الاثنين، 7 أكتوبر 2019

فاعلية المنظمات الدولية في ظل التقدم التكنولوجي


م. د بشير سبهان أحمد                           

كلية الحقوق/ جامعة تكريت/العراق

    
تاريخ الإرسال: 12/10/2018 - تاريخ القبول:22/12/2018
المخلص
المنظمات الدولية هي أحد أشخاص القانون الدولي العام. وقد اتسع نشاطها وزاد عددها بشكل كبير مع نهاية القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين. وقد تطورت التكنولوجيا في ذات الزخم أو أكثر إذ أصبح يقاس تقدم البلدان بقدر المعرفة التي تحوزها في المجالات التكنولوجية وهذا بدورة قد انعكس على فاعلية تلك المنظمات الدولية في قيامها بواجباتها، وقد أثر بشكل كبير على مجال الامن الجماعي والتنمية وحقوق الانسان. فالتقدم التكنولوجي يمكن ان يسهم في تعزيز الامن الجماعي كما انه مصدر للتنمية بشكل كبير وهو يصب في صالح حماية حقوق الانسان كذلك. وهذا كله يمكن ان يبرر المطالبة بضرورة تحديث المنظمات الدولية لنفسها باستمرار بحيث تواكب التقدم التكنولوجي، كما ان الوصول الى الانترنت ينبغي ان يكون متاحا لجميع المواطنين في جميع الدول باعتباره وسيلة لوصول لوصولهم الى حماية حقوقهم من خلال التواصل مع المنظمات الدولية ذات الشأن.
الكلمات المفتاحية: فاعلية; المنظمات; الدولية; التقدم; التكنولوجي; التنمية; حقوق الانسان.

(The Effectiveness of International Organizations in The Light of Technological progress)


Dr. Basher Sabhan Ahmed

College of Law/Tikrit University/Iraq

aljoboorybasher@gmail.com


Abstract
International organizations are one of the persons of public international law. Its activities have expanded and increased significantly with the end of the twentieth century and the beginning of the twenty-first century. Technology has developed at the same time or more so that the progress of countries measured by the knowledge they possess in the technological fields. This is reflected in the effectiveness of these international organizations in carrying out their duties and has greatly influenced the field of collective security, development and human rights. Technological progress can contribute in the strengthening of collective security, and it is a source of development and is in the interest of protecting human rights as well. All this can justify the need to constantly update international organizations to keep pace with technological progress. Access to the Internet should be available to all citizens in all countries as a means of reaching their rights by communicating with relevant international organizations.
Key words: The Effectiveness; International; Organizations; progress; Technological; Development; Human Rights
المقدمة
التقدم التكنولوجي سمه من سمات القرن الحادي والعشرين، وهو ما تتسابق كل دول العالم على ان تحوزها، ولعل ما يميز بعض المجتمعات بانها اصبحت مجتمعات للمعرفة لتنتقل من مرحلة الصناعة الى المعرفة. وقد اثرت التكنلوجيا في كل شيء تقريبا، فتأثرت حياة البشر بهذا التقدم وكان لها اثر ايجابي كبير ولعل التكنولوجيا وتطورها فيما اثرت قد اثرت في نشاط وفاعلية المنظمات الدولية وقيامها بمهامها فكان لها دور ايجابي في اداء المنظمات الدولية لمهامها وتيسير عملها وزيادة فاعليتها.
اولا/ أهمية الدراسة:-
تنبع اهمية موضوع الدراسة من المكانة الكبيرة التي اصبحت تتمتع بها المنظمات الدولية فهي اصبحت شخص مهم من اشخاص القانون الدولي العام وعنصر فعال على مستوى المجتمع الدولي ككل، كما ان حجم المهام الموكلة اليها كمنظمة الامم المتحدة من حل الازمات الدولية والمساهمة في التصدي لأثار للكوارث الطبيعية، وتهتم الدراسة في ايضاح الاثر الكبير الذي تركة التقدم التكنولوجي على نشاط المنظمات الدولية وفاعليتها في اداء مهامها.
ثانيا/ إشكالية الدراسة:-
ما هو اثر التقدم التكنولوجي على فاعلية المنظمات الدولية في ادائها لمهامها وهل يسهم في زيادة فاعلية تلك المنظمات ام يحجم من دورها، خصوصا وان تلك المنظمات بازدياد مطرد في عددها كما تنوعت مهامها بشكل كبير، هذه المشكلة التي يسعى هذا البحث التركيز عليها ومحاولة معالجتها.
ثالثاً/ منهجية الدراسة:-
تم اعتماد الاسلوب الوصفي التحليلي استنادا الى البيانات والمعلومات المتاحة عن الجوانب ذات الصلة بموضوع الدراسة.
رابعاً/ هيكلية الدراسة:-
سيتم تقسيم هذه الدراسة الى مبحثين، نخصص الاول لبحث الإطار المفاهيمي لفاعلية المنظمات الدولية والتكنولوجيا، فيما خصصنا المبحث الثاني لدراسة علاقة التقدم التكنولوجيا ببعض الوظائف الاساسية للمنظمات الدولية.
المبحث الأول: الإطار المفاهيمي لفاعلية المنظمات الدولية والتكنولوجيا
ان تحديد المصطلحات المفاهيمية للبحث موضوع الدراسة يعد مدخلا منطقيا لفهم الظاهرة موضوع البحث والاحاطة بكل تفاصيلها. ففاعلية المنضمات الدولية مفهوم مركب يستوجب من الباحث تجزئته ومحاولة التعرف عليه، كما ان التكنولوجيا لها تعاريف متعددة حيث لم يتفق الى الان على تعريف محدد لها. وهذا ما استوجب ان نبحث كل من ماهية فاعلية المنظمات الدولية في مطلب، وماهية التكنولوجيا في مطلب اخر.
المطلب الأول: تعريف فاعلية المنظمات الدولية
الفاعِليَّة من الناحية اللغوية هي مصدر صناعيّ من فاعِل: مقدرة الشيء على التأثير:- فاعلية وسيلة / دواء / حل. و(النحو والصرف) كَوْن الاسم فاعلاً :- اسم مرفوع على الفاعليَّة. وفاعليّة المخّ: (علوم النفس) النَّشاط الفسيولوجيّ للمخ ومنه العمليّات العقليّة كالتفكير.([1]) والفاعلية اصطلاحاً هي القدرة على تحقيق النتيجة المطلوبة والمبتغاة والمتوقعة.([2]) وبالنسبة للمنظمات الدولية فلقد تم تأمين فعالية وكفاءة نشاطات المنظمات الدولية بموجب القانون الدولي. في المشهد القانوني لما بعد عام 1989، رُئي أن هناك حاجة إلى تكييف المنظمات الدولية مع بيئة سياسية وعسكرية واقتصادية وقانونية جديدة، والاستجابة لمطالب جديدة بشأن فعاليتها وشرعيتها إن العجز في الفعالية لا ينبع فقط من الهدر أو سوء الإدارة، ولكن أيضًا من التصميم القانوني. المثال الأكثر شهرة هو حجب مجلس الأمن عن طريق استخدام (وإساءة استخدام) حق النقض من خلال الاعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الامن، وبالتالي منع المجلس من "تحمل مسؤوليته الأساسية في الحفاظ على السلام والأمن الدوليين" (المادة 24 من ميثاق الامم المتحدة)، ومن الظواهر الحديثة والمثيرة للقلق هو أن منظمة بأسرها تخضع لأدوات أخرى. على سبيل المثال، تعقد منظمة التجارة العالمية حالياً مئات الاتفاقات التجارية الثنائية والإقليمية. وهذا ليس مصدرا محتملا لعدم فعالية منظمة التجارة العالمية فحسب، بل إنه يولد أيضا خسائر في الشرعية التي تكمن في تعددية الأطراف.([3])
اما المنظمة الدولية في اللغة فينبغي تجزئتها الى قسمين الاول (منظَّمة) وهي :- هيئة مؤلَّفة تختصُّ بأعمال معيَّنة تستعين على إنجازها بالمختصّين وتشتمل على مبادئ أساسيَّة يلتزم بها أعضاؤها :- منظَّمة الشّباب / الصَّحَّة العالميّة، - منظَّمات جماهيريَّة / غير حكوميّة / دَوليَّة.([4]) والثاني (دَوْليّ) :-  اسم مؤنث منسوب إلى دُوّل.([5]) ويطلق الدكتور محمد طلعت الغنيمي لفظ (المنتظم الدولي) وجمعه (المنظمات الدولية) متفردا عن غيره من فقهاء القانون الدولي على المنظمة الدولية، ويرى الدكتور الغنيمي أن لفظة (المنظمات) هي المصدر من (انتظم)، وهو الاشتقاق الذي يعتبر أكثر دلالة في معناه اللغوي على الكيان القانوني المستقل في ذاته والذي تشغله هذه الهيئات في المجتمع الدولي.([6]) ويعرف الدكتور الغنيمي (المنظمات الدولية) بناء على العناصر التي تتكون منها، و التي يترتب على توافرها وجود المنظمة الدولية، و على عدم توافرها انعدام وجودها، وفي هذا يذهب الدكتور محمد طلعت الغنيمي الى القول بان المنظمات الدولية عباره عن (مؤتمر دوله الاصل فيه ان يكون على مستوى الحكومات مزودا بأجهزة لها صفه الدوام و ممكنة التعبير عن ارادته الذاتية). ويذهب الدكتور ابو هيف في تعريفها الى انها (تلك المؤسسات المختلفة التي تنشئها مجموعه الدول على وجه الدوام للاضطلاع بشأن من الشؤون الدولية العامة المشتركة) اما الدكتور عبد الله العريان فيعرف المنظمة الدولية بانها (هيئه من الدول، تأسست بمعاهده وتمتلك دستورا واجهزة عامه، و لها شخصيه قانونيه متميزة عن شخصيه الاعضاء). وتجدر الإشارة هنا بان التعريفات فيما سبق تعتمد بشكل اساسي على اركان المنظمة الدولية و هي بالتالي تعريفات شكلية. و هذا هو نهج الفقه اللاتيني الفرنسي و هو ما سار عليه الفقه العربي، ام التعريف الانجلوسكسوني فيركز على الجانب الوظيفي المنظمات الدولية. فيذهب الاستاذ قودريتش ليلاند الى  تعريف المنظمة الدولية بانها (تمثل طريقة او نهج للعمل). وان المنظمات الدولية ليست غاية او هدف في ذاتها بل هي وسائل تم اختيارها بدقة من جانب الحكومات لتحقيق الاهداف العامة. اي ان المنظمة ( عباره مؤسسه او هيئات تعاونية، و تندرج هذه الهيئات او المؤسسات بشكل عام في صنف الاتحادات الفدراليات بدلا من اعتبارها تندرج تحت الاتحادات الفدرالية مثل الاتحاد الفيدرالي الامريكي).([7])
المنظمات الدولية شخص رئيسي من اشخاص القانون الدولي العام وعليه فان ما يخل بفاعلية القانون الدولي العام ينعكس بلا شك على اشخاصه ومنها المنظمات الدولية. واذا كنا لا نستطيع الزعم بان القانون الدولي العام ينجو من المشاكل المتعلقة بمدى فاعلية قواعده، وافتقار البعض منها الى تلك الفاعلية، فإننا نلاحظ ان مشكلة الفاعلية هي مشكلة عامة لا تقتصر على القانون الدولي العام دون غيره من سائر فروع القانون، ونلاحظ بوجه عام أنه إذا كان القانون يرتبط بالمجتمع بحيث لا يتصور وجود القانون بغير قيام المجتمع أو العكس، فإننا نلاحظ ايضا ان مشكلة فاعلية القانون ترتبط دائما في مدى سلامة البنيان الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والتنظيمي للمجتمع.([8]) وعليه يتضح للباحث بان فاعلية المنظمات الدولية هي مدى قدرة تلك المنظمات على تحقيق النتيجة المطلوبة والمبتغاة والمتوقعة منها، وتأثير تلك المنظمات على النطاق العالمي.
المطلب الثاني: تعريف التكنولوجيا
التِكنولوجيا في اللغة العربية هي: (اسم) تِقْنيَّة؛ أسلوب الإنتاج أو حَصيلة المعرفة الفنيَّة أو العلميّة المتعلِّقة بإنتاج السِّلع والخدمات، بما في ذلك إنتاج أدوات الإنتاج وتوليد الطاقة واستخراج الموادّ الأوّليّة ووسائل المواصلات.([9]) وتتكون كلمة" Technology " من كلمتين مأخوذتين في الأصل من اليونانية فكلمة "Techno" وهي تعني المهارة أو الفن، ومن الكلمة اليونانية "LOGO" وتعني في الفلسفة اليونانية: العقل أو قد تعني المبدأ العقلاني في الكون، وهي هنا تعني علم.([10])
وقد ساهمت الطبيعة الديناميكية للتكنولوجيا في وجود تعاريف ومفاهيم مختلفة للتكنولوجيا من خلال الدراسات السابقة المتعلقة بنقل التكنولوجيا. وتعتبر المناقشة حول مفهوم التكنولوجيا أمرًا حاسمًا في الحصول على فهم واضح لطبيعة التقنية وفحص ما تتكون منه التكنولوجيا.([11])
عندما يفكر الناس في "التكنولوجيا"، يميلون إلى التفكير في التحف البشرية مثل الآلات، الأجهزة الإلكترونية، الأجهزة العلمية، أو أنظمة التصنيع الصناعية. ومع ذلك، فإن التعريف الرسمي للتكنولوجيا يشير إلى أن له معنى أكثر عمومية يتضمن أي "تطبيق عملي للمعرفة" أو "طريقة لإنجاز مهمة". تعاريف "التكنولوجيا":
1: التطبيق العملي للمعرفة خاصة في مجال معين.
2: طريقة لإنجاز مهمة خاصة باستخدام العمليات الفنية أو الأساليب أو المعرفة.
3: الجوانب المتخصصة لمجال معين من مجالات (تكنولوجيا التعليم).
ولا يقتصر استخدام الإنسان للتكنولوجيا على الآلات (مثل أجهزة الكمبيوتر) والأدوات فحسب، بل يشمل أيضًا العلاقات المنظمة مع البشر والآلات والبيئة الأخرى. باختصار، التكنولوجيا هي أكثر من مجرد مجموعة من الآلات والأجهزة. يتطلب تجاوز الحدس البسيط حول التكنولوجيا إجراء تحقيقات في العقل البشري والبيئة الاجتماعية الثقافية بالإضافة إلى التفاعلات مع الأعمال الفنية.([12])  وهكذا، فقد أعطيت لمصطلح التكنولوجيا تعاريف مختلفة من قبل الأدبيات السابقة. وفقا لكومار وآخرون، تتكون التكنولوجيا من مكونين أساسيين: الاول/ مكون مادي يشتمل على عناصر مثل المنتجات والأدوات والمعدات والمخططات والتقنيات والعمليات. و الثاني/ المكون المعلوماتي الذي يتألف من الدراية في الإدارة والتسويق والإنتاج ومراقبة الجودة والموثوقية والعمالة الماهرة والمجالات الوظيفية. ويشير المفهوم المبكر للتكنولوجيا كمعلومات أن التكنولوجيا قابلة للتطبيق بشكل عام ويسهل إعادة إنتاجها وإعادة استخدامها.([13])
يعد كارل ماركس هو أول اقتصادي مشهور، قد استخدم كلمة (تكنولوجيا) في كتابه الذي يحمل عنوان (رأس المال) في مطلع القرن الـ19، وقد استخدمها للإشارة إلى (أدوات الإنتاج)، و(التكنولوجيا) كما يفهمها كارل ماركس هي (كل ما يحقق عملية الإنتاج من أدوات وأعضاء)، ويمكن تعريف التكنولوجيا بأنها (ظاهرة عسكرية اجتماعية اقتصادية أساسية لثقافة المجتمع وقيمه الظاهرة المسيطرة، وهي مجموعة من المعارف والخبرات والمهارات التي توفر لصناعة إنتاجية معينة أو عدة أنواع من المنتجات، وقد أدخلتها الإنسانية منذ بدأ التاريخ وساهمت فيها الشعوب والأمم إلى يومنا الحاضر)([14]) واصطلاح (التكنولوجيا) في اللاتينية له ما يقابله في اللغة العربية وهي كلمة (التقنية)، والتي اشتقت من الإتقان، وقد جاء في بعض معاجم اللغة التالي: (تقن: التاء والقاف والنون أصلان : أحدهما أحكام الشيء فيقال أتقنت الشيء أحكمته). ونتيجة لذلك، فإن مفهوم التكنولوجيا هو التطبيق العملي لمختلف الاكتشافات والاختراعات العلمية المشتقة من البحث العلمي. أو الاستخدام الأمثل للمعرفة العلمية وتطبيقاتها وتكييفها لخدمة الإنسان وتحقيق رفاهيته. وإن الاختراع له معنى الإبداع أو الابتكار، وقد جاء في بعض معاجم اللغة العربية التالي ( بدع : الباء والدال والعين أصلان : أحدهما ابتداء الشيء وصنعه لا عن مثال).([15]) سيكون من المدهش حقا أن التغييرات التكنولوجية التي شهدناها في هذا القرن، لا سيما منذ الحرب العالمية الثانية، لن يكون لها أي تأثير على التنظيم الدولي. وسيكون من المفاجئ إذا كانت موجة الاجتماعات الدولية والمؤتمرات والترتيبات المؤسسية في الآونة الأخيرة، في ميادين البيئة والسكان والغذاء والمحيطات والطاقة والتجارة والمال، ليست مؤشرا على التغيير التنظيمي الدولي من نوع ما. ومع ذلك، سيكون من المذهل، إذا ما كانت هناك مبادلة بسيطة بين الاثنين، إذا تمكنا من خلال التكنولوجيا المتطورة، من أن نقدس وننصف مستقبلًا سياسيًا.([16]) بالتالي يمكن للباحث ان يستنتج بان تعدد التعاريف التي سيقت في ما يتعلق بتعريف التكنولوجيا تؤكد على موضوع اساسي وهو ان التكنولوجيا مصطلح مركب يتضمن جانبين اساسيين هما جانب مادي يشمل الآلات والاجهزة العلمية والتقنية المستخدمة في مختلف المجالات وجانب علمي معرفي يشمل كل الخبرات والافكار العلمية الخلاقة التي توصل اليها البشر واثبتت صحتها التجربة العلمية.
المبحث الثاني: علاقة التقدم التكنولوجيا ببعض الوظائف الاساسية للمنظمات الدولية
للمنظمات الدولية وظائف اساسية تشمل جوانب عدة وبعض المنظمات الدولية لديها اكثر من هدف ووظيفة وبما ان التكنولوجيا هي التطبيق العملي لكل المعارف والعلوم التي توصل اليها البشر عبر العصور، بتالي تتميز التكنولوجيا هنا بالتراكمية للمعارف التي حازها البشر عبر العصور وسوف نركز هنا على الوظائف الاكثر علاقة بالتكنولوجيا من حيث استفادتها من التقدم التكنولوجي بحيث عززت من امكانياتها واصبحت تحقق اهدافها بشكل اكبر وهي: الامن الجماعي، والتنمية وحماية حقوق الانسان، لذلك سوف نركز على تلك الجوانب ونفرد لكل منها مطلب مستقل.
المطلب الأول: علاقة التكنولوجيا بالأمن الجماعي
يذهب البروفيسور (Leland M. Goodrich) في مقالة نادرة عن مبدأ حفظ السلم والامن الدوليين الى ان الأمم المتحدة ووفقاً لميثاقها، شأنها شأن الرابطة التي سبقتها (عصبة الامم)، لها هدفها الأساسي وهو صون السلم والامن الدوليين. وقد سعى أولئك الذين كانوا مسؤولين عن صياغة الميثاق إلى الاستفادة من خبرة العصبة وإدماج سمات المنظمة التي تمكنها من تحقيق نجاح أكبر في تحقيق غرضها الرئيسي أكثر مما تمكنت العصبة من القيام به. ومن الأمور الأساسية في فكر واضعي الميثاق الاعتقاد بأن أي منظمة سلام دولية، لكي تكون ناجحة، يجب أن تستند إلى التعاون النشط من جانب القوى العسكرية الرئيسية. وقد انطوى ذلك على عودة إلى فكرة "حلف أوروبا"، وأحدثت تعديلاً جوهرياً لنظام الأمن الجماعي المنصوص عليه في عهد العصبة. ويرى أولئك الذين صاغوا الميثاق أن جميع الدول، كبيرها وصغيرها، يجب أن تلتزم بالأغراض والمبادئ الأساسية، بما في ذلك حظر استخدام أو التهديد باستخدام القوة بما يتجاوز الحظر المقابل للعهد ومع ذلك، فقد خلصوا من تجربة العصبة التي تمنع تطبيق التدابير الجماعية، بما في ذلك العسكرية، ضد قوة عسكرية كبرى أو بدون تعاون جميع هذه السلطات، انه من غير المرجح أن تكون ناجحة وربما تكون في الواقع كارثية.([17]) وعند ذكر موضوع التطور التكنولوجي وعلاقته بالأمن الجماعي (الدولي) لعل اول ما يقفز الى الذهن هو اسلحة الدمار الشامل ودور التكنولوجيا في تطويرها، وهو الجانب السلبي في هذه العلاقة، الا ان الحقيقة هنا غير كاملة حيث ان لهذه العلاقة جوانب ايجابية وبنائه وفي ذات مجال الاسلحة بشكل عام والنووية بشكل خاص.
وذهب الامين العام في تقريره الذي قدمة الى الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الخامسة والاربعون حول التطورات العلمية والتكنولوجية واثارها على الامن الجماعي الى ان بعض المعلقين بدأوا يعربون عن قلقهم من ان التكنولوجيا الحديثة اخذت تكتسب اهمية خاصة، وان التغير التكنولوجي يسير بخطى اسرع من خطى (العملية السياسية) والتي تتمثل في تحقيق الامن على مستويات ادنى من الاسلحة والقوات المسلحة. والتكنولوجيا في حد ذاتها لا تهدد احدا. فالجهود الهادفة الى السيطرة والتحكم باتجاه التغيرات التكنولوجية لا تحقق الا التقدم، اذا ما تم مراعات حقائق الحياة المعاصرة. ان الوضع الحالي (للتقدم التكنولوجي) يمثل عقودا طويلة من المعرفة لا يمكن تجاهلها. كما ان من غير المعقول ان نصدق انه يمكن تجميد وايقاف عملية الابتكار التكنولوجي لمنع استخدامها للأغراض العسكرية. لكن التكنولوجيات الحديثة والتي يمكن ان تسهم في تحسين منظومات الاسلحة الموجودة يمكن ان يتم استخدامها، غالباً، من اجل ضمان الحد من تلك الاسلحة او التخلص منها او تحويلها الى المجالات المدنية السلمية. ومن مجالات كثيرة يمكن للتكنولوجيا العسكرية ان تعزز فعلا الامن الدولي بدلا من تهديده، استخدام تكنولوجيا الاتصالات لأغراض (الانذار المبكر) في الصراعات وشيكة الوقوع واستحداث تقنيات ملائمة واستخدام تقنيات الاستشعار عن بعد للتحقق ولإيجاد طرق أمنة من الناحية البيئية من اجل التخلص من الاسلحة الفتاكة.([18]) ومما تقدم يخلص الباحث الى ان التطور التكنولوجي يمكن ان يصب في صالح الامن الجماعي بصفته احد اهم اهداف ووظائف المنظمة الاممية وكافة اجهزتها، فما يهدد الامن الجماعي بصفة رئيسية هو التقدم التكنولوجي في مجال الاسلحة، فما وصل اليه العالم من تقدم في مجال اسلحة الدمار الشامل انما هو نتاج التقدم التكنولوجي، ويرى الباحث انه بذات الوسيلة يمكن ان نحد من استخدام تلك الاسلحة ومعالجة اثارها.
المطلب الثاني: علاقة التكنولوجيا بالتنمية
خلال المناقشات التي جرت في الدورة الـ (197) للمجلس التنفيذي عن البند الـ ( ٧ ) فيما يتعلق بمشاركة منظمة اليونسكو في الأعمال التحضيرية لخطة التنمية لما بعد عام ٢٠١٥، أكدت الدول الأعضاء على دور اليونسكو في دعم وتطوير العلوم والتكنولوجيا والابتكار باعتبارها أداة أساسية ومهمة لتنفيذ كل أهداف التنمية المستدامة والتي وردت في خطة التنمية المستدامة لعام ٢٠٣٠، و على دورها الفعال في الإسهام في انجاز أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالمحيطات، والتنوع البيولوجي، والتغير المناخي، والمياه. فخطة التنمية المستدامة لعام ٢٠٣٠ تعترف بأهمية تعبئة العلوم بشكل عام على مستويات متعددة، وعبر التخصصات من أجل تجميع المعلومات الضرورية، وإرساء الأسس اللازمة (للممارسات والابتكارات والتكنولوجيات الضرورية) من اجل التصدي للصعوبات التي تواجه العالم اليوم وفي المستقبل. بالتأكيد، فإن تحقيق النجاح في انجاز خطة التنمية المستدامة لعام ٢٠٣٠ يتطلب أن تستند هذه الخطة الى نهج علمي شامل، كما يتطلب أن ترتكز على أحسن المعارف المتاحة.([19]) ان المجتمعات التي تقوم على المعرفة والتكنلوجيا اكثر وعيا واهتماما بالمشكلات الكلية، فالفقر والاضرار بالبيئة والمخاطر التكنولوجية والازمات الاقتصادية يؤمل ان يسهم التعاون الدولي والمشاركة العلمية في معالجتها بشكل اكثر نجاعة لها. فالتكنولوجيا والمعرفة يمكن ان تشكل دعامة صلبة لمواجهة الفقر والتصدي للمشكلات الناجمة عنه، خصوصا اذا كان هذا الفقر لا يرجع في اسبابه الى عدم توفر البنية التحتية، فعن طريق اطلاق مشروعات صغيرة او تحديث اليات مؤسساتية يمكن التصدي للكثير من المشاكل الناجمة عن الفقر ومحاربة اسبابه، فالنجاحات التي حققتها بعض اقطار شرق اسيا وجنوبها الشرقي في التصدي للفقر تفسر في جزء كبير منها بالاستثمارات التي تمت في مجال التربية والبحث والتطوير العلمي.([20])
ويمكن ان يؤثر بشكل كبير كل من العلم والتكنولوجيا والابتكار بالإضافة الى الثقافة، على كل دعامة من دعامات التنمية الثلاثة ( الاقتصادية، الاجتماعية، والبيئية)، ويقود العلم والتكنولوجيا والابتكار التحول الديناميكي للاقتصاد، من خلال نمو الانتاجية والتي تؤثر على النمو الاقتصادي.([21]) مما تقدم يخلص الباحث الى الدور الفعال الذي يقوم به التقدم التكنولوجي في مجال التنمية باعتباره مصدرا للتنمية وسببا رئيسيا من اسباب التقدم الاقتصادي الحاصل في الدول التي استفادة من العلم والمعرفة والتكنولوجيات الحديثة، وتحقيق التنمية بأسرع ما يمكن في البلدان النامية انما هو الهدف الرئيسي الذي تسعى الى تحقيقه منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، كما ان دول مثل الصين والهند جعلت الحصول على التكنولوجيا الحديثة وتطويرها هدفا اساسيا لحكوماتها لتنافس بذلك دول العالم المتقدم.
المطلب الثالث: علاقة التكنولوجيا بحماية حقوق الانسان
في حين أن التكنولوجيا قد تساهم في بعض الحالات في التحديات المعنية بحقوق الإنسان، فإنها تمتلك دوراً مهماً تؤديه في معالجة الانتهاكات الحاصلة. فقد أعلنت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان عن شراكة بارزة مع مايكروسوفت مدتها خمس سنوات. وكجزء من الاتفاق، ستقدم مايكروسوفت منحة بقيمة خمسة ملايين دولار لدعم أعمال مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. ويشكل هذا الأمر مستوى غير مسبوق من الدعم الذي تقدمه مؤسسة تنتمي إلى القطاع الخاص. وستساعد المنحة التي تقدمها مايكروسوفت على إيجاد تكنولوجيا لديها تأثير إيجابي، على سبيل المثال من خلال تطوير وتوظيف حلول تقنية جديدة مصممة تحديداً لدعم مهمة مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة وحماية حقوق الإنسان. وتستند الشراكة الجديدة إلى علاقة طويلة الأمد بين مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ومايكروسوفت مرتكزة على فكرتين يتبادلانها. تقوم الفكرة الأولى على الالتزام بضمان أن تلعب التكنولوجيا دوراً إيجابياً في المساعدة على تعزيز حقوق الإنسان وحمايتها. أما الفكرة الثانية، فهي إقرار بضرورة أن يؤدي القطاع الخاص دوراً أكبر في المساعدة على دعم قضية حقوق الإنسان عالمياً).[22])
يبذل عدد من الشركات الدولية ومجموعات حقوق الإنسان جهوداً متضافرة لإعداد ميثاق بحلول نهاية هذا العام يواجه تطورات سلبية مثل زيادة الاعتقالات على الصحفيين على الإنترنت ومراقبة أنشطة مستخدمي الإنترنت. ويحاول جميع المشاركين صياغة ميثاق لمساءلة الشركات إذا تعاونوا مع الحكومات لقمع حرية التعبير أو انتهاكات حقوق الإنسان. ويترأس المحادثات مركز الديمقراطية والتكنولوجيا ومقره واشنطن، فضلاً عن مجتمع غير ربحي يقع مقره في سان فرانسيسكو من أجل تحقيق المسؤولية الاجتماعية.([23]) وقد أصبحت تكنولوجيا الاتصالات، مثل الإنترنت والهواتف الذكية المحمولة وأجهزة الإنترنت اللاسلكية، جزءًا من الحياة اليومية. مع التحسينات الجذرية في الوصول إلى المعلومات والاتصال الفوري، عززت الابتكارات في مجال تكنولوجيا الاتصالات حرية التعبير، وسهلت النقاش العالمي وعززت المشاركة الديمقراطية. من خلال تضخيم أصوات المدافعين عن حقوق الإنسان وتزويدهم بأدوات جديدة لتوثيق التجاوزات وكشفها، وتعمل هذه التقنيات الجديدة على تحسين التمتع بحقوق الإنسان. في الوقت الذي تنتشر فيه حقائق الحياة المعاصرة في الفضاء السيبراني أكثر من أي وقت مضى، في الوقت نفسه أصبحت الإنترنت في كل مكان على نحو متزايد.([24]) كل هذه المزايا التي تتمتع بها التكنولوجيا الحديثة اذا ما تم استخدامها بشكل ايجابي يمكن ان تسهل على العديد من المنظمات الدولية المعنية بحقوق الانسان عملها وهذا شيء ايجابي بشكل كبير، فقد كانت الوكالات التابعة للأمم المتحدة وكذلك المنظمات الدولية المستقلة المعنية بحقوق الانسان، تقضي وقت طويل وتنفق اموال طائلة من اجل الحصول على البيانات وجمعها من مصادر مختلفة وبصعوبة، لكن الامر قد اختلف مع توافر خدمة الانترنت والاجهزة الذكية في كل مكان من العالم وبشكل ميسر، حيث اصبح الحصول على البيانات وجمعها يتم بسير وسهولة كما ان اغلب البيانات عن انتهاكات حقوق الانسان والصور التي تؤيد تلك الانتهاكات ترسل عبر الانترنت.
الخاتمة
في ختام بحثنا الموسوم (فاعلية المنظمات الدولية في ظل التقدم التكنولوجي) توصلنا الى جملة من الاستنتاجات والتوصيات:-
أولا/ الاستنتاجات:-
  1. فاعلية المنظمات الدولية هي مدى قدرة تلك المنظمات على تحقيق النتيجة المطلوبة والمبتغاة والمتوقعة منها، وتأثير تلك المنظمات على النطاق العالمي.
  2. ان التكنولوجيا مصطلح مركب يتضمن جانبين اساسيين هما جانب مادي يشمل الآلات والاجهزة العلمية والتقنية المستخدمة في مختلف المجالات وجانب علمي معرفي يشمل كل الخبرات والافكار العلمية الخلاقة التي توصل اليها البشر واثبتت صحتها التجربة العلمية.
  3. للمنظمات الدولية وظائف اساسية تشمل جوانب عدة وبعض المنظمات الدولية لديها اكثر من هدف ووظيفة والوظائف الاكثر علاقة بالتكنولوجيا من حيث استفادتها من التطور التكنولوجي هي: الامن الجماعي، والتنمية وحماية حقوق الانسان، وهي التي عززت فيها امكانيات المنظمات الدولية من خلال التطور التكنولوجي بحيث اصبحت تحقق اهدافها بشكل اكبر.
  4. التقدم التكنولوجي يمكن ان يصب في صالح الامن الجماعي بصفته احد اهم اهداف ووظائف المنظمة الاممية وكافة اجهزتها، فما يهدد الامن الجماعي بصفة رئيسية هو التقدم التكنولوجي في مجال الاسلحة، فما وصل اليه العالم من تقدم في مجال اسلحة الدمار الشامل انما هو نتاج التقدم التكنولوجي، وبذات الوسيلة يمكن ان نحد من استخدام تلك الاسلحة ومعالجة اثارها.
  5. التقدم التكنولوجي مصدر للتنمية وسببا رئيسيا من اسباب التقدم الاقتصادي الحاصل في الدول التي استفادة من العلم والمعرفة والتكنولوجيات الحديثة، وتحقيق التنمية بأسرع ما يمكن في البلدان النامية انما هو الهدف الرئيسي الذي تسعى الى تحقيقه منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو).
  6. المزايا التي تتمتع بها التكنولوجيا الحديثة اذا ما تم استخدامها بشكل ايجابي يمكن ان تسهل على العديد من المنظمات الدولية المعنية بحقوق الانسان ومنها الوكالات التابعة للأمم المتحدة واهمها مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، عملها وهذا شيء ايجابي بشكل كبير.
ثانيا/ التوصيات:-
  1. ينبغي ان تركز المنظمات الدولية على تحديث نفسها باستمرار من اجل ان تواكب التقدم التكنولوجي الحاصل وتجعله في صالحها.
  2. ضرورة الدعم المتواصل من حكومات الدول والمنظمات الدولية على حد سواء لكافة المجالات العلمية والتي تسهم في نشر التكنولوجيا وجعلها متاحة للجميع في كل مكان ولكافة البشر.
  3. ينبغي على المنظمات الدولية ان تضغط بكل ما تستطيع على حكومات الدول من اجل رفع الحجب عن الانترنت وجعل الوصول اليها متاحا لكافة المواطنين ودون رقابة تخل بحرية الوصول الى البيانات والمعلومات.
الهوامش والمراجع المعتمدة

[1]- د. احمد مختار عمر: معجم اللغة العربية المعاصرة، المجلد الثالث، الطبعة الاولى، عالم الكتب، القاهرة، 2008، ص1726.
[2] - Dictionary.com, LLC. "Effectiveness, Define Effectiveness at Dictionary.com. www.Dictionary.com. (26/8/2018)
[3] - Anne Peters: INTERNATIONAL ORGANIZATIONS: EFFECTIVENESS AND ACCOUNTABILITY, Max Planck Institute, Heidelberg, Germany, 2016, p.1-4.
[4]- د. احمد مختار عمر، المجلد الرابع، مصدر سابق،ص2236.
[5]-المصدر نفسه، المجلد الاول، ص789.
[6]- د. محمد طلعت الغنيمي: الاحكام العامة في قانون الامم- دراسة في كل من الفكر المعاصر والفكر الاسلامي، التنظيم الدولي، منشأة المعارف، الاسكندرية، مصر، 1971،الحاشية ، ص10.
[7]- د. غضبان مبروك: التنظيم الدولي والمنظمات الدولية، ديوان المطبوعات الجامعية، بن عكنون، الجزائر، 1994، ص19-20.
[8]- د. صلاح الدين عامر: مقدمة لدراسة القانون الدولي العام، دار النهضة العربية، القاهرة، 2007، ص135.
[9]- معجم المعاني الجامع: معجم عربي-عربي، متاح على الرابط التالي: www.almaany.comاخر زيارة (27/8/2018).
[10]- عبد الله سالم: أثر التكنولوجيا على الاقتصاد، ص1، بحث منشور على الرابط التالي:
http://abduallahalzahrani.blogspot.com/p/technology-techno-logo.html (15/8/2018)
[11] - Sazali Abdul Wahab, Raduan Che Rose, Suzana Idayu Wati Osman: Defining the Concepts of Technology and Technology Transfer: A Literature Analysis, International Business Research, Vol. 5, No. 1; January 2012, p.61.
[12]- Dr. Aytekin İŞMAN: TECHNOLOGY AND TECHNIQUE: AN EDUCATIONAL PERSPECTIVE, The Turkish Online Journal of Educational Technology – April 2012, Vol.  11, Is. 2, p.207.
[13] - Sazali Abdul Wahab, Raduan Che Rose, Suzana Idayu Wati Osman, op.cit, p.62.
[14]- د. فياض عبدالله و أ.عذاب مزهر: نقل وتوطين التكنولوجيا وأثرها في تنمية الموارد البشرية، مجلة كلية بغداد للعلوم الاقتصادية الجامعة العدد الخامس والعشرون 2010، ص355.
[15]- د. حمدي فهد محمد: المقاصد الشرعية والتطبيقات الفقهية للتكنولوجيا والاختراعات الحديثة، مجلة الجامعة العراقية، ع 36/2، 2017، ص141.
[16]- John Gerard Ruggie: International responses to technology: Concepts and trends, International Organization, Vol. 29, No. 3, Summer, 1975, University of Wisconsin Press, p.558.
[17] - Leland M. Goodrich: The Maintenance of International Peace and Security, International Organization, Vol. 19, Is. 03, June 1965, pp. 429-430.
[18] الأمم المتحدة، الجمعية العامة: التطورات العلمية والتكنولوجية وآثرها على الأمن الدولي، تقرير الامين العام، الدورة 45، رقم الوثيقة (A/45/568)، 1990، ص4-5.
[19]- منظمة الامم المتحدة للتربية والعلم والثقافة: اعداد مشروع البرنامج والميزانية للفترة من 2018-2021، المؤتمر العام، الدورة 38، باريس، فرنسا، 2015، ص1-2.
[20]- منظمة الامم المتحدة للتربية والعلم والثقافة: من مجتمع المعلومات الى مجتمعات المعرفة، التقرير العالمي لليونسكو، فرنسا، 2005، ص22
[21] - Economic and Social Council: Report of the Secretary-General on “Science, technology and innovation, and the potential of culture, for promoting sustainable development and achieving the Millennium Development Goals” for the 2013 Annual Ministerial Review, Geneva, 1-26 July 2013, p.3.
[22]- مرصد الاستعراض الدوري للبنان امام مجلس حقوق الانسان في الامم المتحدة: التكنولوجيا في خدمة حقوق الإنسان: شراكة بين مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ومايكروسوفت، ص1. متاح على الرابط التالي: www.upr-lebanon.org/archives/1411 اخر زيارة (27/8/2018).
[23]- علوم وتكنولوجيا: شركات التكنولوجيا وجماعات حقوق الإنسان تعد ميثاق سلوك للأنترنت، Deutsche Welle، ص1. متاح على الرابط التالي: https://www.dw.com/ar/%D8%B4 اخر زيارة (27/8/2018).
[24]- الأمم المتحدة، الجمعية العامة: الحق في الخصوصية في العصر الرقمي، رقم الوثيقة (A/HRC/27/37)، 2014، ص3.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون