abdul Hamid II) (1876-1909 م) (***************) هو الوحيد الذي أعترف به، في عام 1888 م، وربما كان ذلك نكاية بروسيا؛ التي بقيت عقبة في وجه الأمير، وأنه أعتمد في سياسته الداخلية على ستامبولوف الذي كان من أشد معارضي روسيا في البلقان وفي بلغاريا بصورة خاصة، وكانت روسيا تدبر المؤامرات في الداخل البلغاري؛ وحين إغتيل وزير المالية، عام 1891 م، إعتبر رئيس الوزراء ستامبولوف هذا عملا روسيا له، وحصل من السلطان، على حق تأسيس أسقفية بلغارية في مقدونيا، وفي عام 1894 م، قبل الأمير أستقالة ستامبولوف، لأنه صار يعتبره عقبه في وجه العلاقات مع روسيا، وفي السنة الأخيرة كانت وفاة القيصر الروسي الذي خلفه نيقولا الثاني (II Nicholas) (1894-1917 م) (****************)، علي العرش، فأرسل الأمير وفدا للتعزية، وفي عام 1896 م، عادت العلاقات البلغاري-الروسية واعترفت الدول الكبرى بالأمير حاكما لبلغاريا بقسميها، وهذا كان اعترافا ضمنيا بالوحدة البلغارية (38).

إن التأريخ البلغاري خلال تلك السنوات السبع، كان يدور حول الرجلين، الأمير فرديناند دي ساكس ورئيس الوزراء ستامبولوف (39) ورغم كونه كاثوليكيا، فقد حكم ثلاثين عاما، وأعترف السلطان العثماني به في عام 1888 م. والذي منع روسيا من احتلال بلغاريا، هو تعهد بريطانيا العظمى ومملكة النمسا — المجر وإيطاليا في عام 1887 م، بحماية فرديناند دي ساكس والوقوف ضد روسيا (40).

الخاتمة:

نتيجة لإستمرار الثورة البلغارية ورد الفعل العثماني تجاهها، أخذت بعض الأوساط الأوروبية بتسميته بـــ(المذابح البلغارية)، شعرت روسيا بأنه قد آن الآوان لترجمة طموحاتها التوسعية على حساب الدولة العثمانية، فأستغلت فرصة إندلاع الحرب بين الدولة العثمانية وصربيا، وتعرض الأخيرة إلى سلسلة من الهزائم، فإعلنت روسيا الحرب من جهتها علي الدولة العثمانية عام 1877 م، بالتعاون مع الصرب والبلغار، وحققت مجموعة من الانتصارات وفرضت على العثمانيين معاهدة مذلة في سان ستيفانو، التي أذهلت بما حوته من مكاسب روسية وبلغارية بقية الدول الكبرى وكذلك الدول البلقانية. ولاسيما ما نصت عليه من إنشاء دولة بلغارية كبرى تمتد من نهر الدانوب حتى سواحل بحر أيجة جنوبا.

وتحث الضغط البريطاني وباقتراح ألماني جرت الدعوة لعقد مؤتمر في برلين لتلطيف مواد معاهدة سان ستيفانو، وبالفعل جرى عقد المؤتمر والدولة البلغارية اثني نصت عليها المعاهدة قسمت إلى ثلاثة أجزاء، أعيد منها القسم الأول إلى حضيرة الدولة العثمانية. وجعل القسم الشمالي منطقة ذات حكم ذاتي، أما المنطقة الثالثة وسميت بالروميللي الشرقية فجعلها المؤتمر منطقة تمتاز ببعض الامتيازات الإدارية الخاصة.

لم يقف البلغار عند هذا الحد، واضطروا للقبول بالعودة للسيادة العثمانية، لكنهم في الوقت نفسه ظلوا يعملون سرا وعلنا لنيل الاستقلال فاستولوا في عام 1885 م، على ولاية الروميللي الشرقية، واضطرت الدولة العثمانية تحت وطأة أعباءها المالية وثقل مشاكلها السياسية إلى الرضوخ والاعتراف بذلك الإجراء، مكتفية بإجراء نظري وهو أن يكون الأمير فرديناند أميرا على بلغاريا وواليا علي الروميللي.

كان لهذا الانتصار أثره في تعالي ثقة البلغار بأنفسهم وتخوف الصرب من تنامي قوة البلغار، فدخل الطرفان بصراع مسلح، وتمكن البلغار فيه من سحق القدرات الصربية خلال الحرب التي إندلعت بين الطرفين، الأمر الذي عزز من قدرات البلغار لدرجة دفعتهم للتصرف بإستقلالية تامة عن الحكومة المركزية، حتي تسنى لهم الإعلان بذلك رسميا عام 1908 م، مستغلين انشغال حكومة المركز باضطراب الأوضاع العامة على أثر قيام الاتحاديين بإنقلابهم، فأعلن البلغار إستقلالهم عن الدولة العثمانية.

الهوامش:

  1. عبد الوهاب الكيالي، موسوعة السياسة، ج 1، ط 4، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، (بيروت، 1999)، ص 556؛ مصطفى فاخوري، موسوعة المعرفة الأقطار والبلدان موسوعة جغرافية وتأريخية واقتصادية لدول العالم كافة، ط 2، دار المعرفة للطباعة والنشر، (بيروت، 2007)، ص 109. للمزيد من التفاصيل عن موقع بلغاريا ينظر؛

Maynard Owen Williams, Lafayette, the National Geographic Magazine, No.2, Wol. Lxii, National Geographic Society, (Washington, 1932), P.185.

  1. عبد الوهاب الكيالي، المصدر السابق. ص 556. للمزيد من التفاصيل حول حدود بلغاريا ينظر؛

Marguerite Z.A., Zora Alexieva, Nikolai Todorov, Lyubomir Dinev Nikolai Todorov Melnishki Lyuben M., Butgaria Historica - and Geographical Outline and Geographical , Sofia Press, (Sofia, 1968), PP.9-15.

  1.   عبد الوهاب الكيالي، المصدر السابق، ص 556؛ محمد شفيق غربال، الموسوعة العربية الميسرة، مج 1، ط 2، دار الجيل الجمعية المصرية لنشر المعرفة والثقافة العالمية، (القاهرة، 2001)، ص 551.
  2.   عبد الوهاب الكيالي، المصدر السابق، ص 556؛ أحمد عطية الله، القاموس السياسي، ط 3، دار النهضة العربية، (القاهرة، 1968)، ص 211.
  3.   بكر محمد إبراهيم، موسوعة التأريخ الإسلامي الدولة العثمانية، مركز الراية للنشر والإعلام، (القاهرة، 2006)، ص ٢٧٧.

(*) الأمير ألكسندر باتنبرغ: أمير بلغاريا ولد عام 1857 م، وكان أميرا لإمارة هيس (Hesse) الألمانية. وكان ذو شخصية متحررة. وأدى اليمين الدستوري وسط حماس كبير، وبثقة الدول الأوربية وبخاصة روسيا التي رشحته للمنصب، إلا أنه ما لبث أن خرج عن طاعتها؛ ولكن لم يتم منحه الفرصة لعمل الكثير لبلاده توفي عام 1893 م.

J.A.R. Marriott, the Eastern Question An Historical Studi In European Diplomacy, Printed In Great Britain, Clarendon Press (oxford ,1958), P.311.

(**) ولاية الروميللي الشرقية: أطلق هذا الاسم على الروم إيلي - أي بلاد الرومان ((Rhomaens والتي تضم تراقيا ومقدونيا، "أي المنطقة التي تحد شمالا بالبلقان، وشرقا بالبحر الأسود والبوسفور، وجنوبا ببحر مرمرة (Sea of Marmara 1) وبحر إيجة (Aegean Sea) المعروف بالبحر الأبيض (Sea The Mediterranean)، تم بسلسلة جبال أوليمبپوس (Olympus Mountains)، وتحد غربا بجبال پندوس (Pindos) وبارنوس (Barnos) وشارداغ (شارپلانينا) (Gaplanina Hardag)، وهي المنطقة التي تضم الممتلكات السابقة لتراقيا وبلغاريا ومقدونيا والصرب وألبانيا"، وأحتل البلغار الروميللي الشرقية في عام 1885 م. أحمد الشنتناوي، إبراهيم زكي خورشيد، دائرة المعارف الإسلامية، أصدرها بالألمانية والإنجليزية والفرنسية وأعتمد في الترجمة العربية علي الأصلين الإنجليزي والفرنسي، مراجعة محمد مهدي علام، مج 10، (د.م، د.ت)، ص ص 254-256.

  1.   تشارلز ييلافتش وبربارا ييلافيتش، تفكيك أوربا العثمانية (إنشاء دول البلقان القومية) 1804-1920، ترجمة عاصم الدسوقي، ط 1، دار الثالث للنشر، (القاهرة، 2007)، ص 185.
  2.   المصدر نفسه، ص 185؛ محمد سهيل طقوش، تأريخ العثمانيين من قيام الدولة إلى الانقلاب علي الخلافة، ط 2، دار النفائس للطباعة والنشر والتوزيع، (بيروت، 2008)، ص 451؛ شاكر أفندي الحنبلي، تلخيص التأريخ العثماني، ط 1، المكتبة الهاشمية، (دمشق، د.ت)، ص 145.

(***) ألكسندر الثالث؛ ولد هذا القيصر في عام 1845 م، وكان يمتاز بسياسته الرجعية وقضى علي حرية الرأي؛ وشجع علي الاضطهاد، وتحويل الأقليات إلى روس بالقوة. توفي في عام 1894 م، وخلفه في الحكم أبنه نيقولا الثاني (Nicholas II) (1894-1917 م). محمد شفيق غربال، المصدر السابق، مج 1، ص 284.

  1.   تشارلز ييلافيتش وبربارا ييلافيتش، المصدر السابق، ص 186؛ محمد محمد صالح، ياسين عبد الكريم، نوري  السامرائي، الدول الكبرى بين الحربين العالميتين 1914-1945، (بغداد، 1984)، ص 20؛

Dirk Jesse's, : Serbien; Serbische Sprache and Litteratur , Die Retro-Bibliothek , No. l, Vol. 3, (Berlin, 2001), S. 2; J.A.R. Marriott, Op. Cit., P. 313; William Miller, the Ottoman Empire and Its Saccessors 1801-1927, Frank Cass & Co. LTD., (London, 1966), PP. 222-223; L.S. Stavrianos,| The Eastern Question An Historical Studi in European Diplomacy ,printed in Great Britain ,Clarendon press ,(Oxford, 1958) , P. 431.

  1. سيف الله آوبا حي، السلطان عبد الحميد الثاني مشاريعه الإصلاحية وإنجازاته الحضارية، ترجمة عبير سليمان، مراجعة ياوز آجار، ط 1، دار النيل للطباعة والنشر، (القاهرة، 2011)، ص 94؛ أ. ج. جرانت وهارولد تمبرلي، أوربا في القرنين التاسع عشر والعشرين 1789-1950.

ترجمة محمد علي أبو درة، لويس أسكندر، مراجعة أحمد عزت عبدالكريم، ج 4، ط 6، مطابع سجل العرب، (القاهرة، 1967)، ص 28؛

Will S. Monroe, Bulgaria and Her People, First Edition, the Page Company, (Boston, United states of America, 1914), PP. 74-75, 81.

  1.     تشارلز بيلافيتش وبربارا بيلافيتش. المصدر السابق. ص 187:

(****) ستيفان ستامبولوف: ولد في اليوم الحادي والثلاثين من شهر كانون الثاني عام 1854م. وأرتاد المدرسة الابتدائية حتى بلغ الرابعة عشرة من عمره. وبعد فتح المدرسة التجارية في ترنوفو. استأنف دراسته فيها. وفي شهر حزيران عام 1870م. حصل على منحة دراسية للدراسة في أوديسا (Odessa)، التي أسست من قبل ألكسندر الثاني (Alexander II) (1855-1881م) قيصر روسيا. وفي شهر آب عام 1874م، مثل بلدته في المؤتمر الثوري العام الذي عقد في بوخارست: كما خدم مع القوات البلغارية غير النظامية في الحرب الروسية-العثمانية عامي (1877-1878). تميز بشجاعة نادرة وسرعة بديهة. إذ تمكن من إعادة الأمير ألكسندر إلى عرشه بعد المؤامرة الشهيرة، في اليوم الحادي والعشرين من شهر آب عام 1886م. وفي مساء اليوم الخامس من شهر تموز عام 1895م، تم مهاجمة وتمزيق ستامبولوف بوحشية؛ توفي على أثرها بعد ثلاثة أيام، في اليوم الثامن من شهر تموز من العام نفسه.

Will S. Monroe, Op. Cit, PP. 74-75;

أ. ج. جرانت وهارولد تمبرلي. المصدر السابق، ج4، ص 28.

(*****) العاصمة ترنوفو: وهي المدينة الواقعة في صوفيا، والتي تبعد عنها مدينة أيلينا (Elena City). حوالي (40) كم في أعالي جبال البلقان. أستولى عليها العثمانيون في عام 1393م.

McLean, George et al, Religion in public life: Religion, morality and communication between peoples, (CRVP, 2005), P. 184.

  1. أرشيف رئاسة الوزراء أستانبول، تصنيف Y.A.Hus، رقم الملف 194-1، كتاب دائرة الأمور الخارجية، رقم الوثيقة 18، 24. 2. 1303ه.

Will S. Monroe, Op. Cit., P.55; William Miller, Op. Cit., P.223; L.S.Stavrianos, Op. Cit., P.431

أ. ج. جرانت وهارولد تمبرلي، المصدر السابق، ج4، ص 28.

  1. تشارلز ييلافيتش وبربارا ييلافيتش، المصدر السابق، ص 187:

  1.     تشارلز ييلافيتش وبربارا ييلافيتش، المصدر السابق، ص 187:

(******) اللورد سالزبوري، رجل دولة وسياسي بريطاني، ولد في مدينة هاتفيلد (Hatfield City). عام 1830م، تقلد مناصب عديدة مهمة إذ أصبح عضوا برلمانيا عن حزب المحافظين في عام 1853م، ثم وزيرا لشؤون الهند عام 1866م، ووزيرا للخارجية البريطانية عام 1878م، إذ مثل بلاده في مؤتمر برلين. وترأس حزب المحافظين في عام 1881م. وكان محافظا من المدرسة القديمة، وقضى طيلة حياته يخشى من الديمقراطية المتصاعدة، وصل إلى رئاسة الحكومة البريطانية عام 1885م، بعد أن ترأس حزب المحافظين لثلاث مرات. وخلال المدة تولى الوزارة البريطانية (1885-1886م) و (1886-1892م) و (1895-1902م). توفى في عام 1903م. آلان بالمر، موسوعة التأريخ الحديث 1789-1945، ترجمة سوسن فيصل السامر، يوسف محمد امين، مراجعة محمد مظفر الأدهمي، ج2، ط1، دار المأمون للترجمة والنشر، مطابع دار الحرية للطباعة، (بغداد، 1992)، ص ص 255-256.

The New Encyclopaedia Britannica, Vol.19, Edition 15, (U.5.A, 2010), P.88.

  1. تشارلز ييلافيتش وبربارا ييلافيتش، المصدر السابق، ص 187؛ أ. ج. جرانت وهارولد تمبرلي، المصدر السابق، ج4، ص 29.
  2. تشارلز ييلافيتش وبربارا ييلافيتش، المصدر السابق، ص 187.
  3. أرشيف رئاسة الوزراء أستانبول، تصنيف Y.A.HUS، رقم الملف 444، كتاب دائرة الأمور الخارجية، رقم الوثيقة 82، 2. 1320. 27ه؛

J.R. Western, the End of European Primacy Blandford Press, (London, 1965), PP.131-132.

  1. محمد سهيل طقوش، المصدر السابق، ص 452؛ انس إبراهيم العبيدي، المصدر السابق، ص 74: حسين حماد عبد رجب الدليمي، العلاقات السياسية البريطانية – الألمانية 1880-1914م. أطروحة دكتوراه غير منشورة. كلية الآداب، (جامعة الأنبار، 2012)، ص 69.
  2. تشارلز ييلافيتش وبربارا ييلافيتش، المصدر السابق، ص 187.

  1.     A. J. Grant and Harold Temperley, Europe In the Nineteenth Century (1789-1914), Longmans, Green and Co. (London, 1929), PP.386-387

أ. ج. جرانت وهارولد تمبرلي، المصدر السابق، ج4، ص 29.

(*******) هكذا وردت في مصدرين.

  1.     J. A. R .Marriott, Op. Cit., P.316;

ه أ.ل. فشر. تأريخ أوربا في العصر الحديث (1789-1950)، تعريب أحمد نجيب هاشم، وديع الضبع، ط9. مطابع دار المعارف، (القاهرة، 1993)، ص 392؛ عماد حمد صالح عبد الحليم الجبوري، موقف بريطانيا من أنقلاب الاتحاديين في الدولة العثمانية 8. 19. 1909، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية الآداب. (جامعة بغداد، 2006)، ص 129.

  1.     J. A. R . Marriott, Op. Cit., P.31;

عبد الرزاق عيسى، عبير حسن، المسألة الشرقية، ج1، ط1، العربي للنشر والتوزيع، (القاهرة، 2001)، ص 343.

(********) مدينة نيش: مدينة في الجزء الغربي من يوغسلافيا السابقة، حكمها العثمانيين من عام 1386-1878م)، ومركز هام للسكك الحديدية. محمد شفيق غربال، المصدر السابق، مج 4، ص 2503.

  1.     Nevill Forbes and Arnold J. Toynbee and D .Mitrany and D. G. Hogarth, the Balkans A history of Bulgaria Serbia Greece Rumania, Turkey, At the Oxford University Press, (England, 1915), P. 59;

26- أرشيف رئاسة الوزراء أستانبول، تصنيف IMIZO (40)، رقم الملف 9، كتاب دائرة همايون خصوصيات، رقم الوثيقة 21، 416، 4 . 1302ه؛ د.ك.م.ب. ملفات الشؤون البريطانية السجل الخامس، رقم الملف 697، مؤتمر السلام لسنة 1880-1886، ص 5: محمد سهيل طقوش. المصدر السابق، ص 453؛ عبد العزيز محمد الشناوي، الدولة العثمانية دولة إسلامية مفترى عليها، ج4، مكتبة الأنجلو المصرية، (القاهرة، 2005). ص ص 165-166.

27- أرشيف رئاسة الوزراء أستانبول، تصنيف A.M.T.D (104)، رقم الملف 90، كتاب دائرة حربية الأركان العامة، رقم الوثيقة 35، 12. 24 1310ه؛ حسن زغير حزيم، سياسة التحالفات الأوربية وأثرها في العلاقات السياسية الأوربية (1879-1908) دراسة تأريخية في الدبلوماسية الأوربية، أطروحة دكتوراه غير منشورة، كلية الآداب، (جامعة بغداد، 2008)، ص 118.

(*********) لقد أشار السلطان عبد الحميد الثاني في ينظر: مذكراته إلى قضية فقدان الروميللي الشرقية، بقوله: "أن كثيرا من الناس يدعون بأني قد ضعفت وجبنت في مسألة الروميللي الشرقية، ولا يخفى أن معنى الضعف هو عدم الاستفادة من القوة الموجودة. فأية قوة كانت لدى وقتئذ ولم استعملها في مرافعة حق الحاكمية في الروميللي الشرقية يا ترى؟ وأعتقد أن من يقول ذلك هو غير منصف". ينظر: مذكرات السلطان عبد الحميد الثاني، ترجمة محمد علي عبد الله. مطبعة دار السلام، (بغداد، 1345ه-1926م)، ص ص 34-35.

(**********) مدينة فيليبة: "وهي مدينة يونانية مرتفعة، تشرف على السهل الساحلي وخليج كافالا Kavala Bay" علي حسون، العثمانيون والبلقان، ط 2، المكتب الإسلامي، (بيروت – دمشق، 1986)، ص 229.

28-

جون باتريك كينروس، القرون العثمانية قيام وسقوط الإمبراطورية التركية، ترجمة ناهد إبراهيم دسوقي، منشاة المعارف، (الإسكندرية، 2003)، ص 606؛ حسن زغير حزيم، المصدر السابق، ص 118؛ عبد العزيز محمد الشناوي، المصدر السابق، ص ص 166-167.

29- تشارلز ييلافيتش وبربارا ييلافيتش، المصدر السابق، ص 188.

30- M. Fatih Ertürk, A.G.E., S.27.

(***********) وكان يقود المتآمرين ضد الأمير ألكسندر كليمنت (Clement)، المطران المخادع من الكنيسة الأرثوذكسية، وينديريوف (Bendereff)، القائم بأعمال وزير الحرب، وغروييف (Grueff)، رئيس الأكاديمية العسكرية. ينظر:

31- Will S. Monroe, Op. Cit.,P.56; Ibid, P.56

وداد عرقي، خاطرات سلطان عبد الحميد خان ثاني، جهانه كتابخانه سى، "جهان" برادرلر مطبعه سى، (أستانبول، 1338-1340ه/ 1919-1921م)، ص 56.

32- أ. ج. جرانت وهارولد تمبرلي، المصدر السابق، ج4، ص 30؛ تشارلز ييلافيتش وبربارا ييلافيتش، المصدر السابق، ص ص 188-189.

(************) وتوفي ألكسندر باتنبرغ (بطل سليفينيتزا) عام 1893م، في مملكة النمسا – المجر عن عمر يناهز السابعة والثلاثين عاما. ينظر:

Nevill Forbes and Others, Op. Cit., P.60; Will S. Monroe, Op. Cit., P.59.

33- J.A.R. Marriott, Op. Cit., P.318; Nevill Forbes and Others, Op. Cit., P.59; L.S. Stavrianos, Op. Cit., P.434.

(*************) تألف المجلس المعلن من ستامبولوف، كارفيلوف، ونيكفورفوف (Nikeforoff)، وأرسل إليهم القيصر ألكسندر الثالث الجنرال نيكولاس كولباس (Nicholas Kaulbars) كمستشار (ومن المعروف عنه انه بذل جهده لأثاره البلاد ضد الأوصياء على العرش لكنه فشل في ذلك). ينظر:

J.A.R. Marriott, Op. Cit., P. 318;

عبد الرازق عيسى وآخرون، المصدر السابق، ص ص 348-349.

34- J.A.R .Marriott, Op. Cit., P.319; Nevill Forbes and Others, Op. Cit., P.61;

خضر خضر، تطور العلاقات الدولية من الثورة الفرنسية وحتى بداية الحرب العالمية الأولى (1789-1914)، المؤسسة الحديثة للكتاب، (طرابلس-لبنان 1998)، ص 293؛ جون باتريك كينروس، المصدر السابق، ص 606؛ أ.ج. جرانت وهارولد تمبرلي، المصدر السابق، ج4، ص 30.

35- عبد الرازق عيسى وآخرون، المصدر السابق، ص 351.

36- جون باتريك كينروس، المصدر السابق، ص 607.

(**************) عصية الأباطرة الثلاثة: تحالف أوربي تألف من إمبراطور ألمانيا وليم الأول (William I) (1871-1888م). وقيصر روسيا ألكسندر الثاني (Alexander II)، وإمبراطور النمسا فرانسوا جوزيف (Empire Francoise Joseph) (1867-1916م). في عام 1872م. وكان يهدف إلى المحافظة على الأوضاع السياسية القائمة في الإمبراطوريات الثلاث المذكورة. و"مقاومة الحركات والأفكار الثورية والانقلابات المتوقعة". وتعرض الحلف للانهيار بعد عقد مؤتمر برلين عام 1878م، على أثر اندلاع الحرب الروسية-العثمانية عامي (1877-1878م). عبدالوهاب عباس القيسي، عبد الجبار عطيوي جاسم، طارق نافع الحمداني، تأريخ العالم الحديث 1914-1945، ط1، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي. (بغداد، 1983)، ص ص 8-9. للمزيد من التفاصيل عن هذه العصبة ينظر: أ. ج. جرانت وهارولد تمبرلي، المصدر السابق، ج4، ص 60؛ تشارلز ييلافيتش وبربارا ييلافيتش، المصدر السابق، ص 167.

(***************) السلطان عبد الحميد الثاني: ولد في اليوم الحادي والعشرين من شهر أيلول عام 1842م. وهو ابن السلطان عبد المجيد الأول (Abdul Majid I) (1839-1861م). وهو أعظم سلاطين الدولة العثمانية في العصور المتأخرة؛ فقد حكم لمدة ثلاثة وثلاثين عاما. عمل على تطوير الجيش "وأنشأ المصانع وفتح المدارس والجامعات والمعاهد العسكرية، ونشط التجارة والصناعة والزراعة". منح البلاد دستورا عام 1876م، ولكن سرعان ما تم إيقاف العمل به عام 1878م، تآمرت جمعية الاتحاد والترقي على خلعه – وكان لليهود دورا في مؤامرة إقصائه عام 1909م – توفي في اليوم العاشر من شهر شباط عام 1918م، ودفن إلى جانب عمه السلطان عبد العزيز في إسطنبول. علي حسون، المصدر السابق، ص 241. للمزيد من التفاصيل عن هذا السلطان ينظر: سليمان جوقه باش. السلطان عبد الحميد الثاني شخصيته وسياسته، ترجمة عبد الله احمد إبراهيم، المركز القومي للترجمة، (القاهرة، 2008)؛ ص ص 55-75؛ موفق بن المرجة، صحوة الرجل المريض أو السلطان عبد الحميد الثاني والخلافة الإسلامية، مؤسسة صقر الخليج للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان، مطابع دار الكويت للصحافة "الأنباء" (الكويت، 1984)، ص 53.

(37) هاشم صالح مهدي التكريتي، روسيا 1700-1914 (بغداد، د.ت) ص ص 139-140.

(****************) نيقولا الثاني (Nicholas II): آخر القياصرة الروس، وابن القيصر ألكسندر الثالث (1881-1894م) وخلفه. ولد في عام 1868م، ونسل إليه البدء بالدعوة لعقد مؤتمر لاهاي الأول للسلام في عام 1899م. إلا أنه أعلن مواصلة سياسة والده الرجعية. وشهد حكمه هزيمة القوات الروسية في حربها مع اليابان عامي (1904-1905م). كما ساد البلاد إضراب عام في شهر تشرين الأول عام 1905م، مما أضطر على إصدار إعلان يعد فيه بمنح شعبه دستورا وبكفالة الحريات المدنية: إلا أن التذمر والقمع استمرا يسودان البلاد حتى نشوب الحرب العالمية الأولى. إذ التف حوله الشعب لمدة قصيرة لقيادة الجيش في الحرب عام 1915م، إلا أن توالي الهزائم وازدياد التذمر. فسئمت البلاد الجيش الحرب، مما أضطره إلى التنازل عن العرش في شهر آذار عام 1917م؛ وسجن حيث "لقى حتفه هو وزوجته وأولاده في أكاتر ينبورج، وأحرقت جثتهم". في ليلة السادس عشر من شهر تموز عام 1918م. محمد شفيق غربال، المصدر السابق، مج 4، ص ص 2472-2473.

38- أ. ج. جرانت وهارولد تمبرلي، المصدر السابق، ج4، ص 30؛ تشارلز ييلافيتش وبربارا ييلافيتش، المصدر السابق، ص ص 188-190.

39- L.S .Starrianos, Op. Cit., P.435.

40- علي سلطان، تأريخ الدولة العثمانية، منشورات مكتبة طرابلس العلمية العالمية، (بيروت، 1996)، ص ص 333-334.


© 2016 دار المنظومة. جميع الحقوق محفوظة.

الإنتاج العلمي في مجال الوقف: دراسة توثيقية تحليلية



الإنتاج العلمي في مجال الوقف:

دراسة توثيقية تحليلية

 

د. محمد فتحي محمود محمد الجلاب•

أستاذ علم المكتبات والمعلومات المساعد

قسم المكتبات والمعلومات

كلية الآداب – جامعة المنيا

elglab_777@yahoo.com

 

المستخلص

  تهدف هذه الدراسة إلى التعرف علي خصائص الإنتاج الفكري في مجال الوقف من خلال رصد اتجاهاته العددية و الموضوعية واللغوية والزمنية خلال عشر سنوات في الفترة من2009 إلى 2019م في المملكة العربية السعوديـــة من خلال معرفة سمات وخصائص الإنتاج الفكري في مجال الوقف من الناحية الزمنية والعددية خلال فترة الدراسة، وأشكال المواد التي يضمها الإنتاج الفكري خلال فترة الدراسة، وتوزيعها الزمني والموضوعي، وتتخذ الدراسة المنهج الببليومتري منهجًا لها، حيث تعتمد هذه الدراسات على حصر الإنتاج العلمي وتحليله من جهة ودراسة الاتجاهات العددية والنوعية لهذا الإنتاج العلمي من جهة أخرى، ومن أهم نتائج الدراسة حصر الإنتاج العلمي في مجال الوقف خلال فترة الدراسة أسفر عن وجود عدد (777) عملًا فكريًا وعلميًا خلال هذه الفترة (2009-2019)، سجلت بحوث المؤتمرات أعلي معدلات حيث بلغت بحوث المؤتمرات عدد 193 بحثًا وبنسبة قدرها (24,83%)، كما جاءت الموسوعات والكشافات والمعاجم أقل المعدلات بعدد (5) وبنسبة قدرها (0,64%)، وبالنسبة للتوزيع الموضوعي الزمني للإنتاج العلمي جاء الإنتاج العلمي الصادر في عام 2009م في المركز الأول حيث بلغ 122 مصدرًا للمعلومات وموضوع "تاريخ الوقف" في المرتبة الأولي بنسبة قدرها 27%، ومن توصيات الدراسة ضرورة إنشاء مركز معلومات في مجال الوقف تشرف عليه أحد الجهات في المملكة العربية السعودية ويكون مسؤولًا عن تجميع مصادر المعلومات والإنتاج العلمي الصادر، التوسع في الكراسي العلمية، وتفعيلها في الجامعات السعودية.

الكلمات المفتاحية: الوقف؛ المملكة العربية السعودية؛ الدراسات الببليومترية؛ الإنتاج العلمي.

تمهيد

يعد الإنتاج العلمي في مجال الوقف الرافد الرئيس المهم في هذا المجال من مجالات المعرفة الإنسانية، وهو الذي يزيد فهمنا لمجال الوقف ويعمق من استيعابنا لخصائص الإنتاج الفكري في مجال الوقف، كما تحتل الدراسات التحليلية والتوثيقية موقعًا مهما في مجال الوقف لاعتمادها على الطرق الكمية والإحصائية التي يمكن من خلالها تحليل الإنتاج الفكري والتعرف علي خصائصه، وطبيعة العلاقة بين مفرداته، هذا فضلًا عن قياس إنتاجية الدوريات والمؤلفين، وما يتصل بذلك من استكشاف للظواهر الأخرى المتصلة بالإنتاج الفكري بشكل عام ، ويشهد العقد الحالي تطورًا هائلًا في مجال الاهتمام بالوقف ، ويظهر ذلك في الدول التي تهتم بمجال الوقف وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية التي تهتم بتطوير أبحاثها ودراستها في مجال الوقف عمومًا، ومعرفة الإنتاج العلمي في هذا المجال بوجه خاص وهذا يحتاج من آن إلى آخر لدراسات متأنية وعميقة لتحديد أهم المشكلات البحثية وتحديد الإنجازات التي تم تحقيقها لتطوير هذا المجال البحثي بما ينعكس في النهاية على الأهداف التي ينشدها هذا المجال.

كما تفيد أيضًا الدراسة التحليلية في مجال الوقف التنبؤ بالظواهر قيد البحث والتحكم فيها وضبطها وبما ينتج عنها ويترتب عليها من إنتاج بحوث جيدة على مستوى عال يسهم في تنمية المجتمع، وهناك من عرف القياسات التحليلية والببليومترية بأنها" استخدام الطرق الإحصائية والأساليب الرياضية في تحليل البيانات المتعلقة بالكتب والوثائق والدوريات والناشرين، وغيرهم من عناصر الاتصال الوثائقي، لإلقاء الضوء على خصائص عمليات تبادل المعلومات ، وتتبع مسارات تطور المجالات العلمية(قاسم،1984)، وهناك من يرى أن موضوع الدراسات التحليلية والتوثيقية لابد أن تتضمن مجموعة من الخصائص المهمة مثل تحسين الضبط الببليوغرافي للإنتاج الفكري، وتصنيف الإنتاج الفكري، والتنبؤ باتجاهات النشر، ووصف أنماط استخدام الكتب من قبل المستفيدين.

1 - وتقوم هذه الدراسة بتحليل الدراسات الصادرة خلال الفترة المقررة للدراسة في مجال الوقف، كما تؤدى هذه الدراسة إلى وضع خريطة بحثية للإنتاج الفكري في مجال الوقف يتم في ضوئها توفير موضوعات عديدة تستحق الدراسة للباحثين، وذلك بما يتماشى مع الاتجاهات البحثية الحديثة في التخصص.

أولا: الإطار المنهجي للدراسة

1/1 مشكلة الدراسة

يشهد مجال الوقف خلال السنوات العشر الماضية في المملكة العربية السعودية العديد من التحولات السريعة والتغيرات المتسارعة في كل أبعاده وبخاصة علي المستوى الأكاديمي والميداني والبحثي، ويعد الإنتاج العلمي المرآة الحقيقية التي تعكس صورة هذه التحولات (تمت دراسة هذا المحور في الدراسة الحالية)، ومن هذا المنطلق كانت الحاجة ملحة إلى حصر ودراسة ومعرفة سمات الإنتاج العلمي في مجال الوقف خلال السنوات العشر التي تمثل فترة الدراسة وذلك في المملكة العربية السعودية، وتسعى الدراسة إلى تسهيل الوصول إلى الكتب والمقالات والأبحاث والإنتاج العلمي ومعرفة لحركة النشر العلمي في مجال الوقف خلال فترة الدراسة، وعدم وجود دراسات سابقة تحدد نقاط القوة والضعف مما أوجد الحاجة إلى القيام بالمزيد من الدراسات في موضوع الدراسة خلال السنوات التي تم اختيارها، لتكون هذه الدراسة واحدة من حلقات الاتصال المهمة في دورة المعلومات بين من ينتجها ومن هم في حاجة إليها من خلال ما توفره من توثيق وتحليل موضوعي لمحتوي هذه البحوث والدراسات، مما يساعد الباحثين على الوصول إلى ما تم تقديمه من كتب ودراسات علمية في مجال الوقف.

1/2 أهداف الدراسة

تسعى هذه الدراسة إلى التعرف علي خصائص الإنتاج الفكري في مجال الوقف من خلال رصد اتجاهاته العددية و الموضوعية واللغوية والزمنية خلال عشر سنوات في الفترة من2009 إلى 20109م في المملكة العربية السعوديـــة وذلك من أجــــل التعــــرف على كل مما يلي:

  • سمات وخصائص الإنتاج الفكري في مجال الوقف من الناحية الزمنية والعددية خلال فترة الدراسة.
  • أشكال المواد التي يضمها الإنتاج الفكري خلال فترة الدراسة.
  • حجم الإنتاج الفكري في مجال الوقف خلال فترة الدراسة.
  • مدى إتاحة البيانات والمعلومات الإنتاج الفكري عن مؤسسات الوقف للباحثين والجمهور العام خلال فترة الدراسة.
  • تغطية الدراسات السابقة لمختلف جوانب البحث العلمي عن مؤسسات الوقف في المملكة خلال فترة الدراسة.

1/3 أهمية الدراسة

يعد مجال الوقف من المجالات المهمة للعمل الأهلي الخيري في الوطن العربي ويوجد له الكثير من الروافد والبيانات والمؤسسات القائمة عليه مما يستلزم الاهتمام بدراسته وإلقاء الضوء على أنشطته وتسجيلها، وبالتالي ترجع أهمية هذه الدراسة إلى:

  • حاجة الباحثين ،وأفراد المجتمع الإسلامي إلى وجود أدوات حصر للإنتاج العلمي في مجال الوقف، وتصنيف هذا الإنتاج وتنظيميه، وذلك للكشف عن سماته وأهدافه وخصائصه لتكوين صورة متكاملة ودقيقه عنه.
  • تعتبر هذه الدراسة رائدة في هذا المجال حيث إنها قامت بتحليل ودراسة الإنتاج العلمي في مجال الوقف في المملكة العربية السعودية خلال الفترة الزمنية من (2009-2019).
  • تقوم هذه الدراسة بتقييم الجهود في مجال الإنتاج العلمي في مجال الوقف في المملكة العربية السعودية واكتشاف الفجوات في التغطية خلال فترة الدراسة.
  • تمثل هذه الدراسة نواة لقاعدة بيانات (Data Base) في الإنتاج الفكري في مجال الوقف في المملكة العربية السعودية.
  • تسهل التعرف على خارطة الإنتاج العلمي في مجال الوقف خلال فترة تغطية الدراسة الزمنية من خلال نتائج الدراسة التي تتمثل في رسومات بيانية وبيانات إحصائية.

1/4 تساؤلات الدراسة

تحاول هذه الدراسة الإجابة على السؤال الرئيس: ما خارطة الإنتاج العلمي (خصائص وسمات الإنتاج العلمي) في مجال الوقف خلال الفترة من2009- 20109م في المملكة العربية السعودية ؟ والذي تنبثق منه مجموعة من الأسئلة الفرعية وهي:

  • ما حجم الإنتاج العلمي في مجال الوقف خلال الفترة من 2009-2019م في المملكة العربية السعودية؟
  • ما الخصائص الزمنية للإنتاج العلمي في مجال الوقف خلال الفترة من 2009-2019م في المملكة العربية السعودية؟
  • ما السمات اللغوية للإنتاج العلمي خلال الفترة من 2009-2019م في المملكة العربية السعودية؟
  • ما السمات النوعية للإنتاج العلمي خلال الفترة من 2009-2019م في المملكة العربية السعودية؟
  • ما التخطيط المستقبلي لما يمكن أن يكون عليه الإنتاج العلمي في مجال الوقف في المملكة العربية السعودية؟

1/5 منهج الدراسة

تتخذ هذه الدراسة المنهج الببليومتري منهجًا لها، حيث تعتمد هذه الدراسات على حصر الإنتاج العلمي وتحليله من جهة ودراسة الاتجاهات العددية والنوعية لهذا الإنتاج العلمي من جهة أخري، وبالتالي يتم استخدام الطرق الإحصائية، ومعرفة مدى تشتت الإنتاج العلمي في مجال الوقف خلال سنوات الدراسة.

1/6 حدود الدراسة

تقتصر حدود البحث على المحددات الآتية:

  • الحدود الموضوعية: تتمثل الحدود الموضوعية لهذه الدراسة في التعرف على الإنتاج العلمي في مجال الوقف بمختلف التخصصات الفرعية.
  • الحدود المكانية: تشمل الدراسة على تحليل الإنتاج العلمي في مجال الوقف الصادر في المملكة العربية السعودية كافة سواء باللغة العربية أو الإنجليزية.
  • الحدود الزمنية: تناول هذه الدراسة الإنتاج العلمي الصادر في المملكة العربية السعودية خلال الفترة من 2009-2019.
  • الحدود النوعية: يقصد بها الإنتاج العلمي الصادر في شكل ( كتب ، رسائل جامعية ، مقالات ، مؤتمرات علمية ).
  • الحدود اللغوية: تغطي هذه الدراسة الإنتاج العلمي في مجال الوقف الصادر في المملكة العربية السعودية خلال الفترة 2009-2019م سواء باللغة العربية أو باللغة الأجنبية.

1/7 مجتمع وعينة البحث

حصر الإنتاج العلمي في مجال الوقف في المملكة العربية السعودية والصادر في شكل: (كتب ، رسائل جامعية ، مقالات ، مؤتمرات علمية) خلال عشر سنوات من 2009 إلى 2019م.

1/8 الدراسات السابقة

تم إجراء مسح للإنتاج العلمي في مجال الوقف من خلال قواعد المعلومات الإلكترونية والفهرس العربي الموحد ووجد مجموعة من الدراسات تناولت الحصر والضبط في مجال الوقف ومنها:

1. المديميغ، محمد بن عبدالله بن عبد العزيز. خارطة أبحاث الأوقاف (المرحلة الأولي) ، الرياض: مكتبة الملك فهد الوطنية ،1435هـ.

  • وتقوم فكرة المشروع علي حصر الإنتاج العلمي في مجال الوقف ورسم خارطة حاصرة قدر الإمكان لجميع موضوعات الوقف ثم حصر الكتب والأبحاث في مجال الأوقاف وإدراجها ضمن موضوعات الوقف المختلفة ثم تحليل واقع الكتب والأبحاث في الماضي والحاضر واستشراف المستقبل.

2. سلامة، يوسف جمعة (2004) التكافل الاجتماعي في الوقف الإسلامي وآثاره في فلسطين: دراسة تحليلية توثيقية (رسالة دكتوراه غير منشورة). جامعة الزيتونة، تونس.

  • تناولت هذه الدراسة موضوع التكافل الاجتماعي في الوقف الإسلامي في فلسطين وتناولت الدراسات في هذا الموضوع ليستفيد منه المتخصصون في كافة المجالات ، كما تحاول الدراسة تجميع وحصر الدراسات في هذا المجال.

3. مشروع كشاف أدبيات الأوقاف. دراسات اقتصادية إسلامية: المعهد الإسلامي للبحوث والتدريب، مج17,؛ ع1.

هدف هذا المشروع إلى حصر وتكشيف مصادر المعلومات والمعارف المتعلقة بالأوقاف في مختلف الدول العربية والإسلامية، وإعدادها وإصدارها في صورة كشاف ببليوجرافي مرتبة ومصنفة وفقًا لرؤوس الموضوعات والتي تشتمل عليها ، وبذلك يتوفر للطلاب والدارسين مرجع واف ، ودليل للموضوعات في مجال الوقف.

تختلف هذه الدراسة عن الدراسات السابقة في :

  • توفر قاعدة بيانات ( حصر للإنتاج الفكري أو العلمي ) موثقة بطريقة علمية لتمثل القاعدة التي تنطلق منها بقية البحوث والدراسات في مجال الوقف.
  • القيام بمسح وتقويم الموضوعات المختلفة التي تم بحثها سابقًا في مجالات الوقف، بالإضافة إلى توجيه نظر الباحثين إلى الموضوعات التي لا تزال تحتاج إلي مزيد من البحث والاستفادة منها.
  • تحليل الدراسات الصادرة في المملكة العربية السعودية خلال فترة الدراسة في مجال الوقف ، كما تؤدى هذه الدراسة إلي وضع خريطة بحثية للإنتاج الفكري في مجال الوقف تساعد الباحثين في اختيار موضوعات الدراسة، وبما يتماشى مع الاتجاهات البحثية الحديثة في التخصص.

ثانيًا: الإطار النظري للدراسة

2/1تعريف الوقف

2/1/1 تعريف الوقف لغة

الوقف في اللغة (بفتح الواو وسكون القاف)، جاء في المصباح المنير الوقف في اللغة مصدر "وقف" ويأتي بمعني الحبس و التسبيل والمنع (الفيومي،2016)، وأوقفه بمعني حبسه وأحبسه، ويجمع على وقوف، وأوقاف، وهو في اللغة الحبس، تقول: وقفت كذا مثل وقفت الدابة حبستها، ولا يقال أوقفت كذا لغة رديئة (ابن منظور،2003)، وهذا علي عكس حبس، فإن الفصيح فيه أن تقول أحبست كذا ولا تقول حبسته إلا في لغة رديئة، وجاء في تاج العروس من جواهر القاموس أن الوقف والحبس بمعني واحد، ويقال حبسهُ حبسًا بمعني واحد، ويقال حبسهُ يحبسهُ حبساُ فهو محبوس وحبيسين، واحتسبهُ وحبسهُ: أمسكهُ عن وجه، والحبسُ ضد التخلية، والحبس ما وُقف(الزبيدي،1994).

2/1/2 تعريف الوقف اصطلاحًا

للفقهاء تعاريف مختلفة، ويرجع ذلك الاختلاف إلى اختلافهم في لزوم الوقف أو عدم لزومه، ونذكر فيما يلي تعريف الوقف في المذاهب الأربعة:

أولا: تعريف الحنفية

عن أبي حنيفة: حبس العين على حكم ملك الواقف والتصدق بالمنفعة على جهة الخير، وبناء عليه لا يلزم زوال الموقوف عن ملك الواقف ويصح له الرجوع عنه، ويجوز بيعه ، لأن الأصح عند أبي حنيفة أن الوقف جائز غير لازم كالعارية، وعند الصاحبين: حبس العين على حكم ملك الله تعالي على وجوه تعود بالمنفعة على العباد فيلزم ولا يباع ولا يورث ولا يوهب(ابن الهمام،2003).

ثانيًا: تعريف المالكية

الوقف جعل منفعة مملوك ولو بأجرة أو غلته لمستحق بصيغة مدة ما يراه المحبس(الصاوى،2001).

ثالثًا: تعريف الشافعية

الوقف هو حبس مال يمكن الانتفاع به مع بقاء عينه من بقطع التصرف في رقبته على مصرف مباح موجود (الشربيني،2000).

رابعًا: تعريف الحنابلة

تحبيس مالك مطلق التصرف ماله المنتفع به وتسبيل منفعته من غله وثمره وغيرها(النجدي،2002).

العلاقة بين التعريف اللغوي والتعريف الشرعي

إن التعريف الشرعي للوقف يقتضي المنع من التصرف في العين على التأييد وجعل الثمرة في سبيل الخير، وبالتالي فإن العلاقة بين التعريف الشرعي واللغوي قوية جدًا فالمنع والتأييد المنصبة على العين هي بعض معاني الحبس اللغوية كما مر معنا(الجاسم،2015).

2/2الوقف في القرآن والسنة النبوية وعند الصحابة

كان تطلع المسلمين منذ القدم إلى مرضاة الله، والفوز بالأجر والثواب، وكان ذلك من خلال التصدق بأموالهم كصدقة جارية لحسابهم وتثقيل موازينهم، وكانت الأوقاف خير سبل الخير وأعمها وأنفعها وأدومها لما فيه من ضمان العين وتسبيل المنفعة (الملا،2015)، وجاء ذلك في القرآن الكريم بالآيات التي لم تتعرض للوقف بخصوصه؛ بل جاء الوقف في إطار الحض على التصدق العام والتعاون بين أغنياء وفقراء الأمة، وجاء ذلك في الآيات التالية:

  • قوله تعإلى "لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ، وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ"(آل عمران، آية 92).
  • قوله تعإلى "وَمَا تُنفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ ، وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ" ( البقرة،آية272).
  • و قوله تعإلى "َوما يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ "(آل عمران،آية 115).
  • و قوله تعإلى " مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً ۚ وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإليه تُرْجَعُونَ" ( البقرة،آية245).

وفي السنة النبوية هناك أدلة علي الوقف عديدة وتشمل أقوال وأفعال الرسول صلي الله عليه وسلم ويظهر ذلك في:

  • عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال" إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له" رواه مسلم (النيسابوري،1972)، ويقصد بالصدقة الجارية هنا الوقف.
  • عن عثمان رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم "من يحفر بئر رومة فله الجنة فحفرها عثمان وقال من جهز جيش العسرة فله الجنة فجهزه عثمان" (القسطلاني،1995).
  • حدثنا أحمد بن صالح حدثنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب أخبرني عبد الرحمن ابن عبد الله بن كعب بن مالك عن عبد الله بن كعب وكان قائد كعب من بنيه حين عمي قال سمعت كعب بن مالك في حديثه وعلى الثلاثة الذين خلفوا فقال في آخر حديثه "إن من توبتي أني أنخلع من مالي صدقة إلى الله ورسوله فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك"(البخاري،1999).
  • وفي حديث خالد بن الوليد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال وأما خالد فقد حبس أدرعا وأفراسا له في سبيل الله تعإلىوطلحة رضي الله عنه حبس دروعه في سبيل الله تعالي (الزيعلي،1990).

أما بالنسبة لفعل النبي صلى الله عليه وسلم للوقف فقد ابتدأ بمسجد قباء، ثم المسجد النبوي، كما قام النبي صلى الله عليه وسلم بوقف سبعة حوائط لرجل من اليهود يدعي مخيريق قتل يوم أحد، وكان قد أوصي إن أصيب فأمواله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يضعها حيث أراه الله (ابن سعد،19990)، أما بالنسبة للإجماع فقد صرح أكثر من واحد من أهل العلم والعلماء بأن إجماع الصحابة منعقد على صحة الوقف فقد ذكر صاحب المغني أن جابرًا رضي الله عنه قال: " لم يكن أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ذو مقدرة إلا وقف" وهذا إجماع منهم ، وقد اشتهر ذلك فكان هذا إجماعًا"(بن قدامه،1986).

وبالتالي فإن جمهور العلماء يؤكد بالإجماع على الوقف منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم وعهد الصحابة والتابعين وعلى مر تاريخ الأمة الإسلامية (الجريوي،2013).

2/3 أنواع الوقف:

مما سبق نستنبط أنه يمكن تقسيم الوقف إلى ثلاثة أقسام :

  • الوقف الخيري أو الوقف العام و يصرف ريعه إلى جهات البر التي لا تنقطع.
  • الوقف الأهلي أو الخاص وهو ما يطلق عليه الوقف الذري ويسمي في المغرب الأحباس المعقبة، وهو تخصيص ريع للواقف أولا ثم لأولاده ثم إلى جهة بر لا تنقطع.
  • الوقف المشترك وهو ما خصصت منافعه إلى الذرية وجهة بر معًا(الجريوي، مرجع سابق).

2/4 أهمية المؤسسات الوقفية إسلاميًا وعالميًا

2/4/1 مكانة الوقف في الإسلام

جاءت أهمية الوقف في أهمية تشريعه فالوقف مبني على جلب المصالح للعباد، ودفع المفاسد عنهم (الهيتي،1998)، كما كان للوقف مكانة كبيرة في الإسلام ، فقد اهتم به كنوع من الصدقات التي حث عليها ورغب فيها في القرآن الكريم والسنة النبوية ، وهي صدقة جارية يصل أجرها لصاحبها بعد موته ، كما يجري خيرها على الموقوف عليهم سواء أكانوا أشخاصا أو جماعات في حياتهم ، وكل ذلك لجلب المصلحة ودفع المفاسد التي نهي عنها الإسلام، وبالتالي فإن أهمية الوقف وحكمه ومشروعيته جاءت من أهمية غاياته ، وبالتالي يهدف الوقف إلى تحقيق التكافل قال تعالي: "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ " (الحجرات، آية 10)، وظهر ذلك في مكانة الوقف عند الواقف مما دفعه لوقف أمواله إخلاصًا لله عزوجل وتقديم الآخرة على الدنيا الزائلة، وبالتالي لا يبقي له إلا ما حبسه ووقفه في سبيل الله(منصور،2004).

كما تأتي مكانة الوقف في الموقوف عليهم فيأتي لسد حاجة أو تربية يتيم أو نشر دين ، أو حفظ عرض ، أو إعانة معوز وغيرها من المنافع ، وجاءت أهمية ومكانة الوقف بالنسبة للدولة الإسلامية لا تقل أهمية عما سبق فالموازنات المالية للدول الإسلامية تحتاج إلى التوسع في التأمين لرعاياها في جوانب الحياة وجوانب التحسين والتطوير، وهو ما يسمي الرفاه الاجتماعي (الحوري،2016).

2/4/2 أهمية المؤسسة الوقفية الإسلامية وسبل النهوض بها

وجد الوقف في الأصل في الإسلام ليكون مشروع تنمية مستدامة، ويكون الريع منه هو تأمين اجتماعيًا وسياسيًا واقتصاديًا، ويظهر لنا أهمية هذه الأوقاف لدي الأحياء والأموات والذين لم يولدوا بعد ، أدي ذلك إلى وجود مؤسسات عملاقة عالمة ، وجهود مشكورة على دراسة الوقف الإسلامي ، وتجديد مدارسه وآلياته ، وإبراز محاسنه وآثاره ، والتنقيب عن الثروات العلمية التأصيلية والاجتهادية والتي كانت لها دور كبير في ملء بطون الكتب بكل ما يتعلق بالوقف والموقوف عليهم ، وقامت العديد من المؤتمرات التي شارك فيها العديد من العلماء في كافة التخصصات ، وشركات المال والأعمال لينهل كل واحد من مورد الوقف المعين ليشبع حاجته ويعثر على ضالته في ثنايا الوقف الإسلامي، ومع أهمية الوقف صار مثالًا تتطلع إليه شعوب العالم ومنها العالم الإسلامي، وشهد الوقف في العصر الحديث تطورًا كبيرًا وظهر ذلك في تخصيص وزارات خاصة بالأوقاف ، واعتماد الإدارة الجامعية بجانب الإدارة الفردية للمؤسسة الوقفية، وظهور اللوائح والقوانين التي تنظم مهام العاملين في المؤسسة الوقفية ، وإقامة المؤتمرات والندوات الوقفية والرسائل الجامعية والكراسي البحثية في الجامعات ، وظهور المنظمات والصناديق الوقفية الأسرية ومنها مؤسسة سليمان الراجحي الخيرية ، وظهور المشاريع الوقفية الكبيرة مثل النوافذ البنكية الوقفية ومنه الصندوق الوقفي في البنك الإسلامي للتنمية، وظهور منظمات الوقف العالمية مثل مؤسسة الوقف العالمية (الرفاعي،2011).

وكانت مؤسسة الملك خالد قد كشفت في تقريرها عام 2018م "آفاق القطاع غير الربحي" إن القطاع غير الربحي السعودي ينمو سنويًا بوتيرة طموحة تتراوح ما بين 38% إلى 51% لتحقيق مستهدفات رؤية 2030م ، وهناك طموحات لزيادة مساهمات القطاع غير الربحي لتصل إلى 5% من إجمالي الناتج المحلي السعودي ، كما قدرت المؤسسة عدد المنظمات غير الربحية السعودية بـ (2,598) منظمة بين جمعيات ومؤسسات أهلية، وجامعات ومستشفيات غير ربحية، وجمعيات تعاونية، وأندية أدبية، وهيئات مهنية، وغيرها من الكيانات غير الهادفة للربح(الصفحة الإلكترونية لمؤسسة الملك خالد الخيرية، تاريخ الإتاحة 10/10/2019).

2/4/3 رؤية المملكة 2030م ودورها في النهوض والارتقاء بالأوقاف

لقد اعتمدت رؤية المملكة الطموحة 2030 على محاور ثلاثة هي: المجتمع الحيوي، والاقتصاد المزدهر، والوطن الطموح وهذه المحاور تتكامل وتتسق مع بعضها البعض في تحقيق المنفعة والازدهار، وتبوؤ مكانة رفيعة لهذا البلد المعطاء، وهي فرصة عظيمة للمؤسسات الوقفية للنهوض والتواجد بقوة في المجتمع السعودي بإعادة هيكلتها وحوكمتها، وذلك بما يتماشى مع كثير من التوصيات التي نادت بها الدراسات والمحافل العلمية والمتخصصين في الأوقاف، وبالتالي أصبح هناك ضرورة لتحديث الأنظمة، وسن التشريعات المرنة لتلائم احتياجات قطاع الأوقاف بالمملكة، وذلك إيماء إلى ضعف حجمها مقارنة بحجم الاقتصاد السعودي والذي لم يتجاوز نسبة إسهام القطاع غير الربحي إلى إجمالي الناتج المحلي 0,3% مقارنة بالمتوسط العالمي والذي يبلغ 6% وبالتالي تستهدف رؤية المملكة 2030م إلى رفع نسبة إسهام القطاع غير الربحي ليصل إلى 5% بحلول عام 2030م بما يدعم مساهمته في الناتج المحلي وبما يتوافق مع رؤية المملكة 2030م ، وعلى الرغم من وجود مجموعة من التحديات التنظيمية التي تعيق نمو قطاع الأوقاف والاستفادة منه، إلا أن رؤية المملكة2030م والتي تستند على ستة ركائز أساسية للارتقاء والنهوض، هي من الدوافع القوية للنهوض والارتقاء وتكمن هذه الركائز في:

الدور التنظيمي: من تحديث الأنظمة والتشريعات ، وتطوير العمل الوقفي.

الدور التشغيلي: لإدارة الأوقاف والأعيان ، وزيادة معدلات العائد على أموال الأوقاف العامة.

وبالتالي يجب أن تبدأ الآن برامج الوقف بوضع إستراتيجية تحقق رؤية المملكة الطموحة باعتبار الوقف أحد الاستثمارات التي تعنى بالتنمية وازدهار الاقتصاد المحلي حيث إن الوقف في حياة المسلمين يعد أحد أنواع التكافل الاجتماعي والحضاري واستمرارًا للتنمية والتكافل المجتمعي بعد وفاة الواقف، فكم سمعنا على مر التاريخ عن الأربطة التي تعنى بالأطفال والأرامل، وتلك الأوقاف التي تصرف مواردها على خدمة الحرمين الشريفين، وكم تسابق رجال الأعمال في المملكة بإنشاء مصارف للوقف وأوعيته التي يعود نفعها على الوطن والمواطن، فها هي المدارس الوقفية والمستشفيات التي وقف بها رجال الأعمال أموالهم تحت تصرف الجهات ذات العلاقة بالمواطن مثل: وزارات الصحة والتربية والتعليم والجامعات.

2/4/4 الرؤية للنهوض والارتقاء بالأوقاف

لابد أن يعود الوقف إلى سابق عهده لمواصلة خدمة المسلمين والقضاء علي الفقر والبطالة والنهوض بالأمة الإسلامية والاقتصاد الإسلامي، وبالتالي ضرورة:

  • تنظيم الوقف وإدارته عن طريق المؤسسات الخيرية بعيدًا عن المؤسسات الحكومية التي يكون دورها إرشاديًا واستشاريًا وتذليل العقبات التي تواجه المؤسسات الخيرية الوقفية وظهر ذلك في نماذج مبهرة للمؤسسات الخيرية مما أدي إلي نجاحها نجاحًا كبيرًا في مجال الوقف.
  • وضع معايير عالية الدقة في التنظيم المحاسبي للأوقاف مما يسهل إدارتها ومعرفة الوضع المالي للمؤسسات الخيرية الوقفية بسهولة ويسر.
  • تقييم وقياس العمل الوقفي داخل المؤسسات الخيرية الوقفية كل فترة للوقوف علي مواطن القوة والضعف ومعرفة الأسباب ومعالجتها، والاستمرار في الأداء المميز.
  • نشر الوعي الإعلامي للوقف في وسائل الإعلام المختلفة ، ووسائل التواصل الاجتماعي لما لها من دور كبير في التوعية في الوقت الحاضر ، وحث الناس على وقف جزء من ممتلكاتهم أو الاشتراك في وقفيات خيرية.
  • تعتبر رؤية المملكة العربية السعودية 2030م فرصة عظيمة للمؤسسات الوقفية للنهوض بالأوقاف بإعادة هيكلتها وحوكمتها وتحوير أهدافها بما يتوافق مع هذه الرؤية التي تعقد عليها الآمال في تعزيز الاقتصاد والنهوض به.

ثالثًا: الإجراءات البحثية

مراحل إعداد الدراسة بالمراحل التالية:

) حصر الإنتاج الفكري في مجال الوقف

تم حصر الإنتاج الفكري في مجال الوقف في المملكة العربية السعودية خلال فترة الدراسة من خلال:

  • البحث في الفهرس العربي الموحد. (الفهرس العربي الموحد https://www.aruc.org/web/aruc/search) تاريخ الإتاحة3/6/2019.
  • البحث في قواعد دار المنظومة. (قواعد دار المنظومة، المكتبة الرقمية السعودية https://search.mandumah.com/Search/) تاريخ الاتاحة21/6/2019.
  • البحث في فهارس مكتبات الجامعات السعودية.
  • موقع وقفنا. (موقع وقفنا)https://www.wqfna.com/ تاريخ الإتاحة في 22/6/2019.
  • خارطة أبحاث الأوقاف.(مكتبة العمل الخيري،http://khair.ws/library/7033/) تاريخ الإتاحة في 23/6/2019.
  • الهيئة العامة للأوقاف في المملكة العربية السعودية.(الهيئة،https://www.awqaf.gov.sa/) تاريخ الإتاحة في 25/6/2019.

) تحليل البيانات

تم تحليل الإنتاج الفكري الصادر في مجال الوقف في المملكة العربية السعودية خلال الفترة الزمنية من 2009- 2019م ، وذلك بدراسة الاتجاهات العددية والنوعية والسمات المختلفة لهذا الإنتاج الفكري، وذلك تمهيدًا لتفسير النتائج.

نتائج الدراسة ومناقشتها

حجم الإنتاج المنشور والتوزيع النوعي:

جدول ( 1 ) التوزيع النوعي للإنتاج العلمي في مجال الوقف في الفترة من 2009- 2019
في المملكة العربية السعودية

الفئة

سنوات الدراسة

كتب

النسبة

مقالات دوريات

النسبة

رسائل جامعية

النسبة

مخطوط محقق

النسبة

مصدر الكتروني

النسبة

موسوعات
ومعاجم وكشافات

النسبة

بحوث مؤتمرات

النسبة

2009

33

17,27

15

14,85

7

4,48

0

0

2

1,65

0

0

65

33,67

2010

26

13,61

16

15,84

20

12,82

2

20

5

4,13

0

0

4

2,07

2011

21

10,99

6

0,99

17

10,89

2

20

1

0,82

1

20

1

0,51

2012

17

8,90

8

7,92

20

12,82

0

0

4

3,30

0

0

1

0,51

2013

12

6,28

9

8,91

20

12,82

1

10

4

3,30

2

40

2

1,03

2014

22

11,51

12

11,88

35

22,43

0

0

9

7,43

0

0

1

0,51

2015

19

9,94

9

8,91

16

10,25

2

20

7

5,78

0

0

10

5,18

2016

12

6,28

8

7,92

5

0,64

3

30

75

61,98

0

0

51

26,42

2017

9

4,71

9

8,91

5

0,64

0

0

14

11,57

0

0

32

16,58

2018

18

9,42

7

6,93

4

2,56

0

0

0

0

2

40

16

8,29

2019

2

1,04

2

1,98

7

4,48

0

0

0

0

0

0

10

5,18

المجموع

191

100

101

100

156

100

10

100

121


5

100

193

100

من خلال الجدول السابق تبين أن حصر الإنتاج العلمي في مجال الوقف أسفر عن وجود عدد (777) عملًا فكريًا وعلميًا خلال هذه الفترة صادرة في المملكة العربية السعودية ، وقد تنوعت أشكال مصادر المعلومات في مجال الوقف خلال فترة الدراسة (سبعة أشكال) وسجلت بحوث المؤتمرات العلمية بالجامعات أعلى المعدلات حيث بلغت عدد 193 بحثًا وبنسبة قدرها (24,83%)، وهي نتيجة منطقية نتيجة للاهتمام بمجال الوقف في المملكة العربية السعودية سواء أكان على المستوى المؤسسي أو المستوى الشخصي من قبل رجال الأعمال والعلماء وذلك باعتبار المؤتمرات وسيلة للارتقاء بمختلف العلوم والتواصل المهني على أعلى مستوى بصورة سريعة وتبادل للخبرات والآراء بين المتخصصين ووجهات النظر العلمية.

ثم جاءت بعدها مباشرة بفروق طفيفة الكتب كمصدر للمعلومات بعدد 191كتابًا وبنسبة قدرها (24,58) ، و يدل على حرص العديد من الباحثين ودور النشر خلال فترة الدراسة على إصدار العديد من الكتب في مجال الوقف للاستفادة منها وتقديم الخبرات والجوانب الإدارية والفنية للأخرين في مجال الوقف ، وجاءت بعدها في المرتبة الثالثة الرسائل الجامعية بعدد 156 رسالة جامعية ما بين ماجستير ودكتوراه وبنسبة قدرها (20,07%) ، وجاءت في المرتبة الرابعة المصادر المتوفرة في شكلها الإلكتروني بعدد 121 مصدرا إلكترونيا متوفر على شبكة الإنترنت وبنسبة قدرها (15,57%).

والرؤية أنه بعد عام 2016 حرصت جميع الهيئات والمؤسسات على استخدام الشكل الإلكتروني لمصادر المعلومات وكانت مصادر المعلومات في مجال الوقف لها نصيب ملحوظ في هذا الاتجاه ولكن لوحظ عدم الاهتمام بالتحديث الدائم لهذه المصادر بصفة مستمرة بالنسبة للجهات المسؤولة عن هذا المجال ، وجاءت بعدها مقالات الدوريات في المرتبة الخامسة بعدد (101) وبنسبة قدرها (12,99%) وتذبذبت أعداد البحوث في مقالات الدوريات خلال هذه الفترة، و انخفاض النسبة يرجع إلي تركيز الباحثين علي التقديم في بحوث المؤتمرات في مجال الوقف بدلًا من النشر في الدوريات العلمية المعتمدة في هذا المجال.

في المرتبة السادسة وقبل الأخيرة كانت المخطوطات المحققة بواسطة باحثين في التخصص بعدد (10) مخطوطات وبنسبة قدرها (1,28%) وهي نتيجة منطقية لعدم سهولة تحقيق المخطوطات لأنها تحتاج إلى متخصصين ذوي خبرة وتستغرق وقتا طويلا، وفي المرتبة السابعة جاءت الموسوعات والكشافات والمعاجم بعدد (5) وبنسبة قدرها (0,64) وذلك لما تحتاجه القواميس والأعمال الموسوعية لمجهود ووقت كبيرين لإنجازها ولتعدد المعلومات والمصادر بهما.

حجم الإنتاج المنشور والتوزيع الزمني

يوضح الجدول رقم (2) التوزيع الزمني لحجم الإنتاج العلمي في مجال الوقف خلال الفترة من 2009- 2019 الصادر في المملكة العربية السعودية، حيث يلاحظ التقارب في النسب على مدار السنوات العشر في الموضوع محل الدراسة ونلاحظ أن عام2016 أكثر الأعوام التي تم النشر فيها حيث بلغت بإجمالي 103 مصادر للمعلومات وبنسبة قدرها 17,8%، ثم جاء عام 2014 في المرتبة الثانية بإجمالي 78 مصدرًا للمعلومات وبنسبة قدرها 13,4%، ثم جاء في المرتبة الثالثة عام 2010 بإجمالي 62 مصدرًا للمعلومات وبنسبة قدرها 10,7% ، ثم جاء في المرتبة الرابعة عام 2015 بإجمالي 53 مصدرًا للمعلومات وبنسبة قدرها 9,1% ، وجاء في المرتبة الخامسة عام 2012 بإجمالي 51 مصدرًا للمعلومات وبنسبة قدرها 8,8% ، وفي المرتبة السادسة عام 2009 بإجمالي 50 مصدرًا للمعلومات وبنسبة قدرها 8,6%، وفي المرتبة السابعة عام 2011 بعدد 49 مصدرًا للمعلومات وبنسبة قدرها 8,4% ، وجاء العام 2013 في المرتبة الثامنة بعدد 48 مصدرًا للمعلومات وبنسبة قدرها 8,3%، وجاء عام 2017 بعدد 40 مصدرا للمعلومات وبنسبة قدرها 6,9%، وفي المرتبة التاسعة جاء عام 2018 بعدد 32 وبنسبة قدرها 5,5%، وتقل النسبة لتصل إلى أقل نسبة في عام 2019 لتصل إلي 12 مصدرًا للمعلومات وبنسبة قدرها 2,1%، وهذا يدل على تذبذب الإنتاج العلمي خلال سنوات الدراسة وذلك يرجع إلى عدم انتظام أنشطة الكراسي البحثية أو لعدم الانتظام في المشاركة في المؤتمرات المتخصصة.

جدول (2) التوزيع الزمني الصادر في مجال الوقف خلال الفترة من 2009- 2019 في المملكة العربية السعودية

الفئة

سنوات الدراسة

كتب

مقالات

رسائل جامعية

مخطوط محقق

مصدر الكتروني

موسوعات ومعاجم وكشافات

بحوث مؤتمرات

والكراسي البحثية

إجمالي العام

النسبة المئوية

%

معدل النمو

2009

33

15

7

0

2

0

65

122

15,70

0

2010

26

16

20

2

5

0

4

73

9,39

1,67

2011

21

6

17

2

1

1

1

49

6,30

1,49

2012

17

8

20

0

4

-

1

50

6,43

0,97

2013

12

9

20

1

4

2

2

50

6,43

1,00

2014

22

12

35

0

9

0

1

79

10,16

0.63

2015

19

9

16

2

7

0

10

63

8,10

1,25

2016

12

8

5

3

75

0

51

154

19,81

0,40

2017

9

9

5

0

14

0

32

69

8,88

2,23

2018

18

7

4

0

0

2

16

47

6,04

1,47

2019

2

2

7

0

0

0

10

21

2,70

2,23

­المجموع

191

101

156

10

121

5

193

777

100


حجم الإنتاج المنشور والتوزيع الموضوعي

جدول (3) التوزيع الموضوعي الصادر في مجال الوقف في الفترة من 2009 – 2019 في المملكة العربية السعودية

م

رؤوس الموضوعات

العدد

النسبة

1

تاريخ الوقف

64

8,23%

2

تأصيل أحكام الوقف

89

11,45%

3

الوقف في السنة

11

1,41%

4

الوقف في المذاهب الأربعة

32

4,11%

5

مجالات الوقف

107

13,77%

6

استثمار الوقف

46

5,92%

7

الوقف الصحي

14

1,80%

8

الأوقاف والمجتمع

29

3,73%

9

إسهام المرأة في الوقف

11

1,41%

10

توثيق الوقف

14

1,80%

11

الوقف والحركة العلمية والتربوية

29

3,73%

12

الوقف والقانون

34

4,37%

13

الوقف والتكافل المجتمعي

50

6,43%

14

الوقف الرقمي

13

1,67%

15

التجارب الشخصية والأعمال الخيرية في الوقف

61

7,85%

16

الأوقاف علي الحرميين الشريفين

32

4,11%

17

فتاوي الوقف

15

1,93%

18

وقف الكتب المكتبات والمخطوطات

20

2,57%

19

الوقف ومجتمع المعرفة

9

1,15%

20

الوقف الرقمي

4

0,51%

21

الوقف والدعوة والتنمية

27

3,47%

22

الوقف والأعيان

33

4,24%

23

الوقف الذري

14

1,80%

24

الوقف والتنمية

19

2,44%

الإجمالي

777

100%





في الجدول السابق يتضح توزيع الإنتاج العلمي في مجال الوقف خلال فترة الدراسة وتطوره، وتعتبر بيانات هذا الجدول من النقاط المهمة في معرفة الإنتاج العلمي ووضع صورة واضحة عن تطور الإنتاج العلمي خلال فترة الدراسة لمجال الوقف وما نقاط القوة والضعف في الإنتاج الفكري، وماهي اهتمامات الباحثين خلال هذه الفترة ، ومعرفة الموضوعات الجديدة التي طرأت علي التخصص، ومعرفة الموضوعات التي تفرعت من الموضوعات الأكبر ، ولمعرفة ذلك تم حصر الإنتاج الفكري في المجال وفحصه ولم يستطيع البحث وضع رؤوس الموضوعات التي توجد في قواعد المعلومات كما هي وذلك لكثرة رؤوس الموضوعات وتشعبها، ويمكن ملاحظة أن العنوان الواحد له أكثر من رأس موضوع وبالتالي يؤدي ذلك إلى تشعب رؤوس الموضوعات وكثرة عددها مما يشتت ذهن القارئ، وبالتالي تم وضع رؤوس موضوعات عريضة لكي يتم تجميع الموضوعات تحتها توضح الموضوع بسهولة للقارئ ، وبناءً على ذلك تم وضع عدد أربعة وعشرين رأس موضوع، وتم تجميع البيانات الخاصة بهذه الموضوعات المختارة وتبويبها في هذا الجدول لتعطي إحصاءات مفيدة جدا عن هذا الموضوع خلال فترة الدراسة والتي تم تحديدها خلال الفترة من 2009 إلى 2019 م.

شكل (1) التوزيع الموضوعي الصادر في مجال الوقف في الفترة من 2009 – 2019 م في المملكة العربية السعودية

يتضح من الشكل السابق أن "مجالات الوقف" كانت أكثر الموضوعات دراسة وحظيت بالنصيب الأكبر وجاءت في المرتبة الأولي من بين الموضوعات التي تم تغطيتها بعدد 107 وبنسبة قدرها 13,77% ، ومن الطبيعي أن تحظى بالمرتبة الأولى وذلك لأنه تندرج تحتها العديد من رؤوس الموضوعات الفرعية وكانت نقاط القوة في الموضوعات الفرعية مثل: التنمية الشاملة و تمويل المشروعات والإعلام والثقافة، بينما نقاط الضعف ظهرت في الموضوعات الفرعية مثل: الوقف والتقنية، ويليه في المرتبة الثانية "تأصيل أحكام الوقف" بعدد89 وبنسبة قدرها 11,45% وظهرت نقاط القوة في الموضوعات الفرعية مثل: مفهوم الوقف ومشروعيته، والكتب العامة في أحكام الوقف، بينما جاءت نقاط الضعف في موضوعات المعايير الوقفية والشركات الوقفية، وجاءت في المرتبة الثالثة والرابعة بفروق طفيفة كلًا من "تاريخ الوقف" بعدد 64 وبنسبة قدرها 8,23%، وكانت نقاط القوة في الموضوعات الفرعية لتاريخ الحضارات الإسلامية، ونقاط الضعف في ربط تاريخ الوقف والمشكلات في العصر الحالي، و"التجارب الشخصية والأعمال الخيرية" بعدد 61 وبنسبة قدرها 7,85% ، وهذه النسبة تعتبر معقولة جدًا وتعتبر من نقاط القوة وذلك لزيادة الاتجاه و حرص العديد من العلماء ورجال الأعمال والشخصيات العامة في المملكة العربية السعودية على تناول موضوع الوقف من ناحية التجارب الشخصية وأعمال الوقف الخيرية التي يقومون بها كسيرة ذاتية للبعض توثق إسهاماتهم في مجال الوقف علي مر العصور ، كما جاء رأس موضوع "الوقف والتكافل الاجتماعي" بعدد 50 وبنسبة قدرها 6,43% وكانت نقاط القوة هنا في الوقف في مجال الوسائل الفردية الإلزامية مثل: الزكاة ونفقات الأقارب ، بينما جاءت نقاط الضعف في الوسائل الفردية التطوعية مثل: الوصية والعارية والهدية والهبة، وجاءت نقاط الضعف في : وجاء رأس موضوع "استثمار الوقف" بعدد 46 وبنسبة قدرها 5,92% وظهرت نقاط القوة في موضوعات أساليب وتأصيل الاستثمار بينما ظهرت نقاط الضعف في الجانب التطبيقي في الاستثمار ونماذج الاستثمار في الوقف، بينما جاء كل ً من: "الوقف والمذاهب" ، ورأس موضوع "الوقف والأعيان" ، و"الأوقاف علي الحرمين الشريفين" ، بنسب متقاربة ، بينما كانت أقل رؤوس الموضوعات في التغطية هو "الوقف الصحي" ، "فتاوي الوقف" ، و"إسهام المرأة"، و"الوقف الذري"، و"الوقف ومجتمع المعرفة" ، بينما جاء أقل رؤوس الموضوعات تغطية هو "الوقف الرقمي" لأنه يعتبر من الموضوعات الحديثة التي فرضتها تكنولوجيا المعلومات ولا يوجد الكثير من الباحثين الذين قاموا بتغطية هذه النقطة في البحث العلمي.

ويتضح من ذلك أن مواطن القوة في التوزيع الموضوعي كانت في مجالات الوقف، وتاريخ الوقف و تأصيل أحكام الوقف، بينما جاءت مواطن الضعف في التوزيع الموضوعي في الوقف الرقمي، والوقف ومجتمع المعرفة، والإنتاج العلمي في مجال تأصيل الوقف يجب النظر فيه لزيادته والاهتمام بتطويره لأن الواقع الحالي في المجتمع وما يحتويه من تطورات حديثة وظهور قضايا جديدة في مجال الوقف ومحاولة اللحاق بالعصر الذى نعيش فيه ومتابعة التطورات الحديثة والسريعة التى يمر بها العالم، كل ذلك أدى إلى ظهور موضوعات جديدة تحتاج إلى دراسة،وبالتالي يجب التوسع في دراسة بعض الموضوعات مثل: موضوع "الوقف الرقمي" و"الوقف ومجتمع المعرفة" لأنه من أهم الموضوعات الحديثة التي سوف تغير التوجه التقليدي ويجب توضيحه للواقفين والقائمين على إدارة الأوقاف حاليا لأنه يعد تطورًا كبيرًا في الحياة المعاصرة وجب على منظومات إدارة الأوقاف النظر إليه بجدية، ثم موضوعات مثل: "الوقف الصحي" و "إسهام المرأة" يتطلب إلقاء الضوء عليها وزيادة عدد الدراسات التي تتناول هذه الموضوعات التي سوف ترفع القيمة المضافة للوقف في المجتمع، وتقوم بإبراز دوره الفعال في بناء مجتمع مترابط متكافل، كما يجب أن تتحول البحوث من مرحلة التنظير التأصيلي إلى البحوث التي تشتمل على الجوانب التطبيقية والجدوى الاقتصادية والتجارب المعاصرة.

حجم الإنتاج المنشور والتوزيع الموضوعي الزمني

يتضح من الجدول السابق والخاص بالتوزيع الموضوعي الزمني للإنتاج العلمي خلال فترة الدراسة أن هناك تشتتا في توزيع الإنتاج العلمي خلال فترة الدراسة وذلك يرجع غالبًا لعدم الانتظام في انعقاد المؤتمرات المتخصصة أو الاشتراك فيها ونشاط الباحثين، كما يتضح ظهور موضوعات جديدة كليًا مثل: الوقف الرقمي والوقف ومجتمع المعرفة ، وظهور بعض الموضوعات الفرعية في مجال الوقف تحت الموضوعات العريضة للوقف كما يلي:

  • الإنتاج العلمي الصادر في عام 2009 بلغ 122 مصدر للمعلومات وجاء تاريخ الوقف في المرتبة الأولى بنسبة قدرها 27% بالنسبة للموضوعات التي تم تغطيتها عام 2009، وجاء بعدها في نفس المرتبة الثانية موضوعات تأصيل الأحكام ومجالات الوقف بنسبة قدرها 12%، وكانت في المرتبة الثالثة موضوع الوقف على الحرمين الشرفين بنسبة قدرها 11% ، وبعد ذلك تفاوتت النسبة في باقي الموضوعات ، و كانت أقل هذه الموضوعات تغطية موضوع الوقف في المذاهب الأربعة ، وموضوع التجارب الشخصية والأعمال الخيرية في الوقف وموضوع فتاوى الوقف بنسبة قدرها 0,81% من إجمالي الموضوعات التي تم تغطيتها خلال عام 2009.
  • الإنتاج العلمي الصادر في عام 2010 بلغ 73 مصدرا للمعلومات وجاء موضوع الوقف والقانون في أعلى هذه الموضوعات بنسبة قدرها 20,54% ، ثم جاء بعدها في المرتبة الثانية 12,32% تأصيل أحكام الوقف ، ثم جاءت بنسب متقاربة كلًا من مجالات الوقف والأوقاف والمجتمع ، وتاريخ الوقف ، بينما كانت أقل الموضوعات تغطية في عام 2010 كلًا من الوقف الذري، والوقف والدعوة والتنمية ، وموضوع التجارب الشخصية والأعمال التجارية في الوقف بنسبة 1,36% من إجمالي الموضوعات.
  • الإنتاج العلمي الصادر في عام2011 بلغ 49 مصدرًا للمعلومات وجاء موضوع الوقف والأعيان بأعلى نسبة في التغطية وقدرها 12,24% ، ثم كانت موضوعات مجالات الوقف، والوقف والدعوة، والوقف الذري، ووقف الكتب والمكتبات والمخطوطات بنفس النسبة وهي 8,16% ويظهر هنا قلة الإنتاج العلمي خلال هذا العام ، وجاء موضوع الوقف في المذاهب الأربعة، والتجارب الشخصية في الوقف أقل هذه الموضوعات تغطية في هذا العام بنسبة قدرها 2,04% من إجمالي الموضوعات.

جدول (4) التوزيع الموضوعي الزمني الصادر في مجال الوقف في الفترة من 2009 – 2019 في المملكة العربية السعودية

  • الإنتاج العلمي الصادر في عام 2012 بلغ 50 مصدرًا للمعلومات وجاء موضوع تاريخ الوقف ومجالات الوقف بنفس النسبة 12,00% ، ثم جاء بعده بنفس النسبة الوقف والتكافل المجتمعي والتجارب الشخصية في الوقف بنسبة 10،00% ، وكانت أقل الموضوعات تغطية في هذا العام الوقف في السنة ، وفتاوي الوقف والوقف والأعيان والوقف الذري بنسبة قدرها 2,00% من إجمالي الموضوعات التي تم تغطيتها خلال هذا العام.
  • الإنتاج العلمي الصادر في عام 2013 بلغ 50 مصدرًا للمعلومات وجاءت موضوعات تأصيل أحكام الوقف و موضوع مجالات الوقف بأعلى نسبة قدرها 18,00% ، بينما كانت أقل الموضوعات تغطية في هذا العام الأوقاف والمجتمع وإسهام المرأة في الوقف وفتاوي الوقف ووقف الكتب المكتبات والمخطوطات والوقف والأعيان والوقف الذري بنسبة قدرها 1,00% من إجمالي الموضوعات.
  • الإنتاج العلمي الصادر في عام 2014 بلغ 79 مصدرا للمعلومات وجاء في المرتبة الأولى موضوع تأصيل أحكام الوقف بنسبة قدرها 32,91% ، وكانت أقل الموضوعات تغطية خلال هذا العام موضوع الوقف والقانون، و موضوع الوقف في المذاهب الأربعة ، وموضوع فتاوي الوقف، وموضوع الوقف والدعوة والتنمية بنسبة قدرها 1,26% من إجمالي الموضوعات.
  • الإنتاج العلمي الصادر في عام 2015 بلغ 63 مصدرًا للمعلومات وجاء في المرتبة الأولى موضوع مجالات الوقف بنسبة قدرها 38,09% ، وجاء بعده مباشرة موضوع تأصيل أحكام الوقف بنسبة 14,28%، وكانت أقل الموضوعات تغطية خلال هذا العام موضوع الوقف الصحي، و موضوع التجارب الشخصية في الوقف، وموضوع الوقف والدعوة والتنمية بنسبة قدرها 1,58% من إجمالي الموضوعات.
  • الإنتاج العلمي الصادر في عام 2016 بلغ 154 مصدرًا للمعلومات وجاء في المرتبة الأولى موضوع الوقف الصحي وموضوع توثيق الوقف بنسبة قدرها 11,68% ، وكانت أقل الموضوعات تغطية خلال هذا العام موضوع الوقف في السنة بنسبة 0,64% من إجمالي الموضوعات.
  • الإنتاج العلمي الصادر في عام 2017 بلغ 69 مصدرًا للمعلومات وجاء في المرتبة الأولى موضوع الوقف والحركة العلمية والتربوية بنسبة قدرها 27,35%، وكانت أقل الموضوعات تغطية خلال هذا العام موضوع تاريخ الوقف والوقف والمجتمع، والوقف والقانون بنسبة قدرها 1,44% من إجمالي الموضوعات.
  • الإنتاج العلمي الصادر في عام 2018 بلغ 47 مصدرًا للمعلومات وجاء في المرتبة الأولى موضوع الوقف في المذاهب الأربعة بنسبة قدرها 14,89% ، وكانت أقل الموضوعات تغطية خلال هذا العام موضوع اسهام المرأة في الوقف، و موضوع الوقف والتكافل المجتمعي، وموضوع الوقف الرقمي، والوقف ومجتمع المعرفة بنسبة قدرها 2,12% من إجمالي الموضوعات.
  • الإنتاج العلمي الصادر في عام 2019 بلغ 21 مصدرًا للمعلومات وجاء في المرتبة الأولى موضوع الاوقاف والمجتمع 91،60% وبعده موضوع مجالات الوقف بنسبة قدرها 28,57%، وكانت أقل الموضوعات تغطية خلال هذا العام موضوع الوقف في المذاهب الأربعة و موضوع فتاوى الوقف والوقف الرقمي والوقف والدعوة والتنمية بنسبة قدرها 4,76% من إجمالي الموضوعات.

حجم الإنتاج المنشور من الناحية اللغوية

جدول رقم(5) توزيع اللغات في الإنتاج الفكري

اللغة

العدد

النسبة

العربية

760

97,82

الانجليزية

17

2,18

المجموع

777

10%

يتضح لنا من خلال الجدول السابق أن:

  • اللغة العربية هي اللغة السائدة في الإنتاج العلمي في موضوع الوقف محل الدراسة ، وهذا يعد أمرًا طبيعيًا لأنها لغة الكتابة الأولى وبلغ حجم الإنتاج العلمي باللغة العربية 97,82%.
  • جاءت اللغة الإنجليزية بنسبة قدرها 2,18% وهي نسبة ضئيلة من إجمالي الإنتاج العلمي في مجال الوقف.

جاء معظم الإنتاج العلمي في مجال الوقف باللغة الانجليزية في صورة مقالات في مجلات علمية، وجاء دليل واحد عن الوقف باللغة الإنجليزية عن أوقاف الملك سعود.

شكل رقم(2) الناشرون الأكثر غزارة في الإنتاج الفكري

حجم الإنتاج المنشور من ناحية الناشرون الأكثر غزارة

جدول رقم (6) الناشرون الأكثر غزارة في الإنتاج الفكري

م

اسم الناشر

كمية الإنتاج العلمي

النسبة

1

جامعة الأمام محمد بن سعود

14

1,80%

2

مؤسسة ساعي لتطوير الأوقاف

8

1,02%

3

وزارة الشؤون الإسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد

5

0,64%

4

مركز تفسير للدراسات القرآنية

5

0,64%

5

مدار الوطن للنشر

4

0,51%

6

دار ابن جوزي للنشر والتوزيع

4

0,51%

7

جامعة الملك سعود للنشر والتوزيع

4

0,51%

8

دار التدمرية

3

0,38%

9

جامعة أم القري

2

0,25%

10

دار الاقتصاد والقانون

2

0,25%

شكل رقم (3) الناشرون الأكثر غزارة في الإنتاج الفكري

يتضح من الشكل السابق أن أكثر الناشرين غزارة في الإنتاج الفكري خلال فترة الدراسة وتم اختيار أكثر عشرة ناشرين، وجاءت أعلي نسبة في جامعة الإمام محمد بن سعود بعدد (14) عملا وكانت هذه الأعمال أكثرها في شكل كراسي بحثية مثل: كرسي الشيخ راشد بن دايل لدراسات الأوقاف، وأبحاث في مجلة جامعة الإمام محمد بن سعود وبنسبة قدرها (1,80%) ، ويليها مؤسسة ساعي لتطوير الأوقاف بعدد (8) أعمال وبنسبة قدرها (1,02%) ، ويليها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد و مركز تفسير للدراسات القرآنية بعدد (5) أعمال وبنسبة قدرها 0,64%) ، ويليهما كلًا من دار مدار الوطن للنشر، ودار ابن جوزي للنشر والتوزيع ، وجامعة الملك سعود بعدد (4) أعمال وبنسبة قدرها(0,51%)، ويليهما دار التدمرية بعدد (3) وبنسبة قدرها (0,38)، وأخيرًا جاءت كلًا من جامعة أم القري ، ودار الاقتصاد والقانون بعدد(2) وبنسبة قدرها (0,25).

حجم الإنتاج المنشور من ناحية الباحثون الأكثر غزارة في الإنتاج

جدول رقم (7) الباحثون الأكثر غزارة في الإنتاج الفكري

م

اسم الباحث

كمية الإنتاج العلمي

النسبة

1

عبد الله بن ناصر السدحان

6

0,77%

2

أحمد شكري العمري

5

0,64%

3

عبد الرحمن بن عبد العزيز الجريوي

3

0,38%

4

سليمان بن جاسر بن عبد الكريم الجاسر

3

0,38%

5

عبد الرحمن بن سعد بن عبد الرحمن آل سعود

3

0,38%

6

سليمان بن عبد العزيز الراجحي

3

0,38%

7

راشد بن محمد ابن عساكر

2

0,25%

8

راشد بن سعد بن راشد

2

0,25%

9

عبد الرحمن بن تميم آل زعير

2

0,25%

10

شيخة بنت محمد بن عائض الدوسري

2

0,25%

تم اختيار أعلي الباحثين نشرًا كما يتضح من الجدول السابق، وكان أكثر الباحثين غزارة في الإنتاج الفكري خلال فترة الدراسة هو عبد الله بن ناصر السدحان بعدد (6) أعمال وبنسبة قدرها (0,77%)، ويليه أحمد شكري العمري بعدد (5) أعمال وبنسبة قدرها (0,64%)، ويليه كلًا عبد الرحمن بن عبد العزيز الجريوي، وسليمان بن جاسر بن عبد الكريم الجاسر، وعبد الرحمن بن سعد ابن عبد الرحمن آل سعود، و سليمان بن عبد العزيز الراجحي بعدد (3) أعمال وبنسبة قدرها (0,38%)، ويليهما كلًا من راشد بن محمد بن عساكر، وراشد بن سعد بن راشد، وعبد الرحمن ابن تميم آل زعير،و شيخة بنت محمد بن عائض الدوسري بعدد (2) أعمال وبنسبة قدرها(0,25).

نتائج وتوصيات الدراسة

أولا: نتائج الدراسة

يمكن تلخيص النتائج التي انتهت إليها الدراسة في النقاط التالية:

  • حصر الإنتاج العلمي في مجال الوقف خلال فترة الدراسة أسفر عن تسجيل وجود عدد (777) عملًا فكريًا وعلميًا خلال هذه الفترة.
  • سجلت كلا ًمن أعداد ونسب بحوث المؤتمرات وبحوث الكراسي العلمية بالجامعات وبحوث المؤتمرات أعلي معدلات، حيث بلغت بحوث المؤتمرات عدد 193 بحثًا وبنسبة قدرها (24,83%).
  • جاءت الموسوعات والكشافات والمعاجم أقل المعدلات بعدد (5) وبنسبة قدرها (0,64%) وهي نسبة مقبولة علميًا وذلك لما تحتاجه القواميس والأعمال الموسوعية من مجهود ووقت كبير لإنجازها.
  • بالنسبة للتوزيع الزمني جاء عام 2016م أكثر الأعوام التي تم النشر فيها حيث بلغت البحوث المنشورة 103 مصادر معلومات وبنسبة قدرها 17,8%، ثم جاء عام 2014م في المرتبة الثانية بإجمالي 78 مصدر معلومات وبنسبة قدرها 13,4%.
  • وجاءت أقل نسبة في عام 2019م لتصل إلى 12 مصدر معلومات وبنسبة قدرها 2,1%. وهذا يدل على تذبذب الإنتاج العلمي خلال سنوات الدراسة.
  • بالنسبة للتوزيع الموضوعي جاءت مجالات الوقف في المرتبة الأولى من بين الموضوعات التي تم تغطيتها بعدد 107 وبنسبة قدرها 13,77%.
  • جاءت أقل رؤوس الموضوعات تغطية "الوقف الرقمي: لأنه يعتبر من الموضوعات الحديثة التي فرضتها تكنولوجيا المعلومات ولا يوجد الكثير من الباحثين المهتمين بتغطية هذه النقطة في البحث العلمي. مع أهمية هذا الموضوع.
  • بالنسبة للتوزيع الموضوعي الزمني للإنتاج العلمي جاء الإنتاج العلمي الصادر في عام 2009م في المركز الأول حيث بلغ 122 مصدرًا للمعلومات وجاء موضوع "تاريخ الوقف" في المرتبة الأولي بنسبة قدرها 27%.
  • اللغة العربية هي اللغة السائدة في الإنتاج العلمي في موضوع الوقف محل الدراسة، وهذا يعد أمرًا طبيعيًا لأنها لغة الكتابة الأولى في المملكة العربية السعودية وبلغ حجم الإنتاج العلمي باللغة العربية 97,82% من إجمالي المصادر في الدراسة.
  • في مجال الناشرين الأكثر غزارة في الإنتاج العلمي جاءت أعلى نسبة لجامعة الإمام محمد بن سعود بعدد (14) عمل.
  • وجاء أعلى الباحثين نشرًا الباحث عبد الله بن ناصر السدحان بعدد (6) أعمال خلال فترة الدراسة.

ثانيًا: التوصيات والتخطيط المستقبلي

من خلال ما تقدم نوصي بما يلي:

  • ضرورة إنشاء مركز معلومات في مجال الوقف تشرف عليه أحد الجهات في المملكة العربية السعودية ويكون مسؤولًا عن تجميع مصادر المعلومات والإنتاج العلمي الصادر في مجال الوقف بكافة أشكاله وأنواعه.
  • العمل علي إصدار دوريات أكثر تخصصًا في مجال الوقف وتكون تحت إشراف جهات وهيئات متخصصة، وتتناول موضوعات متعمقة في مجال الوقف.
  • التوسع في الكراسي العلمية، وتفعيلها علي مستوي الجامعات السعودية في مجال الوقف .
  • مساعدة الباحثين والمتخصصين في مجال الوقف على نشر بحوثهم.
  • تشجيع العمل الجماعي بين المؤلفين في مجال الوقف.
  • إن الإنتاج العلمي في مجال تأصيل الوقف يجب النظر فيه لأن الواقع الحالي في المجتمع من تطورات حديثة وظهور قضايا جديدة في الوقف ومحاولة اللحاق بالعصر الذى نعيش فيه ومتابعة التطورات الحديثة والسريعة، ويجب الاهتمام بالجانب التطبيقي في البحوث في مجال الوقف.

العمل علي تطوير المجالات البحثية في مجالات الوقف مثل: الوقف الإلكتروني – إسهام المرأة في الوقف – الوقف الصحي وغيرها من المجالات الحديثة المواكبة للتطور العالمي.

المراجع العربية

- ابن الهمام ، محمد بن عبد الواحد السيواسي السكندري(2003). فتح القدير علي الهداية ؛ تحقيق عبد الرازق غالب المهدي .- القاهرة: دار الكتب العلمية ،ص 203.

- ابن سعد ، أبو عبد الله محمد بن سعد.(1990) الطبقات الكبرى الطبعة العلمية ، ط1 ، بيروت دار الكتاب العلمية ، ص ص 501، 503.

- ابن منظور، جمال الدين محمد بن مكرم ابن منظور الإفريقي المصري(2003). لسان العرب ،ط2.- بيروت: دار صادر، ص 373.

- البخاري، أبوعبد الله محمد بن إسماعيل.(1999). صحيح البخاري،ط1.- بيروت: دار الكتب العلمية ، 2/275 حديث رقم 2757.

- ابن قدامة ، أبو محمد موفق الدين عبد الله.(1986) المغني لابن قدامة ، ج8.- القاهرة: مكتبة القاهرة ، ص 186.

- الجاسم، جاسم أحمد عبدالله، و صالحين، لبنى (2015). الوقف ودوره في الدعوة إلى الله: دراسة منهجية في الأسس والأبعاد. أوقاف: الأمانة العامة للأوقاف - إدارة الدراسات والعلاقات الخارجية، س15, ع28 ، ص21.

- الجريوي، عبدالرحمن بن عبدالعزيز. (2013). الوقف والحضارة الإسلامية. البيان: المنتدى الإسلامي، ع 312 ، ص 18.

- الحوري، خالد عبدالله محمد حسن، والبر، محمد موسى محمد أحمد (2016.( مؤسسة الوقف الدعوية ودورها في صناعة النهضة الإسلامية الحديثة: دراسة تطبيقية على الأمانة العامة للأوقاف في دولة الكويت من 1993م إلى 2015 م (رسالة دكتوراه غير منشورة). جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية، أم درمان.

- خارطة أبحاث الأوقاف.(مكتبة العمل الخيري،http://khair.ws/library/7033/) تاريخ الإتاحة في 23/6/2019.

- الرفاعي، حسن محمد (2011). أثر الوقف الإسلامي في النهضة العلمية ، جامعة الشارقة 6-7 جمادي الآخر 1432هـ / 2011م.

- الزبيدي، محب الدين أبي فيض السيد مرتضي الحسيني(1994). تاج العروس من جواهر القاموس، مج8 ؛ تحقيق علي شيري .- بيروت: دار الفكر للطباعة والنشر،ص243.

- الزيعلي ، عبد الله .(1990) نصب الراية لأحداث البداية .- الدار البيضاء : مكتبة الهداية، ص409.

- الشربيني ، محمد بن محمد الخطيب .(2000) مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج؛ تحقيق على محمد معوض، عادل أحمد عبد الموجود.- بيروت: دار الكتب العلمية ، ص 376.

- الصاوي، أحمد بن محمد (2001). بلغة السالك لأقرب المسالك ،مج2 .- القاهرة: دار المعرفة.

- الفهرس العربي الموحد. ( الفهرس العربي الموحد https://www.aruc.org/web/aruc/search) تاريخ الإتاحة3/6/2019.

- الفيومي، أحمد بن محمد (2016). المصباح المنير في غريب الشرح الكبير للرافعي ؛ تحقيق عبد العظيم الشناوي ، ط2 .- القاهرة: دار المعارف، ص 265.

- قاسم، حشمت(1984). دراسات في علم المعلومات "تحليل الاستشهادات المرجعية وتطور القياسات الورقية .- القاهرة: مكتبة غريب ، ص134.

- القسطلاني ، شهاب الدين أبي العباس أحمد الشافعي .(1995) إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري.- بيروت: دار الكتب العلمية ، ص184.

- قواعد دار المنظومة. (قواعد دار المنظومة ، المكتبة الرقمية السعودية https://search.mandumah.com/Search/) تاريخ الإتاحة21/6/2019.

- الملا، سلطان بن محمد حسين (وآخرون) (1995.( إدارة الوقف الخيري الإسلامي في دولة الإمارات العربية المتحدة: دراسة ميدانية على إدارة الأوقاف التابعة لوزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف - قطاع الشؤون الإسلامية (رسالة ماجستير غير منشورة). جامعة أم درمان الإسلامية، أم درمان، ص 6.

- منصور، هاني .(2004) الوقف ودوره في المجتمع الإسلامي ،ط1.- بيروت: مؤسسة الرسالة، ص25.

- مؤسسة الملك خالد الخيرية. آفاق القطاع غير الربحي .- الرياض : مؤسسة الملك خالد الخيرية الموقع https://kkf.org.sa/ تاريخ الإتاحة 10/10/2019.

- موقع وقفنا. (موقع وقفنا)https://www.wqfna.com/ تاريخ الإتاحة في 22/6/2019.

- النجدي ، عبد الرحمن بن محمد قاسم العاصمي. (2002) حاشية الروض المربع شرح زاد المستنقع، ط4، ج5.- بيروت: دار الكتب العلمية، ص 531.

- النيسابوري ، مسلم بن الحجاج القشيري . (1972) صحيح مسلم .- دار أحياء التراث العربي حديث رقم 1631.

- الهيتي، عبد الستار (1998) .الوقف ودوره في المجتمع ، ط1.- قطر: مركز البحوث والدراسات ، ص 34.

- الهيئة العامة للأوقاف في المملكة العربية السعودية.(الهيئة،https://www.awqaf.gov.sa/) تاريخ الإتاحة في 25/6/2019.

المراجع الأجنبية

- Connaway, L. S., & Powell, R. R. (2010). Basic research methods for librarians. ABC-CLIO.‏

 

SCIENTIFIC OUTPUT IN WAQF FILED

A Documentary Analytical Study

 

Dr. Mohammed Fathy Mahmoud Elgllab

Ass. Prof., Library & Information Sci.,

Minia university- faculty of arts

elglab_777@yahoo.com

 

This study aims at recognizing the characteristics of intellectual production in the field of Waqf via examining its numerical, topical, linguistic and temporal trends in the Kingdom of Saudi Arabia within the period from 2009 to 2019. The intellectual production features in the field of Waqf have been studied from the temporal and numerical point of views. In addition, the forms and temporal and topical distribution of the intellectual production have been examined within the study period. The study methodology is a bibliometric one, where the study is based upon reckoning and analyzing the scientific output from one hand, and studying the numerical and qualitative trends of such a production from another hand. The main conclusions are as follows: There are (777) intellectual and scientific works within the period from 2009- 2019; conference research papers set a record (24.83%) and reached 193 papers; encyclopedias, indexes and dictionaries were the lowest (5) with a ratio of (0.64%). As for the topical and temporal distribution of the scientific output, the year 2009 came first having 122 information sources and the subject of "Waqf History" was in the first place with a rate of 27%. The study recommends establishing a Waqf information center supervised by a certain Saudi body that will be responsible for both collecting information and the scientific production. Expansion and activation of scientific chairs in Saudi universities are also recommended.

Keywords: Waqf; Saudi Arabia, bibliometric studies; scientific production.

!!!


© 2016 دار المنظومة. جميع الحقوق محفوظة.

المتابعون