الحرب الصربية– البلغارية وضم الروميللي الشرقية إلي بلغاريا عام1885-1888
المدرس المساعد
ساهرة حسين محمود
جامعة البصرة / كلية الآداب
تحتل قضية مصير الدولة العثمانية وممتلكاتها، التي يطلق عليها في التاريخ السياسي مصطلح (المسألة الشرقية)، مكاناً بارزا في الدبلوماسية الأوربية خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر للميلاد، وباختصار، تشمل المسألة الشرقية جميع المشكلات التي ارتبطت بانهيار الدولة العثمانية داخليا وثورات الشعوب المحكومة منها. وأخيرا المصالح المتشابكة والمتضاربة للدول الأوربية في الإمبراطورية العثمانية وتدخل هذه الدول في عملية الانهيار العثماني.
إن موضوع الحرب الصربية-البلغارية وضم الروميلي الشرقية إلي بلغاريا من المواضيع المهمة في التاريخ السياسي للمسألة الشرقية، كونه يسلط الضوء علي الدبلوماسية الأوروبية خلال القرنين السابقين، فضلا عن تميز تلك المرحلة بتشابك العلاقات الأوروبية وتعقدها مع ازدياد جهود روسيا في السيطرة علي ممتلكات الدولة العثمانية.
The Serbian - Bulgarian war and Annexation of East
Rumelia to Bulgaria during (1885-1888)
Lecturer. Sahera Husain Mahmood
University of Basrah / College of Arts
The eastern issue occupies a great place in the European diplomacy during the eighteenth and nineteenth century. Briefly, it includes all the problems that are associated with the internal collapse of the Ottoman Empire and the conflicting interests of the European countries and their interference in the collapse of the Ottoman Empire.
One of the most important topics in the political history of the eastern issue is the Serbian-Bulgarian war and the attempt to annex the eastern Romelli to Bulgaria. In the past two centuries, this topic sheds light on the European diplomacy. Besides, that period is characterized by the complexity of European relations due to Russia's efforts to control the Ottoman Empire.
المقدمة:
بلغاريا (Bulgaria)
الموقع والحدود
هي دولة بلقانية-أوروبية تقع في الجهة الجنوبية الشرقية من قارة أوربا، وتمتد حدودها إلي جنوب مجري نهر الدانوب (River Danube)، تحدها من الشمال رومانيا (Rumania)، ومن جهة الشرق يحدها البحر الأسود (Black Sea)، ومن الجهة الجنوب تحدها اليونان (Greece)، وفي الجنوب الشرقي تركيا (Turkey)، ويحدها من جهة الغرب يوغسلافيا (Yugoslavia) السابقة (1).
وتضم بلغاريا حاليا أجزاء من مقدونيا (Macedonia) التأريخية، ونتيجة لموقعها المتميز هذا في البلقان، كان هذا الأمر من "أسباب توتر العلاقات مع الدول المجاورة لها في القديم، بسبب المطالبات الإقليمية الخارجية بها" (2).
وتبلغ مساحة بلغاريا نحو (110.994) كم2 (3)، أي ما يقارب نحو (43.855) ألف ميل مربع، ويشمل ذلك الأنهار التي تقع علي حدودها، والتي تبلغ مساحتها نحو (267) كم2 (4).
أنتهت المفاوضات في مؤتمر برلين لعام 1878 م، إلي قرارات إعادة رسم خريطة البلقان من جديد، التي كانت ضد مصالح الدولة العثمانية، بحيث سعت كل دولة إلي سلخ جزء من أراضيها، فنالت بريطانيا العظمي قبرص، فيما استولت فرنسا علي تونس، كما تقلصت بلغاريا وسلخ منها الروميللي الشرقية، الذي أصبح تحت الحكم العثماني، في حين وضعت البوسنة والهرسك تحت إدارة مملكة النمسا – المجر، ولكن ظلتا تابعتان للسيادة العثمانية، وبصورة عامة خسرت الدولة العثمانية في هذا المؤتمر العديد من ولاياتها الأوروبية (5).
عقب الموافقة علي الدستور البلغاري في عام 1879 م، وانتخاب الأمير ألكسندر باتنبرغ (Alexander of Battenberg) (1879-1886 م) (*)، لحكم الإمارة البلغارية، كانت الإدارة الداخلية لولاية الروميللي الشرقية (EasternRoumelia) (**)، قد تحددت من قبل لجنة دولية، تنفيذا للمادة الثانية عشرة من قرارات مؤتمر برلين، وقد أصدرت اللجنة الدولية نظاما أساسيا، أحتوي علي (495) مادة. ولكن لم يكن قابلا للتطبيق علي أرض الواقع، ذلك لأن كل دولة من الدول الكبرى أعدت قسما من هذا النظام، فالبريطانيون وضعوا قوانين الانتخاب والإيطاليون البنود المالية والنمساويون تولوا قضايا التشريع والفرنسيون وضعوا نظامهم الإداري وتعاونت روسيا في تنظيم القوات العسكرية، ولم يكن أي من هذه الدول قد أخذت في الاعتبار حاجات الناس وعاداتهم التي هي من أسس التنظيم والتشريع في كل البلدان (6).
وبما أن الإمارة تقرر أن تبقي تحت سيادة السلطان العثماني، ويتم تعيين حاكمها من قبله علي أن يأخذ رأي الدول الأوروبية في هذا الاختيار في حالة التوافق، يصدر الفرمان ويشترط أن يكون مسيحيا ويدفع جزية سنوية للدولة العثمانية، وهكذا صدر الفرمان الأول بتعيين آليكو باشا (Aleko Pasha) في عام 1879م، حاكما ووزعت المناصب الرئيسة بين الدول الكبرى، فعين ألماني للشؤون المالية وبريطاني للشرطة وفرنسي للقوات العسكرية، التي كان معظم الضباط فيها هم من روسيا، وتقرر تأليف مجلس نيابي محلي يتكون من (56) عضوا، يجري انتخاب ستة وثلاثين منهم ويعين الحاكم عشرة أعضاء وعشرة أخري أعضاء طبيعيون بحكم مناصبهم الدينية والقضائية والمالية، وتكون مهمة المجلس الرئيسة هي تدارس المسائل المالية والقضايا الإدارية والتي يجب أن تحضي بموافقة السلطان عليها حتي تكون نافذة (7).
كانت أبرز المشاكل في هذه الولاية هي أراضي المسلمين التي أجبرت الحرب علي المغادرة (8)، فوضع المسيحيون يدهم عليها، وقد عولجت هذه المشكلة بطريقة لا إنسانية، إذ هدد الملاك الأصليون بالانتقام منهم، وفرض علي أراضي لم يعبأ منهم بالتهديد دفع ضريبة 10% من قيمتها، وهذا الأمر أدي بهم إلي بيع الأراضي، وفضلا عن ذلك بيعت أراضي العثمانيين ودورهم إلي الفلاحين المحليين، "وحولت الأراضي من نظام الملكيات الكبيرة إلي ملكيات زراعية صغيرة متماثلة، ما كان عليه الحال في الإمارة البلغارية في الشمال".
كانت القضية الأخرى المهمة هي الشعور القومي بضرورة الوحدة بين ولاية الروميللي الشرقية وإمارة بلغاريا، وقد كانت المشاعر الشعبية مؤيدة لهذا التوجه بتشجيع من الروس، بل وقام بعض هؤلاء المسؤولين الروس بتزويد الأهالي سرا بالسلاح، وأنشأت منتديات رياضية في الظاهر، في حين كانت مراكز للتدريب العسكري، وفضلا عن ذلك أصر القيصر الروسي ألكسندر الثالث (Alexander III) (1881-1894 م) (***)، علي عدم تمديد ولاية آليكو باشا، الذي كانت له علاقة جيدة مع أمير بلغاريا، فعزل في عام 1884 م، فأختير للولاية جفريل باشا كروستيفتش(Gavril Pasha E. Krustevich)، الذي قبلت به روسيا لكونه ضعيف الشخصية لتسهل قيادته، إن الحماسة الوطنية للوحدة الوطنية كانت كبيرة جدا- وكما سبقت الإشارة- بدأت تتحرك بشكل أسرع في عام 1884 م، وقد وضعت أمير بلغاريا بموقف صعب بين تأييدها أو أن ينسحب من السلطة، وفي عام 1885 م، إزداد النشاط الثوري الوحدوي، وفي ليلة السابع عشر علي الثامن عشر من شهر أيلول بدأت الحركة، إذ أعلن القادة السياسيون وبدعم القوات العسكرية عزل الوالي جفريل وإدارته. وإعلان الاتحاد مع الإمارة البلغارية، ودعيت الدولة المستحدثة بـ "اتحاد بلغاريا والروميللي الشرقية" (9).
إن الوالي جفريل باشا، لم يقاوم العزل بل رضي بالأمر الواقع وهكذا أخرج من مدينة فيليبو بوليس (Philippopolis)، عاصمة الولاية، وأقتيد إلي خارجها (10). وهكذا قامت الحركة البلغارية بانتفاضة في مدينة بلوفدين (Plovdiv City) من أجل الوحدة الوطنية مع القوات الروميللية، وكان الأمير ألكسندر باتبنرغ متترددا في اتخاذ أي إجراء لتعجيل الأحداث (11).
إلا أن ستيفان ستامبولوف (Stefan Stamboloff) (1887-1894 م) (***)، المتحدث باسم البرلمان (السوبرانجه) (Sobranje)، أرسل تقريرا إلي الأمير أخبره فيه "بأنه يقف علي مفترق طرق في مسيرته، حيث قال له، أن الطريق الأول يقود إلي فيليبوبوليس (عاصمة الروميللي الشرقية)، والطريق الأخر يؤدي إلي نهر الدانوب والعودة إلي دار مشتات (Dar Mstadt)"، فأختار الأمير الطريق الأول، وأعلن موافقته رسميا في مدينة ترنوفو (Tarnovo City) (*****)، ودخل مدينتهم منتصرا، في اليوم الحادي والعشرين من شهر أيلول من عام 1885 م؛ وأعلن في اليوم الثاني والعشرين من الشهر نفسه إتحاد المقاطعتين معا، وأتخذ لقب (أمير بلغاريا الشمالية والجنوبية) (12).
تسبب توحيد جزئي بلغاريا بالطريقة التي مر ذكرها بأزمة دبلوماسية دولية، وذلك لأنها أحدثت خرقا فيما تم إقراره بمؤتمر برلين عام 1878 م، وأثارت الخشية في أن يكون ذلك مقدمة لمطالبة كل من اليونان والصرب بأراض تضم إلي كل منهما تعويضا عن الأراضي التي لم تتم الموافقة الدولية علي ضمها إليهما، في مؤتمر برلين (13).
من ناحية أخري وضعت انتفاضة بلوفدين روسيا في موقف صعب، إذ أن السياسة الروسية التقليدية كانت تري في الموقف الذي تم إتخاذه عداء شخصيا للقيصر، لذا قام ألكسندر الثالث باستدعاء جميع الضباط الروس الموجودين في الجيش البلغاري، مما أحدث فجوة في العلاقات بين روسيا وبلغاريا. وكان وزير الخارجية الروسية ينظر للحدث من زاوية تأثيره في العلاقات الدولية، إذ قد تستغل مملكة النمسا-المجر الفرصة وتضم ولايتي البوسنة والهرسك وكذلك اليونان والصرب، إذ ربما يتدخلان بأراضي مقدونيا (14).
ولهذا دعا إلي مؤتمر لسفراء الدول الكبرى-بريطانيا العظمي روسيا، ألمانيا، فرنسا، مملكة النمسا-المجر وإيطاليا- عقد في شهر تشرين الثاني عام 1885 م، في إسطنبول؛ وعلي نموذج ما حصل في مؤتمر فينا عام 1815 م، من إعادة القديم إلي قدمه، اقترح الروس إعادة الأوضاع لسابق عهدها قبل الاتحاد البلغاري، ووافقت مملكة النمسا-المجر وألمانيا علي ذلك ولكن رئيس وزراء بريطانيا العظمي اللورد روبرت آرثر سيسيل ماركيز سالزبوري (Lord Robert Arther Cecil Marquis Salisbury) (1878-1886 م)، (******)
اختلف معهم هذه المرة في ذلك، إذ أيد الاتحاد، وهذه كانت سياسة تخالف ما كانت تراه بلاد سابقا، ولقد قدر أن هذه الوحدة أو الاتحاد الذي تعارضه روسيا سيخلق حاجزا يقطع الطريق علي روسيا فلا تستطيع الوصول إلي إسطنبول، وبذلك سيكون هناك سلام في شبه جزيرة البلقان (15).
أما الدولة العثمانية فكانت تفكر باستخدام القوة العسكرية لإلغاء الاتحاد، واستعادة سيادتها علي الروميللي الشرقية، ورغم أن روسيا كانت غاضبة علي ما حصل، ولكنها لم تؤيد الموقف العثماني (16)، وهكذا لم يتم التوصل إلي أي اتفاق بين الدول الكبرى، فبدأ الروس، منذ خريف عام 1885 م، يشعرون بأنهم يفقدون السيطرة علي بلغاريا، وأن البلغار لا يريدونها أن تكون مهيمنة علي بلادهم (17)، والملاحظ أن مملكة النمسا-المجر التي أيدت الاقتراح الروسي-السالف الذكر- إلا أنها استمرت في انتهاج سياسة تشجع الحركات القومية في شبه جزيرة البلقان (18).
تطورت الأمور لصالح بلغاريا نتيجة لإجراء غير موفق أقدم عليه ملك الصرب ميلان (King Milan)، الذي "رأي أن الوحدة قد تضر بالتوازن السياسي بين حكومات البلقان، وتعطي لبلغاريا ميزة في الصراع الذي قد ينشأ حول مقدونيا" (19).
فأعلن الحرب علي بلغاريا بتحريض من الدبلوماسية النمساوية-المجرية، في اليوم الرابع عشر من شهر تشرين الثاني عام 1885 م (20)، وفي واقعة سلفنيكا (Slivnica) أو سليفينيتزا (Slivnitza) (*******)، الواقعة علي التلال المنخفضة والتي تبعد نحو أربعين كيلومتر عن العاصمة صوفيا (Capital Sofia)، التي استمرت ثلاثة أيام-من اليوم السابع عشر حتي اليوم التاسع عشر من شهر تشرين الثاني من عام 1885 م-تمكن خلالها الجيش البلغاري من الحاق الهزيمة بالقوات الصربية (21)، فأرسلت الدول الأوروبية مذكرة إلي حكومة الصرب، في اليوم الرابع والعشرين من الشهر نفسه، لوقف القتال وعقد الهدنة مع بلغاريا (22)؛ فوافق الصرب لكن الأمير ألكسندر باتنبرغ استمر في محاربة القوات الصربية حتي وصل مدينة بيروت (Pirot City) في اليوم السابع والعشرين من شهر تشرين الثاني من العام نفسه، وواصل تقدمه إلي مدينة نيش ((Nish city (********)، عندئذ وجهت مملكة النمسا – المجر أنذارا نهائيا في اليوم الثامن والعشرين من الشهر نفسه إليه بعدم التقدم، وإلا سيواجه قواتها العسكرية، فأوقف القتال وعقد الهدنة (23). إذ تمكن الجيش البلغاري الذي كان أكثر استعدادا، من هزيمة الجيش الصربي في هذه الحرب القصيرة المدي، وبالتالي توجيه ضربة قاسية لروسيا وقيصرها ألكسندر الثالث، وأدي أخيرا إلى توتر العلاقة مع أمير بلغاريا (24).
حسمت معركة سليفينيتزا المسألة إذ تم، في اليوم الثالث من شهر آذار عام 1886 م، التوقيع علي-معاهدة السلام-معاهدة بوخارست (The Treaty of Bucharest)، التي أعادة الوضع بين بلغاريا وصربيا إلي عهده السابق، إلا أن المسألة الأهم هي مسألة اعتراف الدولة العثمانية بتوحيد بلغاريا (25)، لذا قام وزير خارجية بلغاريا ستامبولوف بمباحثات مع حكومة الدولة العثمانية، بشأن قضية التوحيد، فتم في اليوم الرابع والعشرين من شهر آذار عام 1886 م، التوقيع علي اتفاق بين الجانبين، تقرر فيه "أن يعهد إلي أمير بلغاريا ألكسندر بحكومة الروميللي الشرقية، طالما بقيت السلطة بيد الحكام الحاليين. و" يعدل الدور المناط بالدولة العثمانية وفقا لأحكام المادة الخامسة عشر من معاهدة برلين، وتعترف بلغاريا بالسيادة العثمانية عليها وعلي الروميللي الشرقية، ويدفع الإقليمان الجزية السنوية للدولة العثمانية" (26)، لقد أدرك السلطان عبد الحميد الثاني "تحت تأثير القائم بأعمال السفارة البريطانية في إسطنبول السير وليم وايت (William White) "أن بلغاريا القوية والمستقلة يمكن أن تكون الحاجز الأكثر قوة ضد الأطماع الروسية في الدولة العثمانية (27). وقد صدق الاتفاق في مؤتمر القوي الكبرى (مؤتمر السفراء) الذي عقد في إسطنبول، في اليوم الخامس من شهر نيسان عام 1886 م؛ والذي اتخذت فيه بريطانيا العظمي زمام المبادرة لحث السلطان العثماني، للاعتراف رسميا بوحدة البلغاريتين، وأن يكون أمير بلغاريا حاكما عاما علي الروميللي الشرقية لمدة خمسة أعوام (*********)، واتخذت من مدينة فيليبه (Felipe City) (**********)، عاصمة للروميللي الشرقية (28)، وكان الاعتقاد أن هذه الوحدة تستمر، وربما تكون وحدة دائمية (29).
وبموجب المؤتمر المذكور تم إجراء بعض التعديلات البسيطة حول الحدود العثمانية –البلغارية، والتي بقيت علي هذه الحال حتي عام 1912 م؛ إذ بلغت مساحتها نحو 96.000 كيلومتر مربع، وعدد سكانها أكثر من ثلاثة ملايين نسمة؛ فكانت تعد أكبر منطقة في شبه الجزيرة البلقانية (30). وبعد مرور أشهر قليلة، قام مجموعة من المتآمرين المؤيدين للروس (***********)، ضد أمير بلغاريا ألكسندر باتنبرغ في الصباح الباكر، من يوم الحادي والعشرين من شهر آب عام 1886 م، بدخول القصر في العاصمة صوفيا، وتحت تهديد السلاح، أضطر الأمير بالتنازل عن العرش ومغادرة البلاد (31).
وبعد الانقلاب المفاجئ، الفت حكومة جديدة برئاسة كليمنت (Clement) المؤيدة إلي روسيا، ولكن بعد أيام قليلة سقطت بفعل ثورة جديدة، قادها أستيفان ستامبولوف، ألفت وزارة أخري مؤقتة برئاسته، لحين اختيار الأمير الجديد، وأول عمل لهذه الحكومة هو الدعوة لإعادة أميرهم المختطف، في اليوم التاسع والعشرين من شهر آب عام 1886 م، وفي اليوم الثالث من شهر أيلول من العام نفسه، تم إعادته للعرش وسط حماس شعبه، وكان بين المستقبلين قنصل روسيا، فظن الأمير أن هذا دليل علي رضا القيصر فأرسل له برقية جاء فيها "حيث أن روسيا أعطتني تاج العرش فأنا علي استعداد تام لإعادته لأصحابه".
فرد عليه القيصر بخشونة واعتبرت برقية الأمير تخاذلا، فأرغمه ستامبلوف والوطنيون البلغاريون علي التنازل عن الحكم (32). في اليوم التاسع من شهر أيلول، أعلن للشعب تنازله عن العرش وغادر البلاد للأبد (************) (33).
وقبل مغادرة الأمير ألكسندر قام بتعيين مجلس ثلاثي للوصاية علي العرش برئاسة ستامبلوف، لاختيار أمير البلاد (*************). فاجتمع المجلس، في اليوم الحادي والثلاثين من شهر تشرين الأول عام 1886 م، وتم اختيار الأمير فلاديمير (Prince Waldemar) من الدنمارك، في اليوم الحادي عشر من شهر تشرين الثاني من العام نفسه، إلا أنه بسبب ضغط الأسرة الحاكمة التي كان يضغط عليها القيصر، رفض العرش، وفي شهر تموز عام 1887 م، تم انتخاب الأمير فرديناند دي ساكس-كوبورغ-غوثا (Coburg Saxe-Coburg-Gotha Ferdinand De of) (1887-1908 م)، أبن الأميرة كليمنيتن (Clementine) ابنه الملك لويس فيليب (Louis Philippe). فقبل الأمير فرديناند العرش وهو أمير ألماني. وتولي حكم بلغاريا في اليوم الرابع عشر من شهر آب عام 1887 م (34)، وفي اليوم الثامن عشر من شهر آب من العام نفسه، زار مدينة فيليبوبوليس عاصمة الروميللي الشرقية، وشكل الوزارة الجديدة برئاسة ستامبولوف أشد أعداء روسيا (35). الذي "اشتهر بلقب بسمارك بلغاريا" (36).
لقد كان لأحداث بلغاريا بداية لما أصطلح علي تسميته ب "الأزمة البلغارية" التي استمرت من عام 1885 م حتى عام 1887 م، إلى أن توترت العلاقة بين روسيا ومملكة النمسا- المجر، والذي تعذر معه إستمرار عصبة الأباطرة الثلاثة (Three Emperors The League of the) (**************)؛ فتم عقد معاهدة بينهما، في اليوم الثامن عشر من شهر حزيران عام 1887 م، والتي نصت على "أن تلتزم كل منهما الحياد الودي تجاه الآخر عند قيام الحرب بين هذه الدولة ودولة ثالثة" (37).
لم يحصل الأمير الجديد علي إعتراف الدول الكبرى، وأستمر المحال كذلك لتسع سنوات وهو أمر كان يقلقه، لأنه لا يمنحه شرعية دولية، وكان السلطان عبد الحميد الثاني (Abdul Hamid II) (1876-1909 م) (***************) هو الوحيد الذي أعترف به، في عام 1888 م، وربما كان ذلك نكاية بروسيا؛ التي بقيت عقبة في وجه الأمير، وأنه أعتمد في سياسته الداخلية على ستامبولوف الذي كان من أشد معارضي روسيا في البلقان وفي بلغاريا بصورة خاصة، وكانت روسيا تدبر المؤامرات في الداخل البلغاري؛ وحين إغتيل وزير المالية، عام 1891 م، إعتبر رئيس الوزراء ستامبولوف هذا عملا روسيا له، وحصل من السلطان، على حق تأسيس أسقفية بلغارية في مقدونيا، وفي عام 1894 م، قبل الأمير أستقالة ستامبولوف، لأنه صار يعتبره عقبه في وجه العلاقات مع روسيا، وفي السنة الأخيرة كانت وفاة القيصر الروسي الذي خلفه نيقولا الثاني (II Nicholas) (1894-1917 م) (****************)، علي العرش، فأرسل الأمير وفدا للتعزية، وفي عام 1896 م، عادت العلاقات البلغاري-الروسية واعترفت الدول الكبرى بالأمير حاكما لبلغاريا بقسميها، وهذا كان اعترافا ضمنيا بالوحدة البلغارية (38).
إن التأريخ البلغاري خلال تلك السنوات السبع، كان يدور حول الرجلين، الأمير فرديناند دي ساكس ورئيس الوزراء ستامبولوف (39) ورغم كونه كاثوليكيا، فقد حكم ثلاثين عاما، وأعترف السلطان العثماني به في عام 1888 م. والذي منع روسيا من احتلال بلغاريا، هو تعهد بريطانيا العظمى ومملكة النمسا — المجر وإيطاليا في عام 1887 م، بحماية فرديناند دي ساكس والوقوف ضد روسيا (40).
الخاتمة:
نتيجة لإستمرار الثورة البلغارية ورد الفعل العثماني تجاهها، أخذت بعض الأوساط الأوروبية بتسميته بـــ(المذابح البلغارية)، شعرت روسيا بأنه قد آن الآوان لترجمة طموحاتها التوسعية على حساب الدولة العثمانية، فأستغلت فرصة إندلاع الحرب بين الدولة العثمانية وصربيا، وتعرض الأخيرة إلى سلسلة من الهزائم، فإعلنت روسيا الحرب من جهتها علي الدولة العثمانية عام 1877 م، بالتعاون مع الصرب والبلغار، وحققت مجموعة من الانتصارات وفرضت على العثمانيين معاهدة مذلة في سان ستيفانو، التي أذهلت بما حوته من مكاسب روسية وبلغارية بقية الدول الكبرى وكذلك الدول البلقانية. ولاسيما ما نصت عليه من إنشاء دولة بلغارية كبرى تمتد من نهر الدانوب حتى سواحل بحر أيجة جنوبا.
وتحث الضغط البريطاني وباقتراح ألماني جرت الدعوة لعقد مؤتمر في برلين لتلطيف مواد معاهدة سان ستيفانو، وبالفعل جرى عقد المؤتمر والدولة البلغارية اثني نصت عليها المعاهدة قسمت إلى ثلاثة أجزاء، أعيد منها القسم الأول إلى حضيرة الدولة العثمانية. وجعل القسم الشمالي منطقة ذات حكم ذاتي، أما المنطقة الثالثة وسميت بالروميللي الشرقية فجعلها المؤتمر منطقة تمتاز ببعض الامتيازات الإدارية الخاصة.
لم يقف البلغار عند هذا الحد، واضطروا للقبول بالعودة للسيادة العثمانية، لكنهم في الوقت نفسه ظلوا يعملون سرا وعلنا لنيل الاستقلال فاستولوا في عام 1885 م، على ولاية الروميللي الشرقية، واضطرت الدولة العثمانية تحت وطأة أعباءها المالية وثقل مشاكلها السياسية إلى الرضوخ والاعتراف بذلك الإجراء، مكتفية بإجراء نظري وهو أن يكون الأمير فرديناند أميرا على بلغاريا وواليا علي الروميللي.
كان لهذا الانتصار أثره في تعالي ثقة البلغار بأنفسهم وتخوف الصرب من تنامي قوة البلغار، فدخل الطرفان بصراع مسلح، وتمكن البلغار فيه من سحق القدرات الصربية خلال الحرب التي إندلعت بين الطرفين، الأمر الذي عزز من قدرات البلغار لدرجة دفعتهم للتصرف بإستقلالية تامة عن الحكومة المركزية، حتي تسنى لهم الإعلان بذلك رسميا عام 1908 م، مستغلين انشغال حكومة المركز باضطراب الأوضاع العامة على أثر قيام الاتحاديين بإنقلابهم، فأعلن البلغار إستقلالهم عن الدولة العثمانية.
الهوامش:
- عبد الوهاب الكيالي، موسوعة السياسة، ج 1، ط 4، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، (بيروت، 1999)، ص 556؛ مصطفى فاخوري، موسوعة المعرفة الأقطار والبلدان موسوعة جغرافية وتأريخية واقتصادية لدول العالم كافة، ط 2، دار المعرفة للطباعة والنشر، (بيروت، 2007)، ص 109. للمزيد من التفاصيل عن موقع بلغاريا ينظر؛
Maynard Owen Williams, Lafayette, the National Geographic Magazine, No.2, Wol. Lxii, National Geographic Society, (Washington, 1932), P.185.
- عبد الوهاب الكيالي، المصدر السابق. ص 556. للمزيد من التفاصيل حول حدود بلغاريا ينظر؛
Marguerite Z.A., Zora Alexieva, Nikolai Todorov, Lyubomir Dinev Nikolai Todorov Melnishki Lyuben M., Butgaria Historica - and Geographical Outline and Geographical , Sofia Press, (Sofia, 1968), PP.9-15.
- عبد الوهاب الكيالي، المصدر السابق، ص 556؛ محمد شفيق غربال، الموسوعة العربية الميسرة، مج 1، ط 2، دار الجيل الجمعية المصرية لنشر المعرفة والثقافة العالمية، (القاهرة، 2001)، ص 551.
- عبد الوهاب الكيالي، المصدر السابق، ص 556؛ أحمد عطية الله، القاموس السياسي، ط 3، دار النهضة العربية، (القاهرة، 1968)، ص 211.
- بكر محمد إبراهيم، موسوعة التأريخ الإسلامي الدولة العثمانية، مركز الراية للنشر والإعلام، (القاهرة، 2006)، ص ٢٧٧.
(*) الأمير ألكسندر باتنبرغ: أمير بلغاريا ولد عام 1857 م، وكان أميرا لإمارة هيس (Hesse) الألمانية. وكان ذو شخصية متحررة. وأدى اليمين الدستوري وسط حماس كبير، وبثقة الدول الأوربية وبخاصة روسيا التي رشحته للمنصب، إلا أنه ما لبث أن خرج عن طاعتها؛ ولكن لم يتم منحه الفرصة لعمل الكثير لبلاده توفي عام 1893 م.
J.A.R. Marriott, the Eastern Question An Historical Studi In European Diplomacy, Printed In Great Britain, Clarendon Press (oxford ,1958), P.311.
(**) ولاية الروميللي الشرقية: أطلق هذا الاسم على الروم إيلي - أي بلاد الرومان ((Rhomaens والتي تضم تراقيا ومقدونيا، "أي المنطقة التي تحد شمالا بالبلقان، وشرقا بالبحر الأسود والبوسفور، وجنوبا ببحر مرمرة (Sea of Marmara 1) وبحر إيجة (Aegean Sea) المعروف بالبحر الأبيض (Sea The Mediterranean)، تم بسلسلة جبال أوليمبپوس (Olympus Mountains)، وتحد غربا بجبال پندوس (Pindos) وبارنوس (Barnos) وشارداغ (شارپلانينا) (Gaplanina Hardag)، وهي المنطقة التي تضم الممتلكات السابقة لتراقيا وبلغاريا ومقدونيا والصرب وألبانيا"، وأحتل البلغار الروميللي الشرقية في عام 1885 م. أحمد الشنتناوي، إبراهيم زكي خورشيد، دائرة المعارف الإسلامية، أصدرها بالألمانية والإنجليزية والفرنسية وأعتمد في الترجمة العربية علي الأصلين الإنجليزي والفرنسي، مراجعة محمد مهدي علام، مج 10، (د.م، د.ت)، ص ص 254-256.
- تشارلز ييلافتش وبربارا ييلافيتش، تفكيك أوربا العثمانية (إنشاء دول البلقان القومية) 1804-1920، ترجمة عاصم الدسوقي، ط 1، دار الثالث للنشر، (القاهرة، 2007)، ص 185.
- المصدر نفسه، ص 185؛ محمد سهيل طقوش، تأريخ العثمانيين من قيام الدولة إلى الانقلاب علي الخلافة، ط 2، دار النفائس للطباعة والنشر والتوزيع، (بيروت، 2008)، ص 451؛ شاكر أفندي الحنبلي، تلخيص التأريخ العثماني، ط 1، المكتبة الهاشمية، (دمشق، د.ت)، ص 145.
(***) ألكسندر الثالث؛ ولد هذا القيصر في عام 1845 م، وكان يمتاز بسياسته الرجعية وقضى علي حرية الرأي؛ وشجع علي الاضطهاد، وتحويل الأقليات إلى روس بالقوة. توفي في عام 1894 م، وخلفه في الحكم أبنه نيقولا الثاني (Nicholas II) (1894-1917 م). محمد شفيق غربال، المصدر السابق، مج 1، ص 284.
- تشارلز ييلافيتش وبربارا ييلافيتش، المصدر السابق، ص 186؛ محمد محمد صالح، ياسين عبد الكريم، نوري السامرائي، الدول الكبرى بين الحربين العالميتين 1914-1945، (بغداد، 1984)، ص 20؛
Dirk Jesse's, : Serbien; Serbische Sprache and Litteratur , Die Retro-Bibliothek , No. l, Vol. 3, (Berlin, 2001), S. 2; J.A.R. Marriott, Op. Cit., P. 313; William Miller, the Ottoman Empire and Its Saccessors 1801-1927, Frank Cass & Co. LTD., (London, 1966), PP. 222-223; L.S. Stavrianos,| The Eastern Question An Historical Studi in European Diplomacy ,printed in Great Britain ,Clarendon press ,(Oxford, 1958) , P. 431.
- سيف الله آوبا حي، السلطان عبد الحميد الثاني مشاريعه الإصلاحية وإنجازاته الحضارية، ترجمة عبير سليمان، مراجعة ياوز آجار، ط 1، دار النيل للطباعة والنشر، (القاهرة، 2011)، ص 94؛ أ. ج. جرانت وهارولد تمبرلي، أوربا في القرنين التاسع عشر والعشرين 1789-1950.
ترجمة محمد علي أبو درة، لويس أسكندر، مراجعة أحمد عزت عبدالكريم، ج 4، ط 6، مطابع سجل العرب، (القاهرة، 1967)، ص 28؛
Will S. Monroe, Bulgaria and Her People, First Edition, the Page Company, (Boston, United states of America, 1914), PP. 74-75, 81.
- تشارلز بيلافيتش وبربارا بيلافيتش. المصدر السابق. ص 187:
(****) ستيفان ستامبولوف: ولد في اليوم الحادي والثلاثين من شهر كانون الثاني عام 1854م. وأرتاد المدرسة الابتدائية حتى بلغ الرابعة عشرة من عمره. وبعد فتح المدرسة التجارية في ترنوفو. استأنف دراسته فيها. وفي شهر حزيران عام 1870م. حصل على منحة دراسية للدراسة في أوديسا (Odessa)، التي أسست من قبل ألكسندر الثاني (Alexander II) (1855-1881م) قيصر روسيا. وفي شهر آب عام 1874م، مثل بلدته في المؤتمر الثوري العام الذي عقد في بوخارست: كما خدم مع القوات البلغارية غير النظامية في الحرب الروسية-العثمانية عامي (1877-1878). تميز بشجاعة نادرة وسرعة بديهة. إذ تمكن من إعادة الأمير ألكسندر إلى عرشه بعد المؤامرة الشهيرة، في اليوم الحادي والعشرين من شهر آب عام 1886م. وفي مساء اليوم الخامس من شهر تموز عام 1895م، تم مهاجمة وتمزيق ستامبولوف بوحشية؛ توفي على أثرها بعد ثلاثة أيام، في اليوم الثامن من شهر تموز من العام نفسه.
Will S. Monroe, Op. Cit, PP. 74-75;
أ. ج. جرانت وهارولد تمبرلي. المصدر السابق، ج4، ص 28.
(*****) العاصمة ترنوفو: وهي المدينة الواقعة في صوفيا، والتي تبعد عنها مدينة أيلينا (Elena City). حوالي (40) كم في أعالي جبال البلقان. أستولى عليها العثمانيون في عام 1393م.
McLean, George et al, Religion in public life: Religion, morality and communication between peoples, (CRVP, 2005), P. 184.
- أرشيف رئاسة الوزراء أستانبول، تصنيف Y.A.Hus، رقم الملف 194-1، كتاب دائرة الأمور الخارجية، رقم الوثيقة 18، 24. 2. 1303ه.
Will S. Monroe, Op. Cit., P.55; William Miller, Op. Cit., P.223; L.S.Stavrianos, Op. Cit., P.431
أ. ج. جرانت وهارولد تمبرلي، المصدر السابق، ج4، ص 28.
- تشارلز ييلافيتش وبربارا ييلافيتش، المصدر السابق، ص 187:
- تشارلز ييلافيتش وبربارا ييلافيتش، المصدر السابق، ص 187:
(******) اللورد سالزبوري، رجل دولة وسياسي بريطاني، ولد في مدينة هاتفيلد (Hatfield City). عام 1830م، تقلد مناصب عديدة مهمة إذ أصبح عضوا برلمانيا عن حزب المحافظين في عام 1853م، ثم وزيرا لشؤون الهند عام 1866م، ووزيرا للخارجية البريطانية عام 1878م، إذ مثل بلاده في مؤتمر برلين. وترأس حزب المحافظين في عام 1881م. وكان محافظا من المدرسة القديمة، وقضى طيلة حياته يخشى من الديمقراطية المتصاعدة، وصل إلى رئاسة الحكومة البريطانية عام 1885م، بعد أن ترأس حزب المحافظين لثلاث مرات. وخلال المدة تولى الوزارة البريطانية (1885-1886م) و (1886-1892م) و (1895-1902م). توفى في عام 1903م. آلان بالمر، موسوعة التأريخ الحديث 1789-1945، ترجمة سوسن فيصل السامر، يوسف محمد امين، مراجعة محمد مظفر الأدهمي، ج2، ط1، دار المأمون للترجمة والنشر، مطابع دار الحرية للطباعة، (بغداد، 1992)، ص ص 255-256.
The New Encyclopaedia Britannica, Vol.19, Edition 15, (U.5.A, 2010), P.88.
- تشارلز ييلافيتش وبربارا ييلافيتش، المصدر السابق، ص 187؛ أ. ج. جرانت وهارولد تمبرلي، المصدر السابق، ج4، ص 29.
- تشارلز ييلافيتش وبربارا ييلافيتش، المصدر السابق، ص 187.
- أرشيف رئاسة الوزراء أستانبول، تصنيف Y.A.HUS، رقم الملف 444، كتاب دائرة الأمور الخارجية، رقم الوثيقة 82، 2. 1320. 27ه؛
J.R. Western, the End of European Primacy Blandford Press, (London, 1965), PP.131-132.
- محمد سهيل طقوش، المصدر السابق، ص 452؛ انس إبراهيم العبيدي، المصدر السابق، ص 74: حسين حماد عبد رجب الدليمي، العلاقات السياسية البريطانية – الألمانية 1880-1914م. أطروحة دكتوراه غير منشورة. كلية الآداب، (جامعة الأنبار، 2012)، ص 69.
- تشارلز ييلافيتش وبربارا ييلافيتش، المصدر السابق، ص 187.
- A. J. Grant and Harold Temperley, Europe In the Nineteenth Century (1789-1914), Longmans, Green and Co. (London, 1929), PP.386-387
أ. ج. جرانت وهارولد تمبرلي، المصدر السابق، ج4، ص 29.
(*******) هكذا وردت في مصدرين.
- J. A. R .Marriott, Op. Cit., P.316;
ه أ.ل. فشر. تأريخ أوربا في العصر الحديث (1789-1950)، تعريب أحمد نجيب هاشم، وديع الضبع، ط9. مطابع دار المعارف، (القاهرة، 1993)، ص 392؛ عماد حمد صالح عبد الحليم الجبوري، موقف بريطانيا من أنقلاب الاتحاديين في الدولة العثمانية 8. 19. 1909، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية الآداب. (جامعة بغداد، 2006)، ص 129.
- J. A. R . Marriott, Op. Cit., P.31;
عبد الرزاق عيسى، عبير حسن، المسألة الشرقية، ج1، ط1، العربي للنشر والتوزيع، (القاهرة، 2001)، ص 343.
(********) مدينة نيش: مدينة في الجزء الغربي من يوغسلافيا السابقة، حكمها العثمانيين من عام 1386-1878م)، ومركز هام للسكك الحديدية. محمد شفيق غربال، المصدر السابق، مج 4، ص 2503.
- Nevill Forbes and Arnold J. Toynbee and D .Mitrany and D. G. Hogarth, the Balkans A history of Bulgaria Serbia Greece Rumania, Turkey, At the Oxford University Press, (England, 1915), P. 59;
26- أرشيف رئاسة الوزراء أستانبول، تصنيف IMIZO (40)، رقم الملف 9، كتاب دائرة همايون خصوصيات، رقم الوثيقة 21، 416، 4 . 1302ه؛ د.ك.م.ب. ملفات الشؤون البريطانية السجل الخامس، رقم الملف 697، مؤتمر السلام لسنة 1880-1886، ص 5: محمد سهيل طقوش. المصدر السابق، ص 453؛ عبد العزيز محمد الشناوي، الدولة العثمانية دولة إسلامية مفترى عليها، ج4، مكتبة الأنجلو المصرية، (القاهرة، 2005). ص ص 165-166.
27- أرشيف رئاسة الوزراء أستانبول، تصنيف A.M.T.D (104)، رقم الملف 90، كتاب دائرة حربية الأركان العامة، رقم الوثيقة 35، 12. 24 1310ه؛ حسن زغير حزيم، سياسة التحالفات الأوربية وأثرها في العلاقات السياسية الأوربية (1879-1908) دراسة تأريخية في الدبلوماسية الأوربية، أطروحة دكتوراه غير منشورة، كلية الآداب، (جامعة بغداد، 2008)، ص 118.
(*********) لقد أشار السلطان عبد الحميد الثاني في ينظر: مذكراته إلى قضية فقدان الروميللي الشرقية، بقوله: "أن كثيرا من الناس يدعون بأني قد ضعفت وجبنت في مسألة الروميللي الشرقية، ولا يخفى أن معنى الضعف هو عدم الاستفادة من القوة الموجودة. فأية قوة كانت لدى وقتئذ ولم استعملها في مرافعة حق الحاكمية في الروميللي الشرقية يا ترى؟ وأعتقد أن من يقول ذلك هو غير منصف". ينظر: مذكرات السلطان عبد الحميد الثاني، ترجمة محمد علي عبد الله. مطبعة دار السلام، (بغداد، 1345ه-1926م)، ص ص 34-35.
(**********) مدينة فيليبة: "وهي مدينة يونانية مرتفعة، تشرف على السهل الساحلي وخليج كافالا Kavala Bay" علي حسون، العثمانيون والبلقان، ط 2، المكتب الإسلامي، (بيروت – دمشق، 1986)، ص 229.
28-
جون باتريك كينروس، القرون العثمانية قيام وسقوط الإمبراطورية التركية، ترجمة ناهد إبراهيم دسوقي، منشاة المعارف، (الإسكندرية، 2003)، ص 606؛ حسن زغير حزيم، المصدر السابق، ص 118؛ عبد العزيز محمد الشناوي، المصدر السابق، ص ص 166-167.
29- تشارلز ييلافيتش وبربارا ييلافيتش، المصدر السابق، ص 188.
30- M. Fatih Ertürk, A.G.E., S.27.
(***********) وكان يقود المتآمرين ضد الأمير ألكسندر كليمنت (Clement)، المطران المخادع من الكنيسة الأرثوذكسية، وينديريوف (Bendereff)، القائم بأعمال وزير الحرب، وغروييف (Grueff)، رئيس الأكاديمية العسكرية. ينظر:
31- Will S. Monroe, Op. Cit.,P.56; Ibid, P.56
وداد عرقي، خاطرات سلطان عبد الحميد خان ثاني، جهانه كتابخانه سى، "جهان" برادرلر مطبعه سى، (أستانبول، 1338-1340ه/ 1919-1921م)، ص 56.
32- أ. ج. جرانت وهارولد تمبرلي، المصدر السابق، ج4، ص 30؛ تشارلز ييلافيتش وبربارا ييلافيتش، المصدر السابق، ص ص 188-189.
(************) وتوفي ألكسندر باتنبرغ (بطل سليفينيتزا) عام 1893م، في مملكة النمسا – المجر عن عمر يناهز السابعة والثلاثين عاما. ينظر:
Nevill Forbes and Others, Op. Cit., P.60; Will S. Monroe, Op. Cit., P.59.
33- J.A.R. Marriott, Op. Cit., P.318; Nevill Forbes and Others, Op. Cit., P.59; L.S. Stavrianos, Op. Cit., P.434.
(*************) تألف المجلس المعلن من ستامبولوف، كارفيلوف، ونيكفورفوف (Nikeforoff)، وأرسل إليهم القيصر ألكسندر الثالث الجنرال نيكولاس كولباس (Nicholas Kaulbars) كمستشار (ومن المعروف عنه انه بذل جهده لأثاره البلاد ضد الأوصياء على العرش لكنه فشل في ذلك). ينظر:
J.A.R. Marriott, Op. Cit., P. 318;
عبد الرازق عيسى وآخرون، المصدر السابق، ص ص 348-349.
34- J.A.R .Marriott, Op. Cit., P.319; Nevill Forbes and Others, Op. Cit., P.61;
خضر خضر، تطور العلاقات الدولية من الثورة الفرنسية وحتى بداية الحرب العالمية الأولى (1789-1914)، المؤسسة الحديثة للكتاب، (طرابلس-لبنان 1998)، ص 293؛ جون باتريك كينروس، المصدر السابق، ص 606؛ أ.ج. جرانت وهارولد تمبرلي، المصدر السابق، ج4، ص 30.
35- عبد الرازق عيسى وآخرون، المصدر السابق، ص 351.
36- جون باتريك كينروس، المصدر السابق، ص 607.
(**************) عصية الأباطرة الثلاثة: تحالف أوربي تألف من إمبراطور ألمانيا وليم الأول (William I) (1871-1888م). وقيصر روسيا ألكسندر الثاني (Alexander II)، وإمبراطور النمسا فرانسوا جوزيف (Empire Francoise Joseph) (1867-1916م). في عام 1872م. وكان يهدف إلى المحافظة على الأوضاع السياسية القائمة في الإمبراطوريات الثلاث المذكورة. و"مقاومة الحركات والأفكار الثورية والانقلابات المتوقعة". وتعرض الحلف للانهيار بعد عقد مؤتمر برلين عام 1878م، على أثر اندلاع الحرب الروسية-العثمانية عامي (1877-1878م). عبدالوهاب عباس القيسي، عبد الجبار عطيوي جاسم، طارق نافع الحمداني، تأريخ العالم الحديث 1914-1945، ط1، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي. (بغداد، 1983)، ص ص 8-9. للمزيد من التفاصيل عن هذه العصبة ينظر: أ. ج. جرانت وهارولد تمبرلي، المصدر السابق، ج4، ص 60؛ تشارلز ييلافيتش وبربارا ييلافيتش، المصدر السابق، ص 167.
(***************) السلطان عبد الحميد الثاني: ولد في اليوم الحادي والعشرين من شهر أيلول عام 1842م. وهو ابن السلطان عبد المجيد الأول (Abdul Majid I) (1839-1861م). وهو أعظم سلاطين الدولة العثمانية في العصور المتأخرة؛ فقد حكم لمدة ثلاثة وثلاثين عاما. عمل على تطوير الجيش "وأنشأ المصانع وفتح المدارس والجامعات والمعاهد العسكرية، ونشط التجارة والصناعة والزراعة". منح البلاد دستورا عام 1876م، ولكن سرعان ما تم إيقاف العمل به عام 1878م، تآمرت جمعية الاتحاد والترقي على خلعه – وكان لليهود دورا في مؤامرة إقصائه عام 1909م – توفي في اليوم العاشر من شهر شباط عام 1918م، ودفن إلى جانب عمه السلطان عبد العزيز في إسطنبول. علي حسون، المصدر السابق، ص 241. للمزيد من التفاصيل عن هذا السلطان ينظر: سليمان جوقه باش. السلطان عبد الحميد الثاني شخصيته وسياسته، ترجمة عبد الله احمد إبراهيم، المركز القومي للترجمة، (القاهرة، 2008)؛ ص ص 55-75؛ موفق بن المرجة، صحوة الرجل المريض أو السلطان عبد الحميد الثاني والخلافة الإسلامية، مؤسسة صقر الخليج للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان، مطابع دار الكويت للصحافة "الأنباء" (الكويت، 1984)، ص 53.
(37) هاشم صالح مهدي التكريتي، روسيا 1700-1914 (بغداد، د.ت) ص ص 139-140.
(****************) نيقولا الثاني (Nicholas II): آخر القياصرة الروس، وابن القيصر ألكسندر الثالث (1881-1894م) وخلفه. ولد في عام 1868م، ونسل إليه البدء بالدعوة لعقد مؤتمر لاهاي الأول للسلام في عام 1899م. إلا أنه أعلن مواصلة سياسة والده الرجعية. وشهد حكمه هزيمة القوات الروسية في حربها مع اليابان عامي (1904-1905م). كما ساد البلاد إضراب عام في شهر تشرين الأول عام 1905م، مما أضطر على إصدار إعلان يعد فيه بمنح شعبه دستورا وبكفالة الحريات المدنية: إلا أن التذمر والقمع استمرا يسودان البلاد حتى نشوب الحرب العالمية الأولى. إذ التف حوله الشعب لمدة قصيرة لقيادة الجيش في الحرب عام 1915م، إلا أن توالي الهزائم وازدياد التذمر. فسئمت البلاد الجيش الحرب، مما أضطره إلى التنازل عن العرش في شهر آذار عام 1917م؛ وسجن حيث "لقى حتفه هو وزوجته وأولاده في أكاتر ينبورج، وأحرقت جثتهم". في ليلة السادس عشر من شهر تموز عام 1918م. محمد شفيق غربال، المصدر السابق، مج 4، ص ص 2472-2473.
38- أ. ج. جرانت وهارولد تمبرلي، المصدر السابق، ج4، ص 30؛ تشارلز ييلافيتش وبربارا ييلافيتش، المصدر السابق، ص ص 188-190.
39- L.S .Starrianos, Op. Cit., P.435.
40- علي سلطان، تأريخ الدولة العثمانية، منشورات مكتبة طرابلس العلمية العالمية، (بيروت، 1996)، ص ص 333-334.
© 2016 دار المنظومة. جميع الحقوق محفوظة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق