الثلاثاء، 26 يناير 2021

أفاق تطوير المناهج التعليمية والتربوية في ظل الإصلاحات الجديدة: الجزائر أنموذجا

 

أفاق تطوير المناهج التعليمية والتربوية في ظل الإصلاحات الجديدة: الجزائر أنموذجا

 

بوزياني عائشة[1]

 

ملخص:

تدور إشكالية بحثنا حول الفلسفات التربوية وأهدافها التي تعتبر مجردات ما لم تجد طريقا لها إلى المناهج التعليمية التي تساهم في جعلها أداة ملموسة وذلك لأن المناهج الحديثة تجسد وتترجم الفكر التربوي الاجتماعي إلى واقع تعليمي معين وهذا من خلال المفهوم الواضح لمعنى التربية والتعليم وخططهما واتجاهاتهما في كل مجتمع وتطويرهما يعني تطوير أشياء عديدة حسب ما يراه المخططون، والتطوير لهذه المناهج يعني إعادة النظر في جميع عناصر ومكونات المنهج انطلاقا من الأهداف هداف ووصولا إلى التقويم مع مراعاة جميع العوامل المؤثرة فيه والمتأثرة به. إن المناهج التعليمية الراهنة لابد لها من إعادة نظر وذلك لأنها لم تعد تستوعب التغيرات الحالية والمستقبلية التي تفرضها طبيعة تحديات العصر محليا وإقليميا ودوليا، لهذا أصبح من الضروري تغيير ما يجب تغييره وهذا التغيير يكون جذريا ولتحقيق ما هو إيجابي من أجل مواجهة كل التحديات مع العلم أنه كلما طورت المناهج لتواكب تطورات العصر وجدت نفسها متخلفة أمام ذلك التغيير الذي كان بدوره قد قطع شوطا آخر إلى الأمام، لتجد المناهج نفسها محتاجة إلى تغيير آخر وهكذا دواليك، إذن التغيير هنا و التطوير لا يتوقف، ومن أجل هذا كله قمنا بإعداد هذا البحث الذي حاولنا من خلاله العمل على إيجاد بعض الحلول للمشكلات التي تواجه عملية تسطير الأهداف و البرامج التربوية خاصة في ظل الإصلاحات التربوية الجديدة مع ضرورة إيجاد البديل لكل التغيرات الحاصلة، والعمل على مساعدة الدراسات التربوية الحديثة خاصة الدراسات الأكاديمية وذلك من أجل السعي قدما لتحسين وترقية مستوى التعليم في كامل المراحل التعليمية. وتسهيل مهمة المربين والمعلمين والتربويين وذلك بتوضيح الغموض فيما يخص المناهج المتبعة في التربية والتعليم لتسهيل فهم المخططات الدراسية التي هي في حيز التطبيق في الحياة المدرسية.

الكلمات المفتاحية: المناهج التربوية، المناهج التعليمية، الإصلاحات الجديدة، التطوير. في حيز التطبيق في الحياة المدرسية.

Prospects for Developing Educational and Pedagogical Curricula in Light of the New Reforms: Algeria as Model

 

Bouziani aicha

 

Abstract:

The problem of our research revolves around pedagogical philosophies and their goals, which are essential unless they find a path to educational curricula that contribute to making them a tangible tool, because modern approaches embody and translate social educational thought into a specific educational reality, and this was done through the clear concept of the meaning of education and its plans and attitudes in every society and their development is aware of the development many things, according to the planners see, and the development of these curricula means reconsidering all the components and components of the curriculum from the goals to the evaluation, taking into account all the factors affecting it and affected by it. The current educational curricula have to be reconsidered because they no longer absorb current and future changes imposed by the nature of the challenges of the times locally, regionally changed in order to achieve what is positive, in order to face all challenges, knowing that whenever it evolved to keep pace with the developments of the age, it found itself lagging behind in front of that change, which in turn had gone another way forward to find the same curricula needing another change, and so forth, and here the change does not stop, and for this all we tried to work to find some solutions to the problems facing the process of underlining the goals and special educational programs in light of the new educational reforms with the need to find an alternative to all the changes that occur, and work to help modern educational Studies, especially the academy, in order to strive  to improve the level of education at all levels. Also to facilitate the task of educators, teachers by clarifying the ambiguities related to the curricula used in the flagpole the understanding of the school plans that come into effect in the school life.

Keywords: educational curricula, studies programs, new reforms, development.

مقدمة:

تُعد المناهج التعليمية إحدى أدوات المجتمع في تربية أبنائه تربية هادفة مقصودة، كما أنها من أهم أدوات غرس المواطنة لدى الأبناء لذلك فهي تحتاج للمراجعة المستمرة للتعرف على مدى كفايتها في تأدية رسالتها في ظل التطورات العالمية المتلاحقة على كافة المستويات العلمية والتكنولوجية والفكرية الأمر الذي يعني ضرورة التعامل مع تلك التطورات وإعداد الأبناء لها ليتلاءموا مع متطلبات العصر الذي يعيشون فيه، ومن ثم فإن تطوير تلك المناهج وفق المعايير والمقاييس التربوية العالمية يعد البداية الحقيقية لإعداد الجيل الحالي للتعامل مع معطيات العصر ومتغيراته، وإذا كان المنهج ظاهرة اجتماعية ومحصلة لما قد يعتري المجتمع من تغيرات فإن جودته أو معيار صلاحيته رهن بقدرته على الاستجابة لتلك التغيرات، الأمر الذي يجعله قادرا على تحقيق النفع الاجتماعي وهو يصلح لتحقيق ذلك إذا كان في محتوى المادة الدراسية وطرائق التدريس وتكنولوجيا التعليم ومختلف الأنشطة أدوات ذات فعالية في المواقف التعليمية، وليس معنى الاستجابة هنا أن تجرى تعديلات بالإضافة أو الحذف على المحتوى من المادة الدراسية أو تغيير في طرائق التدريس أو غيرها من جوانب المنهج ولكن المقصود بالاستجابة هو بناء تلك المناهج في ضوء مستويات معيارية قومية وعالمية.

تعد المناهج الدراسية أحد المحاور الأساسية للعملية التربوية والتعليمية والمناهج الجيدة هي التي تتصف بجودة الأهداف وتعمل مكوناتها الأخرى على تحقيقها، والتأكد من بلوغها حسب نوع الأهداف وتصنيفها إلى معارف ومهارات وقيم واتجاهات وحسب مستوياتها من المعارف الإدراكية الأولية إلى المستويات المعرفية العليا والمعقدة ومن المهارات البسيطة إلى المركبة ومن القيم والاتجاهات الانطباعية المتغيرة إلى الاتصاف بنظام ثابت ومتكامل من القيم وأنماط السلوك المتسقة مع بعضها البعض، وسنتطرق في بحثنا المقدم للعناصر التالية:

المبحث الأول: يدور حول مفاهيم وأنواع المناهج التعليمية والتربوية.

المبحث الثاني: يتطرق لأهم التطورات التي مرت عبرها المناهج التعليمية التربوية عبر العالم عامة ثم في الجزائر خاصة وهذا قديما، أما حديثا فيكون في ظل الإصلاحات الجديدة.

المبحث الثالث: تعرضنا فيه للأهداف المنتظرة من نتائج تطوير المناهج التعليمية والتربوية قبل الإصلاحات.

المبحث الرابع: مدى تحقيق هذه النتائج الأهداف المستقبلية في ظل الإصلاحات الجديدة.

المبحث الخامس: تمثل في المقارنة بين نتائج تطوير المناهج التعليمية والتربوية قديما قبل الإصلاح وحديثا بعد الإصلاح.

ولدراسة هذه المباحث نتطرق لطرح مجموعة التساؤلات وهي كالاتي:

  1. ما مفهوم المناهج التعليمية والتربوية قديما وحديثا؟ وما هي أنواعها؟
  2. كيف تطورت هذه المناهج عبر العالم وفي الجزائر خاصة في ظل الإصلاحات الجديدة؟
  3. ما كان منتظر من هذه النتائج قبل الإصلاح؟ وهل حققت هذه النتائج الأهداف المستقبلية في ظل الإصلاحات؟
  4. ما هو الفرق بين نتائج هذه المناهج قبل الإصلاح وبعده أي قديما وحديثا؟

المبحث الأول: مفاهيم وأنواع المناهج التعليمية والتربوية

1- مفاهيم حول المناهج التعليمية والتربوية.

- لغة: نهج نهجا، وأوضحه، ونهج الطريق أي سلكه. والمنهج والمنهاج جمعها مناهج ويعني الطريق الواضح، ونقول منهج أو مناهج التدريس (لويس معلوف، 1966، ص841).

- التعريف الاصطلاحي للمنهج: هو مجموعة الخبرات المرتبة التي تهيئها المدرسة للتلاميذ داخلها أو خارجها قصد مساعدتهم على النمو الشامل بحيث يؤدي ذلك إلى تعديل السلوك والعمل على تحقيق الأهداف. (حسن بشير المحمود، 1999، ص11)

- التعريف الإجرائي للمنهج: هو برنامج من الأنشطة مخطط بطريقة تجعل التلاميذ يحققون بقدر إمكانياتهم واستعداداتهم أهدافا معلومة ومحددة.

- المفهوم التقليدي للمناهج التعليمية: هو مجموعة من المعلومات والحقائق والمفاهيم التي تعمل المدرسة على إكسابها للتلاميذ، بهدف إعدادهم للحياة وتنمية قدراتهم عن طريق الإلمام بخبرات الآخرين والاستفادة منها وهذه المعلومات والحقائق والمفاهيم تقدم للتلاميذ من مجالات مختلفة، علمية ورياضية، لغوية، جغرافية، تاريخية، فلسفية، دينية وفنية. (حلمي أحمد الوكيل، 1999، ص6) هو مجموعة نظامية محدودة من الدروس الأكاديمية (حقائق ومعارف)، مطلوب إيصالها إلى أذهان المتعلمين، هدفها الاهتمام بالجانب العقلي وبالذات عملية الحفظ والتذكر فقط، وهي طريقته تقتصر على نقل المعلومات من المعلم إلى المتعلم بواسطة الإلقاء والتلقين دون أي فاعلية ايجابية من المتعلم، ومحتواه مجموعة من الكتب والمقررات الممتلئة بالحقائق والمعارف النظرية، دون اهتمام يذكر للأنشطة الصفية واللاصفية. (حسن جعفر الخليفة، 2005، ص298) كذلك عملية التقويم فإنها تهدف إلى معرفة ما تم حفظه من المعلومات عن طريق الاختبارات الفصلية والنهائية. (حسن جعفر الخليفة، 2005، ص298)

- المفهوم الحديث للمناهج التعليمية: هي مجموعة الخبرات التربوية، الاجتماعية، الثقافية، الرياضية والفنية التي تخططها المدرسة، وتهيؤها لتلاميذها، ليقوموا بتعلمها داخل المدرسة أو خارجها بهدف إكسابهم أنماطا من السلوك أو تعديل أو تغيير أنماط أخرى من السلوك نحو

الاتجاه المرغوب فيه من خلال ممارستهم لجميع الأنشطة اللازمة والمصاحبة لتعلم تلك الخبرات، بما يساعدهم في إتمام نموهم. (عبد الرحمان عبد السلام، 2002، ص14)

- المفهوم التقليدي للمنهاج التربوي: لقد أعطانا كل من توفيق أحمد مرعي ومحمد محمود الحيلة مجموعة من التعاريف للمنهج بمفهومه التقليدي تتلخص فيما يلي:

- المنهج هو كل تنظيم معين لمفردات دراسية مثل: مناهج الإعداد للجامعة ومناهج الإعداد للحياة أو للعمل.

- المنهج هو كل المفردات التي تقدم في مجال دراسي واحد مثل: منهاج اللغة العربية، منهاج العلوم ومنهاج الرياضيات.

- هو المادة الدراسية التي تتناول أكبر قدر من المعرفة والمعلومات والحقائق.

- هو عملية نقل المعلم للمعلومات التي يحتويها المنهاج إلى الطلاب لغرض إعدادهم للامتحانات.

- هو كل ما تقرره المدرسة وتراه ضروريا للتلميذ بغض النظر عن احتياجاته وقدراته وميوله بعيدا عن الوسط الاجتماعي والحياة التي تنتظره، وعلى الطالب أن يحفظ المقررات بشتى الوسائل المتاحة للمتعلم. (توفيق أحمد مرعي، محمد محمود حلية، 2004، ص 22)

من خلال هذه التعاريف للمنهاج بمفهومه التقليدي يمكن أن نعرف المنهاج حسب المدرسة التقليدية وحسب وجهة نظر التربويين التقليدين على أن المنهاج التربوي هو عبارة عن: مجموعة المعلومات والحقائق والمفاهيم التي تعمل المدرسة على إكسابها للتلاميذ، بهدف إعدادهم للحياة وتنمية قدراتهم عن طريق الإلمام بخبرات الآخرين والاستفادة منها. (توفيق أحمد مرعي، محمد محمود حلية، 2004، ص 22)

- المفهوم الحديث للمنهاج التربوي:

يعرف اللقاني المنهاج التربوي على أنه: (جميع الخبرات أو النشاطات أو الممارسات. المخططة التي توفرها المدرسة لمساعدة الطلبة على تحقيق النتائج التعليمية المنشودة إلى أفضل ما تستطيعه قدراتهم. (أحمد حسين اللقاني، 1995، ص4)

ويعرفه الخوالدة بأنه: مجموعة من المعلومات والحقائق والمفاهيم والمبادئ والقيم والنظريات التي تقدم إلى المتعلم في مرحلة تعليمية بعينها، وتحت إشراف المدرسة الرسمية وإدارتها، إلا أن المنهاج التربوي في الواقع قد يتجاوز هذا التعريف ويصبح: "مجموعة منظمة من النوايا التربوية الرسمية أو التدريسية أوكليهما معا. (محمد محمود الخوالدة، 2004، ص 18).

2-أنواع المناهج التعليمية والتربوية:

-اتخذ تنظيم المنهاج أشكالا متعددة أشهرها:

- منهج المواد الدراسية the subject curriculums: وفيه كل من (منهج المواد المنفصلة، منهج المواد المترابطة، منهج المجالات الواسعة)

- منهج النشاط the activité curriculums (محمد صلاح الدين مجاور، 1977، ص 19)

-المنهج المحوري the core curriculum

- منهج الوحدات الدراسية the unités curriculums.

أ-منهج المواد الدراسية: يعتبر منهج المواد الدراسية من أقدم المناهج وأكثرها انتشارا وقد نظمت فيه الخبرات التربوية على شكل مواد دراسية منفصلة مثل: الجبر، الهندسة، الكيمياء، الفيزياء، الجغرافيا، التاريخ، الفلسفة، ونجد أحيانا فصلا بين المادة الواحدة مثلا: مادة الرياضيات التي قسمت إلى جبر، هندسة، تحليل، ومن خصائص هذا المنهج ما يلي:

-الفصل بين المواد الدراسية.

- تنظيم المعارف في كل مادة تنظيما منطقيا.

- يخطط منهج المادة تخطيطا تفصيليا قبل تنفيذه.

- اقتصار التقويم على الجانب التحصيلي.

- دور المعلم تلقين المعلومات.

ب- منهج النشاط: جاء منهج النشاط انعكاسا للفلسفة التربوية التقدمية، كما كان منهج المواد الدراسية المنفصلة انعكاس الفلسفة التربوية التقليدية، ولما تعرضت هذه الأخيرة لانتقادات شديدة حاول أصحاب التربية التقدمية إيجاد البديل المتمثل في "منهج النشاط".

إن المقصود بالنشاط هنا هو نشاط المتعلم ومستوى دافعيته وذلك من خلال تفاعل المتعلم مع ما هو متوفر من الخبرات، إذ أن المتعلم في تلك المواقف (يفكر، يلمس، يلاحظ، يقرأ، يبحث، يقارن، يسجل، يجرب، ويصل إلى النتائج)، وتعتبر خبرته السابقة رصيدا يستند إليه في معالجة المواقف الراهنة. (محمد صلاح الدين مجاور، 1977، ص 19-20)

أي أن النشاط هو معايشة للموقف التعليمي والإحساس به من خلال إشباع ميل أو حاجة أو حل مشكلة أو إجابة عن سؤال يسبب حالة عدم ارتياح أو عدم اتزان، ومن أبرز إيجابيات هذا المنهج أنه: يوفر الدافعية الذاتية للمتعلم باعتبار أن النشاطات في هذا المنهج قائمة على اهتمامات وميول التلاميذ وليست من أجل النجاح في الامتحان فسحب.

- يراعي الفروق الفردية بين التلاميذ أي أن التلميذ له الحرية في الاندماج داخل أي مجموعة يتناسب نشاطها مع ميوله واهتماماته، أو أن يقوم بمشروع أو نشاط خاص به.

- يكتسب التلاميذ مهارات وعمليات حل المشكلات التي يحتاجون إلى استخدامها بفاعلية داخل المدرسة وخارجها.

- يحقق وحدة المعرفة وتكاملها لأنها تنمو في إطارها الفعلي والحقيقي دون أن تجزأ بين المواد

الدراسية ضمن حدود فاصلة مثلما حدث في منهج المواد الدراسية.

- يحقق التكامل بين الخبرة واكتسابها من مصادرها الأصلية مباشرة، وتحقيق الوحدة بين العلم والعمل، وكل ذلك له انعكاسات إيجابية على شخصية المتعلم.

- يراعي التنظيم النفسي للمتعلم، أي أنا لمتعلم یکتسب المعارف عندما يشعر بحاجته إليها وأهميتها ودورها في حل المشاكل التي تواجهه، وإشباع حاجاته المعرفية.

ج- المنهج المحوري: يعتبر المنهج المحوري من أهم التنظيمات التي جاءت للتخلص من عيوب منهج المواد الدراسية، وتجاوز ما وقع فيه منهج النشاط من سلبيات. (محمد صلاح الدين مجاور، 1977، ص 20)

إن الفلسفة الأساسية التي يقوم عليها المنهج المحوري هي جعل محور الدراسة بعض المشكلات الاجتماعية السائدة في حياة الجماعة وحياة المتعلمين، وحاجاتهم، (بدلا من ميولهم)، فالحاجات أكثر التصاقا بجسم المتعلم وعقله ونفسه من ميوله واهتماماته، فهي التي تدفعه للتفاعل مع بيئته، ومن هذا التفاعل يكتسب خبرة متعددة الجوانب، وعند محاولته لإشباع حاجاته تنشأ بعض الميول، فالميول تابعة للحاجات، كما أنها قد تكون غير حقيقية أو غير طارئة وبالتالي لا يمكن اتخاذها أساسا لبناء المناهج، إنما يتخذ بدلا عنها حاجات التلاميذ ومشکلات حياتهم، إذا فإن المنهج المحوري يحاول أن يحقق التوازن والملائمة بين حاجات الفرد وحاجات المجتمع وطبيعة المادة الدراسية، والمقصود بالمحور هنا هو الجزء الرئيسي من الموضوع الذي تدور حوله بقية الأجزاء، وبذلك يكون المنهج المحوري منهجا يدور حول محور من المحاور فيصبح عبارة عن قدر من التعليم يجب أن يعرفه ويتقاسمه جميع المواطنين.

خصائص المنهج المحوري:

- يبنى هذا المنهج على أساس تحديد حاجات التلاميذ ومشكلاتهم المشتركة والخاصة، ومشکلات مجتمعهم وحاجاته.

- يعتمد هذا التنظيم المنهجي بشقيه الإجباري والاختياري على قدر كبير من التوجيه والإرشاد التربوي مقارنة بتنظيمات المناهج الأخرى.

- يهتم هذا المنهج بالمشكلات الاجتماعية الواسعة في مختلف مجالات الحياة، وحاجات التلاميذ ومشاكلهم. (محمد صلاح الدين مجاور، 1977، ص 21)

- البرنامج المحوري الأساسي (العام) مقرر على جميع التلاميذ في صف دراسي معين، ويمدهم بعناصر مشتركة للتعلم، وذلك قصد إعدادهم للمواطنة بغض النظر عن تخصصهم في المستقبل، وتصل فترة دراسة البرنامج العام إلى 03 ساعات أو أكثر في اليوم، ويخصص الوقت الباقي للبرنامج الخاص الذي يعد فيه التلاميذ لممارسة مهنة وفق استعداداتهم وميولهم. (محمد صلاح الدين مجاور، 1977، ص 21)

المبحث الثاني: تطور المناهج التعليمية والتربوية عبر العالم عموما وفي الجزائر خصوصا قديما وحديثا في ظل الإصلاحات.

1-تطور المناهج التعليمية والتربوية عبر العالم قديما وحديثا:

- قديما: المنهج المدرسي في الفلسفة التقليدية يدور حول المفهوم القديم للمنهج من حيث كونه مجموعة من المعلومات التي يحتويها الكتاب المدرسي، هدفها نقل التراث الثقافي من جيل إلى جيل.

- الاهتمام بالتنظيم المنطقي للمادة الدراسية والمعلومات التي يحتويها المنهج بغض النظر عن مدى ملاءمتها للمتعلمين.

- إهمال الفروق الفردية بين التلاميذ وكذلك ميولهم وحاجاتهم وقدراتهم المختلفة لأن معيار الأهمية هنا هو نقل التراث الثقافي وليس التلاميذ أنفسهم.

- حديثا: الأخذ بالمفهوم الحديث للمنهج المدرسي والذي يهتم بتنمية شخصية التلميذ نموا شاملا للنواحي المعرفية والانفعالية والمهارية.

- تنظيم المنهج المدرسي على أساس الخصائص النفسية للتلاميذ وليس على التنظيم المنطقي للمادة الدراسية.

- ظهور بعض المنظمات المنهجية التي تدور حول التلميذ أو مشكلات المجتمع مثل: منهج النشاط والمنهج المحوري وغيرها من التنظيمات التي ترتكز على المنطلقات الفلسفية التقدمية.

- أصبح دور المدرس ليس مجرد ملقن للمعلومات فقط بل أصبح لديه دور المرشد الموجه.

- الاهتمام بالأنشطة التعليمية المختلفة على اعتبار أنها جزء مكمل للمنهج المدرسي.

- المعلم هو المصدر الأساسي للمعلومات لأنه يملك القدرة على شرح وتبسيط المعلومات المطلوب نقلها للتلميذ. (عبد الرحمان حسن إبراهيم، طاهر عبد الرزاق، 1982، ص 28)

2- تطور المناهج التعليمية والتربوية في الجزائر قديما وحديثا في ظل الإصلاحات الجديدة:

مرت الجزائر بعدة محاولات لإصلاح المنظومة التربوية للتكيف مع المتغيرات الداخلية والتحديات الخارجية، وفيما يلي رصد لأهم المحطات الإصلاحية لهذا النظام منذ الاستقلال إلى يومنا هذا:

- المؤتمر الأول لجبهة التحرير الوطني 1954: نصت لوائح هذا المؤتمر على ضرورة تغيير البرامج الموروثة عن العهد الاستعماري والتي كل هدفها الأساس هو محو الشخصية الوطنية وطمس معالم تاريخ الشعب الجزائري، كما ألحت على قضايا أخرى تتعلق خاصة بضرورة الإسراع من أجل تعميم التعليم، وجعله حقا متاحا لجميع الأطفال، وإقامة نظام دائم لمحاربة الأمية، وتعميم التكوين المهني. (زهروني الطاهر، 1994، ص 58)

وإعطاء التعليم التقني مكانة مفضلة في البرامج المدرسية، بالإضافة إلى هذا قامت بالدعوة إلى إنشاء لجنة وطنية ثقافية، تقوم هذه اللجنة بإعداد برنامج تعریب يرمي إلى صياغة وتنمية قيمنا الثقافية والروحية، وكان من ثمار هذه المحطة الإصلاحية التمهيدية، الإعلاء من شأن اللغة القومية العربية، وغرس الثوابت الإسلامية والوطنية في جيل الاستقلال، وهو ما مهد لميلاد المدرسة الجزائرية عام 1976.

-أمرية 16 أفريل 1976: أعطت هذه الأمرية الأسبقية في هذا الإصلاح إلى تأصيل المدرسة بمضامينها وإطاراتها وبرامجها فضلا عن ديمقراطيتها وانفتاحها على العلوم والتكنولوجيا، وكانت المدرسة الأساسية هي وليدة هذا الإصلاح الذي شرع فيه منذ بداية السبعينيات إلى أن عممت المدرسة الأساسية في سنة 1980، وشملت جميع الأطر سنة 1989، وقد شهد تعليم اللغة العربية مع هذه الأمرية عدة إصلاحات وتطورات أدت إلى إحداث نقلة نوعية في تعليم اللغة العربية في مختلف مراحل التعليم، وصاحبها تطور في تعريب التعليم الأساسي بأطواره الثلاثة وتعريب التعليم الثانوي، وتعريب العلوم الإنسانية والاجتماعية في الجامعة والشروع في تعريب العلوم الأساسية والتقنية، ومحاولة تعريب المجتمع والإدارة.

(زهروني الطاهر، 1994، ص 58)

-المجلس الأعلى للتربية: نصب يوم 26 نوفمبر 1996، وتم تكليفه بتقديم تقييم نقدي عقلاني وموضوعي للمنظومة التربوية، تقييم مبني على ضوابط علمية وبيداغوجية منسجم مع متطلبات الأفاق الوطنية، متكيف مع حقائقنا الوطنية، وقد حاول المجلس الأعلى للتربية أن يقدم تصورا جديدا للنظام التربوي في بلادنا لكي يكون مواكبا لحركة المجتمع الجزائري مترجما لطموحاته وتوجهاته المستقبلية بعد أن قدم تشخيصا للقطاع التربوي في جوانبه المختلفة. ومن بين ما نص عليه المجلس في مسألة تعليم اللغة العربية ما يلي:

-أن تكون اللغات الأجنبية نافذة على العالم ووسيلة للاتصال والتفاهم بين الشعوب وأداة تطوير المعارف العلمية وتحويل التكنولوجيا ومواجهة التحديات.

-أن تعتبر المرحلة الأولى من التعليم الأساسي أهم المراحل على الإطلاق، ولذلك يتوجب تخصيص فترة تمهيدية كافية تضمن التكيف التدريجي للطفل ليكون معدا إعدادا لغويا سليما.

-أن نوجه الجهود في تعليم اللغة العربية إلى الجوانب الفكرية وبناء الوجدان وتهذيب الذوق لدى المتعلم، وأن تصحح الأخطاء التي علقت بمفهوم اللغة وأهداف تدريسها ووظائفها المختلفة لأنها الوسيلة الأساسية لاستيعاب التحولات العلمية والتكنولوجية المعاصرة.

- اللجنة الوطنية لإصلاح المنظومة التربوية: نصبت هذه اللجنة بتاريخ 3 ماي 2000، وبعد أن شخصت الوضع ودرست حالة المنظومة التربوية السائدة في جميع مراحلها وفي علاقتها بالمنظومة الاقتصادية والاجتماعية خلصت إلى جملة من الاقتراحات منها: (تقوية ودعم اللغة العربية، ترقية اللغة الأمازيغية، الانفتاح على اللغات الأجنبية). (زهروني الطاهر، 1994، ص58- 59)

3- مراحل تطوير المناهج التعليمية في أغلب دول العالم بما فيها الدول العربية ومنها الجزائر: هناك عدة مراحل تمر بها المناهج التعليمية من أجل أن تتطور سواء كان هذا في الجزائر أو الوطن العربي أو عبر العالم بأسره وهذا من أجل توفير مناهج تربوية تعليمية متكاملة ومتوازنة ومرنة ومتطورة تلبي حاجات الطلاب اللازمة للحياة وللتعلم، وتلبي متطلبات خطط التنمية الوطنية والعالمية، وتستوعب التغيرات. (عبد القادر فوضيل، 2009، ص63)

وترسخ القيم والمبادئ الإسلامية السامية وروح الولاء للوطن وتؤكد على الوسطية والاعتدال في مجتمعنا الإسلامي العربي خاصة، وسنشرح هذه المراحل فيما يلي:

-المرحلة الأولى هي مرحلة المشروع الشامل لتطوير المنهج: هي مشروع يهدف إلى تطوير جميع عناصر المنهج وفق أحدث والأساليب التربوية والعلمية وحسب أحدث النظريات المعاصرة، وتتولى وزارة التربية والتعليم بالاشتراك مع بيوت الخبرة المؤسسات التعليمية والأكاديمية الوطنية الحكومية والأهلية عمليات التخطيط له وتنفيذه وتقويمه.

- المرحلة الثانية وهي مرجعيات المشروع الشامل لتطوير المناهج:

تعد وثيقة سياسة التعليم في أغلب البلدان العربية هي المرجع الأول الذي يعتمد عليه المشروع الشامل لتطوير المناهج التعليمية بالإضافة إلى مرجعيات أخرى منها:

-حاجات الطلاب العقلية والنفسية والجسمية، حاجات المجتمع والتنمية وسوق العمل، التكامل بين المناهج التعليمية والأنشطة والأساليب التعليمية، الاتجاهات والتجارب العالمية المعاصرة في تطوير المناهج، نتائج التقويم الشامل ونتائج التجارب والبحوث والدراسات الدولية.

- المرحلة الثالثة هي مرحلة العمليات الأساسية للمشروع الشامل لتطوير المناهج: وتتم في هذه المرحلة العمليات التالية:(تحديد أسس بناء المنهج، بناء الإطار العام للمنهج، بناء وثائق المناهج التعليمية التخصصية.

-بناء أدلة تربوية معيارية من: (مواصفات الكتاب المدرسي، الدليل الإجرائي للتأليف، كفايات المتعلم في التعليم العام، معايير الحكم على المواد التعليمية تألیف المواد التعليمية وفق معايير الجودة، دمج التقنية والمفاهيم التربوية الحديثة في التعليم، التجريب والتقويم والتطوير والتجريب بالتعميم والتقويم والتطوير). (عبد القادر فوضيل، 2009، ص63-64)

- المرحلة الرابعة هي مرحلة المنتجات الأساسية للمشروع الشامل لتطوير المناهج: تدخل فيها

الوثائق بأنواعها: (وثيقة الإطار العام للمنهج، وثائق المناهج التعليمية، وثيقة التأليف في المناطق التعليمية، الدليل الإجرائي للتأليف، كفايات المتعلمين، معايير الحكم على جودة المواد التعليمية) تدخل فيها المواد التعليمية بأنواعها: (كتاب الطالب، كتاب النشاط، دليل المعلم في المواد التعليمية المساعدة والمواد الإلكترونية، الأشرطة الممغنطة، الكتاب الإلكتروني).

4-أساليب تطوير المناهج التعليمية: تنقسم أساليب تطوير المناهج التعليمية في الغالب إلى نوعين رئيسين وهي الأساليب التقليدية والأساليب الحديثة ويمكن توضيح ذلك فيما يلي:

-الأساليب التقليدية: هي تلك الأساليب التي تتصف بالجزئية وعدم الشمول والافتقار إلى البحث العلمي والتجريب التربوي، وتتجسد في الأشكال التالية:

-الحذف Délétion أو الإضافة Addition: ويعني هذا الأسلوب حذف موضوع أو جزء منه، أو وحدة دراسية، أو مادة بأكملها، لسبب من الأسباب التي يراها المسؤولون والمشرفون التربويون، أو إضافة معلومات معينة إلى موضوع أو إضافة موضوع بكامله أو وحدة دراسية إلى مادة، أو مادة دراسية كاملة، وذلك بناء على قناعات معينة.

-التقديم offering أو التأخير Delaying: حيث يعدل تنظيم مادة، فتقدم بعض الموضوعات

أو يؤخر بعضها الآخر وذلك لدواعي تعليمية أو سيكولوجية أو منطقية.

ج- التنقيح Révision أو إعادة الصياغة Reforme، وفي هذا الأسلوب تتخلص المناهج التعليمية من بعض الأخطاء المطبعية أو العلمية التي علقت بها، أو يعاد النظر في أسلوب عرضها أو لغتها، کي يسهل استيعابها وبذلك يزول الغموض عنها.

- الاستبدال substitution أو التعديل Amendement، ويعني هذا الأسلوب استبدال معلومات أو موضوعات موسعة أو ملخصة، موضوعات متشابهة في المنهج، أو إعادة النظر فيها وتعديلها بما ينسجم والمستجدات الحاصلة. (عبد القادر فوضيل، 2009، ص63-64)

- الأساليب الحديثة: وهي تلك التي تتصف بالشمول وتستند إلى التخطيط العلمي والتجريب التربوي، وتتجسد في الأشكال التالية:

- التطوير من خلال الدراسات المقارنة، حيث يتم مقارنة المناهج التعليمية في المجتمع بمثيلاتها في المجتمعات المتقدمة التي يتوفر فيها الخبراء المتخصصون في بناء المناهج التعليمية وتقويمها وفق أسس علمية تجريبية مستمرة، ومن ثم فالتطوير يكون دوما على أساس التجريب والتطبيق اللذان يعتبران أساس اتخاذ القرار المناسب. (عبد القادر فوضيل، 2009، ص64)

-التطوير من خلال البحوث العلمية والتجريب التربوي الذي بين ضرورة استحداث أساليب واستراتيجيات ونظم جديدة.

-التطوير من خلال استشراف المستقبل وذلك من خلال الاستطلاع العلمي المبني على التوقع والاحتمالات والاعتماد على المرونة في مواجهة المواقف.

من خلال هذه الأساليب يكون تطوير المناهج التعليمية عملية شاملة بدءا من فلسفتها وأهدافها، وصولا إلى عملية تقويمها؛ ومن ثمة فإن خطة التطوير الشامل للمناهج التعليمية يجب أن تبدأ بتطوير الأهداف، تحديدا وتنويعا، وفي ضوء ذلك يعاد النظر في اختيار المحتويات الدراسية وأساليب تنظيمها، بناء على أحدث ما توصل إليه مجال المادة، وأساليب التربية، ونظريات علم النفس، ثم يتم اختيار طرائق التدريس أساليب التعلم التي قد تتغير بعض الشيء عن الأساليب القديمة نظرا لحداثة المحتوى والخبرات التعليمية، فقد يتم على سبيل المثال التركيز على الطريقة الكلية في تدريس القراءة بدلا من الطريقة الجزئية التي كانت سائدة في المناهج التعليمية السابقة، أو تستخدم أساليب التدريس الجمعي بدلا من التدريس الفردي؛ نظرا لزيادة أعداد التلاميذ في المدارس، وقد يتم إدخال تقنيات حديثة لزيادة قدرة المعلمين على ضبط الفروق الفردية بين المتعلمين، وينتج عن ذلك كله تطوير في أساليب القياس والتقويم خاصة المتعلقة بالامتحانات، بحيث تصبح قادرة على تقويم مقدار النمو الذي حققه كل تلميذ في مختلف المجالات العقلية والمهارية والوجدانية. (عبد القادر فوضيل، 2009، ص64)

المبحث الثالث: الأهداف المنتظرة من نتائج تطوير المناهج التعليمية والتربوية قبل الإصلاح

1-الأهداف التربوية:

-أهداف تربوية عامة خاصة بكل البلدان.

- جعل الفرد يسهم ويتعاون مع الآخرين في تنمية الخبرات المعرفية والجمالية أي تكوين مواطن ذو خبرة.

- تطوير الحس الواعي بالمواطنة الصالحة المسؤولة لتكوين مواطن صالح. - تطوير المهارات الفرعية حتى يتمكن كل فرد من الحصول على مهنة أو عمل لتكوين مواطن ذو مهارات.

-أهداف تربوية خاصة بالجزائر.

- بناء مجتمع متكافئ متماسك معتز بأصالته وواثق بمستقبله يقوم على الهوية الوطنية المتمثلة في الإسلام / العربية/ الأمازيغية الروح والديمقراطية وروح العصرنة والعلمية. - تكوين المواطن وإكسابه الكفاءات والقدرات التي تؤهله ل توطيد الهوية الوطنية وترقية الثقافة الوطنية وتربية الدوق السليم وتنمية روح المواطنة وإكسابه روح التحدي اتجاه رهانات المستقبل والتكيف مع العصر.

2-الأهداف التعليمية:

-أهداف تعليمية عامة أي خاصة بكل البلدان: نبدأها بالأهداف العامة لكل العلوم وتشتمل على إكساب معلومات وإكساب مهارات وإكساب المنهجية وتكوين الاتجاهات وتكوين الميول وتقدير العلم والعلماء. ثم ننتقل إلى الأهداف العامة الخاصة بعلم ما: لكل علم أهداف عامة نحدد من خلالها المهارات والمعلومات التي نرغب في تدريسها حيث تقسم الأهداف العامة إلى ثلاثة مستويات هي:(المستوى المعرفي لاكتساب المعلومات والمستوى المهاري لاكتساب المهارات المنهجية والمستوى الوجداني لاكتساب الاتجاهات والميول). (عبد القادر فوضيل، 2009، ص65)

-أهداف تعليمية خاصة بالجزائر: وتعرف بالأهداف السلوكية والأهداف الإجرائية والأهداف النوعية، قد تشتمل الحصة الواحدة على هدف واحد أو أكثر وفد لا يتمكن الأساتذة من تحقيق هدف واحد في حصة واحدة فيضطر إلى تقسيمه إلى أكثر من حصة من أهم شروطها إن يركز الهدف على التلميذ وليس على سلوك المعلم وإن يصف الهدف نواتج التعلم وليس الأنشطة التعليمية وإن الهدف واضح في معناه وقابل للملاحظة والقياس. (عبد القادر فوضيل، 2009، ص66)

المبحث الرابع: مدى تحقيق هذه المناهج للنتائج وأهم الأهداف المستقبلية لها في ظل الإصلاحات الجديدة

1-النظرة المستقبلية للمناهج التعليمية:

-تنمية أشكال الذكاء المتعدد عند التلاميذ مما يعينهم على الإبداع في مجال اهتمامهم وفق حاجاتهم وحاجات المجتمع.

-تنمية الكفاءات الآتية عند المتعلمين: التفكير بوضوح والاتصال بفاعلية فهم البيئة البشرية وفهم الأفراد والجماعات وامتلاك الكفاءات الشخصية.

-تنمية التفكير لدى المتعلمين باستخدام التدريس الفعال والتعاون.

-الربط بين حقول المعرفة النظرية والتطبيقية معا.

2-نتائج الأهداف المستقبلية في ظل الإصلاحات الجديدة:

-تحقيق التكامل بين المواد الدراسية عبر المراحل المختلفة

-ربط المعلومات والتعلم بالحياة العملية والتقنية المعاصرة من خلال التركيز على الأمثلة العملية المستمدة من الحياة الواقعية.

-تضمين المناهج التوجهات الايجابية الحديثة في بناء المناهج مثل: مهارات التفكير ومهارات حل المشكلات ومهارات التعلم الذاتي والتعلم التعاوني والتواصل الجيد مع مصادر المعرفة. (صليحة رفيق، 2016، ص80).

المبحث الخامس: المقارنة بين نتائج تطوير المناهج التعليمية والتربوية قديما قبل الإصلاح وحديثا بعد الإصلاح.

المجال

المنهاج قبل الإصلاح

المنهاج الحديث بعد الإصلاح

1- طبيعة المنهاج

- المقرر الدراسي مرادف للمنهاج.

- يركز على الكم الذي يتعلمه الطالب.

- يهتم بالنمو العقلي للطلبة.

- المقرر الدراسي جزء من المنهاج.

- يهتم بطريقة تفكير الطالب.

- يهتم بجميع أبعاد النمو الطالب.

2- تخطيط المنهاج

- محور المنهاج هو المادة الدراسية.

- يعده المختصون في المادة الدراسية.

- محور المنهاج هو المتعلم.

- يشارك في إعداده جميع الأطراف المؤثرة والمتأثرة به.

3- المادة الدراسية

- غاية في ذاتها.

- لا يجوز إدخال أي تعديل عليها.

- المواد الدراسية منفصلة

- وسيلة تساعد على نمو الطالب نموا متكاملا.

- تعدل حسب ظروف الطلبة واحتياجاتهم.

- المواد الدراسية متكاملة ومترابطة

4- طريقة التدريس

- تقوم على التعليم والتلقين المباشر.

- تسير على نمط واحد.

- تغفل استخدام الوسائل التعليمية.

- تقوم على توفير الشروط والظروف.

- لها أنماط متعددة.

- تستخدم وسائل تعليمية متعددة.

5- المتعلم

- سلبي غير مشارك.

- يحكم عليه بمدى نجاحه في الامتحانات.

- ايجابي مشارك.

- يحكم عليه بمدى تقدمه نحو الأهداف المنشودة.

6- المعلم

- علاقة تسلطية مع الطلبة.

- دور المعلم ثابت.

- لا يراعي الفروق الفردية بين الطلبة.

- علاقة تقوم على الانفتاح والثقة المتبادلة.

- دور المعلم متغير ومتجدد.

- يراعي الفروق الفردية.

7- الحياة المدرسية

-لا توفر جوا ديمقراطيا.

-لا تساعد على النمو السوي.

- توفر الحياة الديمقراطية داخل المدرسة للمتعلمين.

- تساعد على النمو السوي الكامل

8- البيئة الاجتماعية للمعلمين

يهمل البيئة الاجتماعية للمتعلم ولا يعدها من مصادر التعلم

- يهتم بالبيئة الاجتماعية ويعدها من مصادر التعلم.

(عبد القادر فوضيل، 2009، ص73)

خاتمة:

إن التوجه نحو المستقبل لا يتم إلا بعقلية جديدة قادرة على التخطيط السليم والتنبؤ بالتغير واستشراف المستقبل واتخاذ القرار المناسب والتعامل الذكي مع التقنيات المتطورة واكتساب العلاقات الإنسانية القادرة على التعامل مع الغير بغض النظر عن الانتماءات العرقية أو المهنية أو الاجتماعية وهذا للرقي بصاحبها إلى رحابة العالمية بدلا من الانغلاق، كما ينبغي أن تحرص المناهج على غرس روح التسامح والحرية وتعليم القيم من خلال بيئة مشجعة تحترم كيان المتعلمين وتتيح لهم فرصة الانفتاح على عالم البحث والمعرفة ولأجل المزيد من التطور والرقي بالمناهج التعليمية لما هو أحسن فأحسن في الجزائر خاصة وفي الوطن العربي عامة ندرج بعض المقترحات ليأخذها مصممو المناهج التعليمية بعين الاعتبار في مهمة إصلاح وتطوير هذه المناهج منها:

  1. أن تبنى المناهج التعليمية وفق دراسة واقعية تأخذ بعين الاعتبار حاجات المجتمع التنموية بحيث تصبح المؤسسات التعليمية جزءا متكاملا وأساسيا من بيئة المجتمع.
  2. الاهتمام بعلوم المستقبل مثل الرياضيات وعلوم التكنولوجيا من المرحلة الابتدائية مع مراعاة الاستمرارية والتنسيق في المناهج التعليمية بين مختلف المراحل التعليمية.
  3. أن تبنی محتويات المناهج على مهارات التفكير والنقد وثقافة الإبداع، لأن العيش في الألفية الثالثة يتطلب أن يكون كل واحد منا مسلحا بعقلية مفكرة ناقدة إبداعية، ولكي يتم ذلك لا بد من الابتعاد عن الأساليب التلقينية واعتماد استراتيجيات التدريس الحديثة، واستراتيجيات تنمية المهارات المعرفية وما وراء المعرفية، وذلك من خلال التدريب على مهارات التصنيف والتمييز والموازنة والتحليل والنقد.
  4. تشكيل فريق من العلماء في مختلف التخصصات لقيادة مسيرة تطوير التعليم.
  5. توفير الاعتمادات المالية اللازمة لذلك.
  6. توفير نوعية راقية من التعليم لجميع المتعلمين والعمل على تنمية مهاراتهم وقدراتهم.
  7. السعي للعمل على تخريج طلبة متعددو المهارات والقدرات.
  8. مراعاة مستقبل سوق العمل، واحتياجاته المتغيرة.
  9. تزويد الخريجين بمهارات الاتصال والتواصل اللازمة.
  10. امتلاك المهارات اللغوية والتكنولوجية.
  11. اكتساب مهارات التعامل مع أجواء الانفتاح الاقتصادي في ظل العولمة والمؤسسات متعددة الجنسيات.
  12. التفاعل الإيجابي مع خطط التنمية المستقبلية.
  13. اعتماد الرؤية الاستشرافية الواضحة وذلك من خلال الانفتاح الواعي على خبرات المختصين في مختلف مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

قائمة المراجع:

1- أحمد حسين اللقاني، (1995)، تطوير مناهج التعليم، عالم الكتب، الطبعة 1، القاهرة، مصر.

2- زهروني الطاهر، (1994)، التعليم في الجزائر قبل وبعد الاستقلال، المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية، بدون طبعة، الجزائر.

3- حلمي أحمد الوكيل، (1999)، المناهج والمفهوم والعناصر والأسس والتنظيمات والتطوير، مكتبة أنجلو المصرية، القاهرة، مصر، بدون طبعة.

4- حسن بشير محمود، (1999)، الاتجاهات الحديثة في تطوير مناهج المرحلة الأولى، دار الفكر العربي، بدون طبعة، القاهرة، مصر.

5- حسن جعفر الخليفة، (2005)، المنهج المدرسي المعاصر، دار الشروق، الطبعة2، عمان الأردن.

6- لويس معلوف، (1966)، المنجد في اللغة والإعلام، دار المشرق، الطبعة30، بيروت، لبنان.

7- محمد صلاح الدين المجاور، (1977)، المنهج المدرسي أسسه وتطبيقاته، دار القلم، بدون طبعة، الكويت.

8- محمد محمود الخوالدة، (2004)، أسس بناء المناهج التربوية وتصميم الكتاب المدرسي، دار المسيرة، الطبعة1، عمان، الأردن.

9- عبد الرحمان حسين إبراهيم، الطاهر عبد الرزاق، (1982)، استراتيجيات تخطيط المناهج وتطويرها في البلاد العربية، دار النهضة، بدون طبعة، القاهرة، مصر.

10- عبد الرحمان عبد السلام، (2002)، أساسيات المناهج التعليمية وأساليب تطويرها دار المناهج، الطبعة2، عمان، الأردن.

11- عبد القادر فضيل، (2009)، المدرسة الجزائرية حقائق وإشكالات، الطبعة 1، الجزائر.

12- توفيق أحمد مرعي، محمد محمود الحلية، (2004)، المناهج التربوية الحديثة، دار المسيرة، الطبعة 1، عمان، الأردن.

13- صليحة رفيق، (2016)، مدرسة الإخلاص دورها الإصلاحي والتربوي، دار الضحى، الطبعة 1، الجزائر.


[1] استاذة محاضرة قسم (ا) تخصص علم النفس المدرسي بالمدرسة العليا للأساتذة- بوزريعة الجزائر، aichabouziani16@gmail.com


© 2016 دار المنظومة. جميع الحقوق محفوظة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون